آخر الأحداث والمستجدات
مهرجانات باهتة تكلف المكناسيين ملايين الدراهم
لا يختلف اثنان من المتتبعين للمهرجانات التي نظمت مؤخرا بمكناس حول رداءة برامجها وتسييرها الذي يغلب عليه طابع الارتجال .
أربع مهرجانات إن لم نقل أكثر احتضنتها مكناس في اقل من شهر واحد، تقدر كلفتها الإجمالية ما يناهز النصف مليار سنتيم،دفعت من جيوب دافعي الضرائب،في غياب أي محتضن من القطاع الخاص، بين أيام رمضان الثقافية ومهرجان المجدوب ومهرجان وليلي والأسبوع الثقافي الذي لازالت سهراته تزعج برداءتها زوار المدينة،أصبحت مدينة مكناس بهذه المهرجانات تشبه كمرآة عانس تجاوزت السبعين من عمرها تحتفل بزواجها من شاب يلهث وراء مالها.
البداية كانت مع أيام رمضان الثقافية التي سهر على تنظيمها القسم الثقافي بجماعة مكناس،ونظمت بهدف إحياء فضاء لحبول وجعله فضاء ثقافي بامتياز كما جاء في شعار هذه الأيام، أصداؤها كانت ايجابية إلى حد ما ، لكنها استنزفت من الميزانية المخصصة للأسبوع الثقافي الثامن أكثر من النصف،الشيء الذي سينعكس سلبا على هذا الأخير وهو ما يفسر برمجته الضعيفة التي اقتصرت على مجموعات غنائية تنوعت بين "اوركسترا فلان " و "الشاب فلان" فمن أحق منها بزف هذه العروس العجوز إلى زوجها.
مهرجان المجدوب ، الذي صراحة لازلت أتساءل الى حدود الساعة عن تيمته، هل هو مهرجان يعنى بالتراث الثقافي الشعبي، ام هو مهرجان الكلمة والحكمة كما جاء في شعاره،أو مهرجان للزجل،ام هو مهرجان يسلط الضوء على العلامة المجدوب دفين مكناس، كما أن لجنته التنظيمية تطرح أكثر من تساؤل تنوعت بين أشخاص بدون صفة وأخرون موظفون بمندوبية الثقافة والباقي من أعضاء جمعية منتدى مكناس الجمعية التي تعتبر بمثابة الدراع الجمعوي لولاية مكناس، هذا من جهة. من جهة أخرى نطرح تساؤلا كبيرا يتعلق بكلفته المالية،فلم يسبق للجهة المنظمة له أن نظمت ندوة صفية او عممت بلاغا صحفيا حول هذا المهرجان او حتى تواصلت مع رجال الإعلام.
مهرجان وليلي، أو المهرجان الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى مهرجان يشق طريقه بتبات الى مزبلة التاريخ بعدما كان صداه يبلغ العالمية،فتغيير مكان تنظيمه من وليلي التي يحمل بهتانا اسمها الى فضاء لحبول يطرح أكثر من تساؤل، ناهيك عن برمجته الضعيفة خاصة دورة هذه السنة،مع العلم ان ميزانيته التي تقدر بحوالي 200 مليون سنتيم نصفها تقدمه وزارة الثقافة لم تتغير، تساؤلات كثيرة تطرح حول تراجع هذا المهرجان، عجز ممثل مندوبية الثقافة على الإجابة عنها في ندوة صحفية نظمت عشية حفل افتتاح دورته الأخيرة.
وفي الختام الذي ليس مسكا بطبيعة الحال،يأتي الأسبوع الثقافي الذي تنظمه الجماعة الحضرية لمكناس،والذي يتملص جل المستشارين الجماعيين من الانخراط في تنظيمه لأسباب لا يعرفها إلا هم ،وكأنه جمرة تحرق من يمسكها خاصة إذا كنا على بعد شهر واحد من الانتخابات الجماعية،حيث يخاف جلهم ان يلتصق فشله باسمه وباسم حزبه،إذن كيف لأهل الدار الذين يؤمنون في قرارة انفسهم بعجزهم عن تنظيم هذا الحدث الثقافي الذي سرق اسمه من الدورات الناجحة التي كانت تنظم تسعينيات القرن الماضي وكانت تحظى بتغطية إعلامية واسعة سواء من الإذاعة أو التلفزيون، ناهيك عن عشرات الصفحات في أهم الصحف الوطنية،على عكس دوراته الثلاث الأخيرة التي نظمها المجلس الجماعي الحالي والتي لا تتجاوز المقالات الصحفية التي حررت حولها عدد أصابع اليد ،لسببين اثنين لا ثالث لهما الأول هو تهميش الصحفيين والثاني رداءة برمجته التي لا تغري أحدا بتغطيته لمعرفته المسبقة بعدم اهتمام القراء بها.
فهل تصدقون يا معشر المكناسيين ان شخصا واحدا فقط يسير هذا المهرجان الذي تقدر ميزانيته ب80 مليون سنتيم،تصرف من ميزانية الجماعة وحدها في غياب اي دعم من القطاع الخاص، ويتعلق الامر برئيس القسم الثقافي الذي صراحة يبدل مجهودا كبيرا لإيقاف هذا الفيل الميت على قدميه لكن بجدوى،في ظل تملص اللجنة المنظمة للأسبوع والتي يتكون غالبيتها من مستشارين جماعيين،بل بلغ إلى علمي ان مستشارة جماعية رفضت ان تكون مديرة لنسخة هذه لسنة من المهرجان ، لمعرفتها المسبقة من زملائها الذي سبق أن شغلوا نفس المهمة انها بمثابة التواجد فوق فوهة مدفع.
أضف إلى كل هذا وذاك ،أن هناك حالة صراع وتنافر بين الجماعة ممثلة في قسمها الثقافي ومندوبية الثقافة،الأمر الذي يؤثر سلبا على المجال الثقافي داخل هذه المدينة، ففي غياب التنسيق بين هذين القطبين الثقافيين يستحيل أن ينظم حدث ثقافي في مستوى تطلعات ساكنة مكناس،وكنموذج لغياب التنسيق بينهما سيتم تكريم الملحن المكناسي حسن القدميري في اقل من أسبوعين بمدينة مكناس،حيث تم تكريمه في مهرجان وليلي،وسيتم تكريمه في السهرة الختامية للأسبوع الثقافي، وكأن هذه المدينة لم تنجب غيره،مع كامل احترامنا وتقديرنا لهذا الفنان الذي يستحق أكثر من تكريم.
وما يلخص فشل هذه المهرجانات هو عجزها عن تحقيق إشعاع إعلامي، وجماهيري يغري الشركات والقطاع الخاص بتخصيص دعم مالي لها.
وهناك مجموعة من الإختلالات التي تصاحب تنظيم هذه المهرجانات،لا يتسع المقام لذكرها بالتفصيل،لكن إذا أحب القائمون عليها معرفتها فيكفي أن يقوموا بتنظيم ندوة صحفية بعد نهاية كل دورة من مهرجاناتهم وسنكشف لهم بأدق التفاصيل تجليات تنظيمهم الكارثي والمرتجل،وأغتنم هذا الفرصة لأذكر إدارة الأسبوع الثقافي أننا لا زلنا ننتظر وعدهم بتقديم تقرير أدبي ومالي عن الدورات الأخيرة لهذا المهرجان الذي قيل عنه الشيء الكثير.
من هذا كله هناك نقطة مضيئة في هذه المهرجانات، هي اهتمامها مؤخرا بالفرق المحلية رغم مستواها المتواضع، تحت شعار "خيرنا مايديه غيرنا ".
الكاتب : | المكناسي عثمان |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-08-02 03:55:50 |