آخر الأحداث والمستجدات
الجماعة الشفارة !!!
كثيرا ما ارتبطت كلمة الجماعة بكلمة قدحية في قاموسنا العامي نطلقها على كل كائن انتخابي فاسد الا وهي "شفار" أو بصيغة الجمع "الشفارة"، فالعديد من مواطني اليوم بمجرد أن تذكر لهم مرشحا أو لائحة تحمل أسماء مرشحي حزب معين للإنتخابات الجماعية الا وكان جوابه "كلهم شفارة !"، دون حتى أن يكلف نفسه عناء التفكير قليلا في سيرة ومسار المترشح أو حتى أن يرى صورته ويقرأ اسمه.
لا أحد ينكر أن الوضع الذي توجد عليه مدينتنا مكناس اليوم،وضع لا نحسد عليه،على جميع المستويات،فعلى المستوى الإقتصادي الكل يجمع على انعدام فرص الشغل وان توفرت فالراتب في العديد من الأحيان لاتبلغ قيمته الحد الأدنى للأجور،وهو أمر خطير للغاية خاصة اذا علمنا أن معدل البطالة بمكناس يضاعف المعدل الوطني،أما على مستوى المرافق الحيوية،من حدائق وملاعب قرب فهي محصورة في أحياء بعينها وتغيب عن جل أحياء المدينة التي يتجاوز عدد ساكنتها النصف مليون نسمة حسب إحصاء سنة 2014، ناهيك عن تدهور الوضع في المجالين الثقافي والرياضي الشيء الذي يعكس واقع هذه المدينة المتجلي في كونها تنتظر دورها أو حصتها من التنمية التي عرفتها العديد من المدن المغربية،وهذا لن يتأتى لها الا بنخبة كفئة تحرص كل الحرص على مصلحة المدينة و ساكنتها قبل مصالحها الشخصية.
كل هذه الأشياء السلبية عن مدينتنا دفعت جل المواطنين الى اعتبار جل نخبها "شفارا" و"كروش لحرام"،وغيرها من الألفاظ الذي تتكرر على مسامعنا بشكل يومي اذا ما صادفنا نقاشا عن الشأن المحلي،وهذا الأمر دفعني الى طرح تساؤل يتعلق بالبحث عن حل لهذا الإشكال الذي يقف سدا منيعا في تنمية مدينتي مكناس،فهل بهذه الطريقة سنساهم في هذه التنمية عبر سب وقذف وتخوين المتشرحين كيفما كان شعارهم ولون حزبهم بل وحتى إن كانوا غير منتمين لأي حزب،مع العلم أنهم مرشحون لدخول القصر البلدي من أوسع أبوابه بعد الرابع من شتنبر القادم وسيتحكمون في جل القطاعات الحيوية بالمدينة وقد تصدر عنهم قرارات ترهن مستقبل المدينة لمئات السنين كما هو الحال اليوم ؟ أم أن الحل هومقاطعة الإنتخابات وعدم التصويت على أي مرشح ؟ مع العلم أن هذا الحل لن يجدي نفعا والدليل أن الإنتخابات التشريعية لسنة 2007 ومعها الانتخابات الجماعية لسنة 2009 سجلت أعلى نسب المقاطعة في صفوف المسجلين في اللوائح الإنتخابية ، ولم يتغير شيء، وسيرتنا مجالس جماعية صوتت عليها قلة قليلة جلهم من أصحاب ال "200 درهم" .
فما هو الحل اذا لاختيار نخبة تحسن التسيير وتضع مدينتنا في سكة التنمية ؟ اليوم هناك مناخ ملائم لنشارك كمواطنين في تقرير مصيرنا،فهناك دستور يمنحنا العديد من الصلاحيات لنعمل كمجتمع مدني ونساهم بشكل فعال في متابعة ومراقبة طريقة تسيير شأننا العام، وبالنسبة للإنتخابات الجماعية،الجواب في نظري،هو أن نصوت بكثافة على المرشح الأقل ضررا والذي يملك من الكفاءة ما يستطيع به أن يسير مدينة من حجم العاصمة الإسماعيلية مكناس،فاليوم نحن مطالبون بوضع جميع اللوائح (16 لائحة بمكناس) على طاولتنا وفرزها واحدة تلو الأخرى،واختيار اللائحة الأفضل لتمثيلنا على صعيد الجماعة واللائحة الأفضل لتمثيلنا على صعيد الجهة،ومنحها صوتنا كخطوة أولى.
الخطوة الثانية تتجلى فيما بعد انتخابات 4 شتنبر 2015،وتتجلى في مراقبة ومتابعة طريقة تسيير وتدبير شؤوننا من طرف الأشخاص الذين فازوا بثقتنا،ومن واجبنا أن نسائلهم عن كل صغيرة وكبيرة داخل الجماعة وعن الاتفاقيات التي تعتزم إبرامها،وكل مستشار أو رئيس لا يتواصل مع الساكنة لا يستحق في نظري أن يوضع حتى في أخر مراتب لوائح المترشحين،ويجب أن يقال من منصبه عبر جمع الاف التوقيعات للإطاحة به أو الإحتجاج عليه بطريقة حضارية وسلمية، وعلينا كمواطنين أن نلتئم في جمعيات يشد بعضها الأخر على كلمة سواء،مجندين في كل لحظة لمواجهة لوبي الموفسدين.
الكاتب : | المكناسي عثمان |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-08-29 16:49:56 |