آخر الأحداث والمستجدات
محمد اللحية يصدر كتاب يعرض لنشأة مكناس وتمدنها في العصرين المرابطي والموحدي
صدر للباحث محمد اللحية كتاب بعنوان "محددات نشأة المدينة المغربية الوسيطية وتمدنها" من خلال نموذج مدينة مكناس (452-645 هجرية/ 1060- 1247 ميلادية).
ويوثق الكتاب٬ الذي صدر ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس-فاس٬ لنشأة المدينة المغربية وتمدنها من خلال مكناس كنموذج٬ باعتبار أن الأمر يتعلق بواحدة من القضايا الأساسية المرتبطة بالمدينة الإسلامية عموما٬ والمدينة المغربية بوجه خاص.
ويعد الكتاب محاولة جادة لإضاءة جوانب من التاريخ الحضري الوسيط للعاصمة الإسماعيلية٬ الذي يكتنفه الكثير من الغموض٬ علما أن المدينة اكتسبت خلال هذه المرحلة جل تقاسيمها الطبوغرافية وشخصيتها الحضرية.
ويكشف الباحث أن توجيه اهتمامه نحو هذا الباب مرتبط باطلاعه على كتاب "الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون" وما لاحظه من اختلاف بين العهدين المرابطي والموحدي في مظاهر التحول العمراني الذي شهده المجال المكناسي. "فخلال العصر الأول٬ يلاحظ أن المرابطين قد اكتفوا على امتداد حكمهم بإقرارهم لمؤسستي التسيير الإداري (قصر رزجين) والعسكري (معسكر تاكرارت) المفتوح. ولم تظهر لديهم إرادة تحصين المعسكر٬ وبالتالي الإعلان عن وضع نواة لمدينة لاحقة٬ إلا في نهاية دولتهم تحت ضغط الحصار الموحدي".
بالمقابل٬ لاحظ الباحث أن النص المذكور يشيد بما تحقق خلال العهد الموحدي من نمو اقتصادي وعمراني في المجال المكناسي٬ كان من أبرز مظاهره التحول الذي عرفه الحصن المنشأ٬ وفي ظرف وجيز٬ من مجرد معسكر إلى بنية للأسواق والتبادل والحياة المدنية.
وينبه محمد اللحية إلى أن البحث في المكونات المادية التي واكبت تحول المدينة "يضعنا أمام إشكاليات أخرى مرتبطة بالتخطيط المادي للمدينة الإسلامية التي ناقشها الاستشراق٬ ولم تكن آراؤه فيها دائما ملامسة للواقع" على غرار الآراء التي تصور هذه المدن انطلاقا من المركز نحو الخارج على شكل حلقات متتالية تتم بطريقة عفوية٬ والتي يلاحظ تأثيرها عن وعي أو بدونه٬ على عدد من الدراسات الأثرية والعمرانية المنجزة مؤخرا حول النسيج الحضري لمدينة مكناس الوسيطية. ففيها - يقول الباحث - "تبسيط لمراحل التطور العمراني بالمدينة بواسطة أنوية متتالية تجسد كل منها٬ بحسب أصحابها٬ مرحلة من مراحل التطور العمراني المذكور".
وقد اختار الباحث تقسيم بحثه اعتمادا على التناول الكرونولوجي بدل البنيوي المحوري٬ على ثلاثة أبواب. يتناول الباب الأول تحت عنوان "منظومة الحوائر الى غاية 1162 م" استكشاف الجذور التاريخية للمدينة بتركيز الحديث على ظاهرة الحوائر من حيث أصل نشأتها وكيفية تفاعلها ومحيطها الجغرافي السياسي. وفي الباب الثاني المعنون ب "العلاقة بالمرابطين بين سنتي 1060 و 1148"٬ تم رصد التحولات المسجلة على المظهرين العمراني والاقتصادي. أما في الباب الثالث٬ فركز الباحث على "العلاقة بالموحدين بين 1149 و 1247".
يذكر أن أصل هذا الكتاب (395 صفحة) الذي يزخر ببليوغرافيا غنية من كتب ودراسات حديثة ووثائق٬ أطروحة جامعية حضرت في نطاق دكتوراه الدولة تحت عنوان "مدينة مكناس الوسيطية: النشأة والتمدن 452-645 ه / 1060-1م ٬ نوقشت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | و م ع |
التاريخ : | 2012-12-27 13:39:00 |