آخر الأحداث والمستجدات 

الترحال السياسي بين النص والواقع .. نموذج سعيد اشباعتو

الترحال السياسي بين النص والواقع .. نموذج سعيد اشباعتو

لا حديث داخل الأوساط المهتمة بالشأن السياسي بجهة مكناس تافيلالت هذه الأيام،إلا عن مغادرةسعيد شباعتو لحزب الوردة في اتجاه حزب صلاح الدين المزوار، إذ شرع أحد المحسوبين عليه، وبتوجيه منه والذي بالمناسبة ليس سوى موظف ملحق بالمجلس الجهوي الذي يرأسه " شباعتو " منذ 15 سنة، " شرع " في حملة تشويه لصورة الحزب بإقليم ميدلت منذ مدة، واستمالة بعض الموالين لشباعتو للتوقيع على استقالة من صفوف الاتحاد الاشتراكي والانضمام إلى حزب المزوار والتحليق بواسطة أجنحة حمامته في اتجاه  جهة درعة تافيلالت لتولي رئاستها  كما يروج لذلك.

هذا وبرر شباعتو لنوابه في مكتب مجلس جهة مكناس تافيلالت مغادرته لحزب عبدالرحيم بوعبيد بعدم وجود مصلحة له مع إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، كونه أصبح مرشحا للأغلبية بجهة درعة تافيلالت، بدعوى أن جهات نافدة في الدولة لا زالت في حاجة ماسة إلى خدماته، وأنه سيقدم استقالته بشكل رسمي خلال الساعات القليلة المقبلة.

قرار مغادرة شباعتو ومن معه لحزب الوردة في إقليم ميدلت، وليس في الجهة كما يحلو للبعض القول، ليس بالمفاجئ بالنسبة للكثير من المناضلين بالجهة خصوصا الذين خبروه ويعرفون تدبدب مواقفه، كما يعرفون حرصه الشديد على شغل منصب رئاسة جهة من جهات المملكة وبأي لون سياسي وبأي ثمن حتى ولو كانت عيون الساقية الحمراء ووادي الذهب، بحيث وبعد أن جند كل طاقاته لحشد الدعم والمساندة لإبقاء جهة مكناس تافيلالت على الصيغة الحالية وعاصمتها مكناس ، مسخرا في ذلك كل إمكانيات المجلس الجهوي، من خلال عقد لقاءات بفنادق مصنفة، وتسخير بعض جمعيات المستفيدة من منح الدعم بالجهة للدفاع عن أطروحته، و عمد إلى تأسيس مرصد حقوق جهة مكناس تافيلالت، وحين خروج مرسوم التقطيع الجهوي أدار وجهه للحزب وشرع في البحث عن موطأ قدم.

هذا ويعد سعيد شباعتو بصفته عضو مكتب سياسي وكاتب جهوي القيادي الوحيد الذي يغرد برحيله هذا خارج سرب مقتضيات الدستور الجديد للملكة، ضدا على كل الأصوات الداعية إلى تخليق الحياة السياسية ومنها الخطب الملكية الداعية إلى الرفع من مستوى أداء النخب السياسية .

شباعتو الذي التحق مع بداية القرن 21 بحزب المهدي بنبركة  الذي ناضل ( منذ تبنيه استراتيجية النضال الديمقراطي وانخراطه في المسلسل الانتخابي ) من أجل تخليق الحياة السياسية ومنع الترحال، باعتبار الترحال يبين بوضوح عدم الالتزام السياسي والأخلاقي، وهشاشة القناعات، كما يكشف عن الطابع الانتهازي المصلحي والذاتي، وأحيانا أخرى يبين عدم الوعي بالمفهوم الحقيقي للممارسة السياسية النزيهة...

وبتنصيص الدستور الجديد من خلال الفصل 61 منه، منع الترحال السياسي أبدى الاتحاد الاشتراكي ومعه جميع مكونات أحزاب الصف الديمقراطي ارتياحا كبيرا، بل واعتبر دسترة منع الترحال مدخلا مهما سيسهم في القضاء على هذه الظاهرة السيئة. لكن ومتابعة لما يجري من سلوكات مشينة والبلد على مشارف الاستحقاقات المقبلة،  يبدو أن القضاء على هذه الظاهرة، لا يتطلب إضافة فقرة في الدستور ، أو إضافة بند في قانون الأحزاب، وإنما يتطلب تخليقا للحياة السياسية، وهذا التخليق يتطلب بدوره منظومة فكرية وثقافية ونخبا سياسية حقيقية حاملة لقيم ومبادئ الديمقراطية الحق، تروم كسب ثقة المواطنين وإقناعهم بالانخراط في الحياة السياسية ومن خلالها المشاركة في الاستحقاقات المقبلة.

وخلافا لمجموعة المرحوم الزايدي التي أعلنت عن تأسيس تيار ثم  انتقلت إلى تأسيس حزب بديل، فإن شباعتو وبعد تأرجحه بين شرعية القيادة المنبثقة عن المؤتمر الوطني 9 ، والتيار وتأجيج الخلافات بينهما، تارة ضد عبدالعالي دومو وتارة أخرى ضد لشكر.  وبعد انكشاف أمره، وجد نفسه خارج التغطية ، ما جعله يدخل في مفاوضات ليس فقط مع حزب الحمامة بل ومع الكتاب والسنبلة أيضا ( تقرير في الموضوع وجه في حينه بالحجة والدليل إلى المكتب السياسي ).

لكل هذا و لمعرفة حقيقة وخلفية رحيل أو ترحال شباعتو لابد من طرح بعض الأسئلة لعلها تكشف جزء من هذه الحقيقة:

-         هل فعلا شباعتو التحق بحزب الحمامة لأنه اختلف مع الكاتب الأول ؟ لا، بل هو من دعاه للإشراف على المؤتمر الإقليمي في قلعته بميدلت، بل وسلمه قبل ذلك " سلهام وزربية أمازيغيتين " تقديرا وعرفانا لما قدمه إدريس لشكر من إعادة توهج الحزب منذ المؤتمر الوطني التاسع ؛

-         وهل شباعتو وقع مع رفاق المرحوم الزايدي في الفريق البرلماني منتصف الولاية التشريعية لأنه يؤمن بما يقومون به ؟ لا،  بل لأنه لاحت في الأفق آنذاك مسألة التناوب على رئاسة اللجن البرلمانية ومن ضمنها اللجنة التي كان ينافسه فيها الشطيبي برلماني صفرو ؛

-         وهل اشباعتو مقتنع بحزب الحمامة وأمينه العام الذي لم يترك أي فرصة تمر إلا وحمله مسؤولية عدم دفاعه عن إبقاء جهة مكناس تافيلالت في صيغتها الحالية باعتباره مكون من مكونات الأغلبية، كما أن حزب المزوار - ودائما حسب شباعتو - هو المسؤول عن فقدان مكناس لهويتها نتيجة تسيير وتدبير شؤونها

-           وهل ..... وهل .... ؟  لكن الحقيقة هي أن اشباعتو يحلم فقط بجهة يكون رئيسها مدى الحياة، وهو مع مصلحته ومع ذاته أولا وأخيرا ؛

-         وهل يحق من الناحية الأدبية والأخلاقية و.. أن يحترم مندس وسط قيادة حزبية يشارك معها في اتخاذ قرارات تخص المعارضة، ويمثلها داخل وخارج أرض الوطن، في الوقت الذي وجدانه وعقله مع حزب آخر؟ أليست هذه قمة الخساسة السياسية التي لم يعرفها المغرب حتى مع العهد البائد.

خلاصة القول حسب أحد الظرفاء " شاف الربيع ما شاف الحافة " حيث ظهرت لشباعتو الطريق معبدة نحو رئاسة جهة درعة تافيلالت باعتباره مرشحا للأغلبية، ما جعل آخر يقول أن التباري على رئاسة الجهات لن يكون سوى في 11 جهة بدل 12 بعد أن نصب شباعتو نفسه رئيسا منذ الآن، وشرع في رصد اعتمادات مهمة إلى إقليم الرشيدية الذي لم يكن في أي يوم من الأيام في الحسبان، بل ويفكر في عقد دورة استثنائية للمجلس الجهوي لبرمجة مشاريع به.

يشار أن تقريرا مفصلا رفع للقيادة الحزبية بالعرعار عن الممارسات المشينة لشباعتو في تسييره لمجلس الجهة، مشفوعة بتقرير المجلس الأعلى للحسابات، وارتباطاته المشبوهة، وبعد استفساره نفى ذلك جملة وتفصيلا وأن ذلك يدخل ضمن الحسابات الموجهة ضده ليس إلا.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : يوسف بلحوجي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2015-07-17 06:49:12

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك