آخر الأحداث والمستجدات 

زيرو الخماري و سفاهة السينما

زيرو الخماري و سفاهة السينما

لقد كان نور الدين الخماري مخطئا عندما كان يظن أن إدماج بعض المشاهد و اللقطات الفكاهية في فيلم بوليسي محض يعالج قضية من القضايا الخطيرة في المجتمع و هي قضية مافيات دعارة القاصرات و تواطؤها مع أجهزة الأمن، سينسي المشاهد المغربي حجم التسيب اللفظي و الدناءة المقيتة للخطاب "الزنقاوي" الذي اعتمد بشكل كبير و "معيق بزاف" داخل فيلم "الزيرو" الذي قدمه الخماري كطبق نهائي للمغاربة في عام 2012، و أيضا كإصرار منه على تشبثه الصارخ بمنهاجيته السينمائية في فرض طابع "كازانيجرا" على المغاربة.

 

قررت بعد أخذ و رد مع نفسي و في دواخل دواخلي ان أقتني أرخص تذكرة في سينما مدينتي لأشاهد "زيرو الخماري" و لأحكم بنفسي و لأحاول أن أدلي بدلوي وسط الكم الهائل من المقالات المنتقدة التي قرأت حول الفيلم، و أيضا حتى لا أكون من الذين ينتقدون دون أن يشاهدوا كما فعل –أو فعلوا هم- أحد الأشخاص في إذاعة داعمة للزيرو استضافت الخماري ليدافع عن "زيروه" ليتصل منتقد للخماري تبين في الأخير من خلال سؤال المذيع للمتصل انه لم يشاهد الفيلم.
لم اتفاجأ و انا أشاهد الفيلم فما قيل عن الفيلم و ما سمعت كان حقيقة بزيادة كانت كافية لأن يوصف الفيلم "بالزنقاوي" كما أن شجاعة الخماري لم تكن بالشكل الكافي لأنه لم يدرج تفاصيل الكلام الهابط في المقطع الإعلاني للفيلم الذي ردد في الإذاعات و القنوات، مخرج الفيلم و مؤيدوه قالوا بان الفيلم مرآة لواقع مر يعيشه مجتمعنا و المخرج لم يطرح شيئا دخيلا على المغاربة بل هي "لقمات من لحية الواقع"، لكن هل السينما جعلت لنقل رسالة راقية من أجل إصلاح المجتمع ام انها جعلت لنقل واقع يعرفه و يستنكره الكل و محاولة الزيادة فيه بشكل مبتذل فيه، أم ان كلمات من قبيل "ولد القحبة" و "سير تقود" و "الزبونية دمك" هي التطور السينمائي الذي يعتبره منتجونا تطورا ملموسا في السينما.
مشاهدتي للزيرو و الموضوع الذي يتطرق له ذكرتي تماما بالفيلم البرازيلي The Elite Squadو هو إحدى أضخم الانتاجات السينمائية العالمية المشهود لها بالجودة و الذي يعالج نفس الموضوع الذي يعالجه الزيرو غير انه يزيد عليه أكثر فـ The Elite Squadيتحدث عن الجريمة و الدعارة و مافيات السلاح و القاصرات في أضخم المدن البرازيلية و هي ريو ديجانيرو، و ما ادراك ما ريو ديجانيرو، و قد صور الفيلم على جزأين الأول سنة 2007 و الثاني سنة 2011، تماما كما فعل الخماري لما صور كازانيجرا و اتبعه بزيروه، لكن العجيب و الغريب في الوقت ذاته أن فهم السيد الخماري و مؤيديه للفن السينمائي يختلف تماما عن فهم السنمائيين العالميين للفن كفن، فرغم ما يعرف عن ريو ديجانيرو من خلاعة و فساد إلا ان مخرج The Elite Squadالبرازيلي José Padilhaلم يتناول واقع المدينة بألفاظها النابية و كلماتها الساقطة فخلال مشاهدتي للجزئين معا لم أستطع العثور و لو على كلمة واحدة من "تخسار الهضرة بالبرازيلية" احتراما للمشاهد الذي يعتبر زبونا مستهلكا وجب تقديره امتثالا للمقولة التي تقول بأن "الزبون ملك" و التعامل مع الملك يتقنه الكل بل و حتى من لا يعرفون للأخلاق سبيلا.
أما سيدنا "المحترم" الخماري فقد قلل احترامه على المشاهد المغربي من طفل و طفلة و اب و أم و جد و جدة، و كال بمكيال اللامبالاة ألفاظا و عبارات و تعابير يندى لها جبين كل من له ذرة حياء، تلك العبارات التي يقول مؤيدو الزيرو أنه "جار بها العمل" و نسمعها طوال اليوم في شوارعنا و هي واقع من واقعنا، لكنهم لا يعلمون انك و إن كنت تسمعها باستمرار في الشارع فذلك شارع، و إن حدث و ان طرقت مسمعك و انت برفقة والدتك أو والدك أو أي شخص تحترمه فإنك لا تتردد في توجيه تحذير شفوي لذلك "الحيوان" الذي ينطق تلك الكلمات بالتوقف عن "تخسار الهضرة" منتظرا فقط منه أن يعيدها للمرة الثانية ليجد أسنانه بين يديه بسبب لكمة الغيرة التي تصدر عن اللاشعور بسبب تقليل الاحترام على العزيز الذي برفقتك، لكننا في حالتنا هذه لا نعرف كيف سيوجه الانذار الأول للممثلين الذين لم يبالوا بمشاهديهم لما وضعوا ثقتهم  فيهم و دخلوا ليشاهدوا عملهم الجديد، لكن الممثلين هم اول و آخر الخاسرين لأني لا اتصور تقديما لفيلم الزيرو في احدى الحفلات نقول فيه: "شارك في تشخيص فيلم الزيرو الممثل المقتدر محمد مجد" أو " مثل دول البطل في فيلم الزيرو الممثل الشاب و المتألق يونس بواب" لأن الاحترام والتقدير يمنح لمن يحترم المشاهدين أولا.
منذ ان كنت صغيرا و انا أشاهد الأفلام البوليسية و أفلام الجريمة في السينما المصرية التي تعتبر أقرب سينما لنا من حيث طابعها و تطورها عبر تاريخها القديم و قد صورت عدة أفلام تتحدث عن الجريمة المنظمة و تورط البوليس مع مافيات في أضخم شوارع القاهرة و هو شارع الهرم، لكنني اتحدى من يستخرج لي فيلما مصريا نجد فيه مقابلا لتعبير "ولد القحبة" بالمصرية أو "سير تقود" بالصعيدية رغم ان نظام مبارك العلماني مهد و على مر عقود للانفتاح السينمائي المصري، لكن انفتاحهم بقي في حدود المعقول و المعقلن، اما نحن فتجاوزنا الانفتاح إلى نزع الأبواب من جذورها، فلا اتصور مع نفسي و أنا أشاهد مشاهد الممثل محمد نجد و هو يعير ابنه الوحيد الذي يعيله و يسهر على راحته بأبشع الصفات و أقبح الأوصاف له و لأمه، ان اجد في واقع مجتمعنا شكلا من أشكال هذا الأب العاق لولده لأن هذا ليس من شيم المغاربة، إلا إذا أراد كتاب السيناريو و مخرجهم على سبيل المثال ان يطبعوا مع استثناء يعيشونه هم شخصيا.
إنه لمن العيب و العار أن يشاهد المغاربة أموال الدعم السينمائي تذهب لأعمال لا تستحق حتى كلمة "لا بأس به" و في المقابل نرى اعمالا تستحق كل الدعم و التقدير و التشجيع يرمى بها في قمامة المركز السينمائي المغربي، فهل سيشهد المشهد السينمائي تغييرا على نوعية الأفلام المطروحة للسوق السينمائية من أجل أن يدخل المغرب غمار المنافسة العالمية السينمائية خصوصا و أننا على أبواب تطبيق قانون التعيين في المناصب العليا الذي سيطيح برؤوس عمرت طويلا بأفكارها على مؤسسات مهمة في البلاد. أم ان التعيينات الجديدة لن تمس مجال السينما من أجل الحفاظ على سياستها في كسر "الطابوهات" غير مبالية بالمادة السينمائية النقية التي نستطيع بها فرض ثقافتنا على العالم بأسره و راضية بالتالي بأعمال تبقى حبيسة القاعات الوطنية بالأحرى.

قررت بعد أخذ و رد مع نفسي و في دواخل دواخلي ان أقتني أرخص تذكرة في سينما مدينتي لأشاهد "زيرو الخماري" و لأحكم بنفسي و لأحاول أن أدلي بدلوي وسط الكم الهائل من المقالات المنتقدة التي قرأت حول الفيلم، و أيضا حتى لا أكون من الذين ينتقدون دون أن يشاهدوا كما فعل –أو فعلوا هم- أحد الأشخاص في إذاعة داعمة للزيرو استضافت الخماري ليدافع عن "زيروه" ليتصل منتقد للخماري تبين في الأخير من خلال سؤال المذيع للمتصل انه لم يشاهد الفيلم.لم اتفاجأ و انا أشاهد الفيلم فما قيل عن الفيلم و ما سمعت كان حقيقة بزيادة كانت كافية لأن يوصف الفيلم "بالزنقاوي" كما أن شجاعة الخماري لم تكن بالشكل الكافي لأنه لم يدرج تفاصيل الكلام الهابط في المقطع الإعلاني للفيلم الذي ردد في الإذاعات و القنوات، مخرج الفيلم و مؤيدوه قالوا بان الفيلم مرآة لواقع مر يعيشه مجتمعنا و المخرج لم يطرح شيئا دخيلا على المغاربة بل هي "لقمات من لحية الواقع"، لكن هل السينما جعلت لنقل رسالة راقية من أجل إصلاح المجتمع ام انها جعلت لنقل واقع يعرفه و يستنكره الكل و محاولة الزيادة فيه بشكل مبتذل فيه، أم ان كلمات من قبيل "ولد القحبة" و "سير تقود" و "الزبونية دمك" هي التطور السينمائي الذي يعتبره منتجونا تطورا ملموسا في السينما.مشاهدتي للزيرو و الموضوع الذي يتطرق له ذكرتي تماما بالفيلم البرازيلي The Elite Squadو هو إحدى أضخم الانتاجات السينمائية العالمية المشهود لها بالجودة و الذي يعالج نفس الموضوع الذي يعالجه الزيرو غير انه يزيد عليه أكثر فـ The Elite Squadيتحدث عن الجريمة و الدعارة و مافيات السلاح و القاصرات في أضخم المدن البرازيلية و هي ريو ديجانيرو، و ما ادراك ما ريو ديجانيرو، و قد صور الفيلم على جزأين الأول سنة 2007 و الثاني سنة 2011، تماما كما فعل الخماري لما صور كازانيجرا و اتبعه بزيروه، لكن العجيب و الغريب في الوقت ذاته أن فهم السيد الخماري و مؤيديه للفن السينمائي يختلف تماما عن فهم السنمائيين العالميين للفن كفن، فرغم ما يعرف عن ريو ديجانيرو من خلاعة و فساد إلا ان مخرج The Elite Squadالبرازيلي José Padilhaلم يتناول واقع المدينة بألفاظها النابية و كلماتها الساقطة فخلال مشاهدتي للجزئين معا لم أستطع العثور و لو على كلمة واحدة من "تخسار الهضرة بالبرازيلية" احتراما للمشاهد الذي يعتبر زبونا مستهلكا وجب تقديره امتثالا للمقولة التي تقول بأن "الزبون ملك" و التعامل مع الملك يتقنه الكل بل و حتى من لا يعرفون للأخلاق سبيلا.أما سيدنا "المحترم" الخماري فقد قلل احترامه على المشاهد المغربي من طفل و طفلة و اب و أم و جد و جدة، و كال بمكيال اللامبالاة ألفاظا و عبارات و تعابير يندى لها جبين كل من له ذرة حياء، تلك العبارات التي يقول مؤيدو الزيرو أنه "جار بها العمل" و نسمعها طوال اليوم في شوارعنا و هي واقع من واقعنا، لكنهم لا يعلمون انك و إن كنت تسمعها باستمرار في الشارع فذلك شارع، و إن حدث و ان طرقت مسمعك و انت برفقة والدتك أو والدك أو أي شخص تحترمه فإنك لا تتردد في توجيه تحذير شفوي لذلك "الحيوان" الذي ينطق تلك الكلمات بالتوقف عن "تخسار الهضرة" منتظرا فقط منه أن يعيدها للمرة الثانية ليجد أسنانه بين يديه بسبب لكمة الغيرة التي تصدر عن اللاشعور بسبب تقليل الاحترام على العزيز الذي برفقتك، لكننا في حالتنا هذه لا نعرف كيف سيوجه الانذار الأول للممثلين الذين لم يبالوا بمشاهديهم لما وضعوا ثقتهم  فيهم و دخلوا ليشاهدوا عملهم الجديد، لكن الممثلين هم اول و آخر الخاسرين لأني لا اتصور تقديما لفيلم الزيرو في احدى الحفلات نقول فيه: "شارك في تشخيص فيلم الزيرو الممثل المقتدر محمد مجد" أو " مثل دول البطل في فيلم الزيرو الممثل الشاب و المتألق يونس بواب" لأن الاحترام والتقدير يمنح لمن يحترم المشاهدين أولا.منذ ان كنت صغيرا و انا أشاهد الأفلام البوليسية و أفلام الجريمة في السينما المصرية التي تعتبر أقرب سينما لنا من حيث طابعها و تطورها عبر تاريخها القديم و قد صورت عدة أفلام تتحدث عن الجريمة المنظمة و تورط البوليس مع مافيات في أضخم شوارع القاهرة و هو شارع الهرم، لكنني اتحدى من يستخرج لي فيلما مصريا نجد فيه مقابلا لتعبير "ولد القحبة" بالمصرية أو "سير تقود" بالصعيدية رغم ان نظام مبارك العلماني مهد و على مر عقود للانفتاح السينمائي المصري، لكن انفتاحهم بقي في حدود المعقول و المعقلن، اما نحن فتجاوزنا الانفتاح إلى نزع الأبواب من جذورها، فلا اتصور مع نفسي و أنا أشاهد مشاهد الممثل محمد نجد و هو يعير ابنه الوحيد الذي يعيله و يسهر على راحته بأبشع الصفات و أقبح الأوصاف له و لأمه، ان اجد في واقع مجتمعنا شكلا من أشكال هذا الأب العاق لولده لأن هذا ليس من شيم المغاربة، إلا إذا أراد كتاب السيناريو و مخرجهم على سبيل المثال ان يطبعوا مع استثناء يعيشونه هم شخصيا.إنه لمن العيب و العار أن يشاهد المغاربة أموال الدعم السينمائي تذهب لأعمال لا تستحق حتى كلمة "لا بأس به" و في المقابل نرى اعمالا تستحق كل الدعم و التقدير و التشجيع يرمى بها في قمامة المركز السينمائي المغربي، فهل سيشهد المشهد السينمائي تغييرا على نوعية الأفلام المطروحة للسوق السينمائية من أجل أن يدخل المغرب غمار المنافسة العالمية السينمائية خصوصا و أننا على أبواب تطبيق قانون التعيين في المناصب العليا الذي سيطيح برؤوس عمرت طويلا بأفكارها على مؤسسات مهمة في البلاد. أم ان التعيينات الجديدة لن تمس مجال السينما من أجل الحفاظ على سياستها في كسر "الطابوهات" غير مبالية بالمادة السينمائية النقية التي نستطيع بها فرض ثقافتنا على العالم بأسره و راضية بالتالي بأعمال تبقى حبيسة القاعات الوطنية بالأحرى.

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : المهدي حميش
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-01-21 22:31:38

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك