آخر الأحداث والمستجدات
آليات إخراج الإدارة التربوية من علبة الصندوق
بمناسبة تكريم السادة المديرين المحالين على التقاعد برسم سنة 2014 ، نظم المكتب الإقليمي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بمكناس . حفلا تكريميا على شرفهم . وبالموازاة مع ذلك تخلل الحفل محاضرة قيمة من طرف الدكتور إدريس مقبول حول " الإدارة التربوية في الطريق السيار " وذلك يوم السبت 06 يونيو ، بقاعة المحاضرات بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس...
محاضرة السيد إدريس مقبول نقلت جمع الحاضرين من الرسميات المنمطة إلى اقتحام عوالم أخرى تخدم المسار المهني للإدارة التربوية ، فعندما اقترحت عنوان المحاضرة – يقول السيد إدريس مقبول – " قصدت استفزاز المتلقي " المدير" لغويا من خلال التشويش صراحة على آليات التفكير النسقي لديه ... " وهو الأمر الذي تحقق فعلا ، فاللغة الإيحائية " الطريق السيار والإدارة التربوية " لعبت دورها وطوحت بالمتلقي إلى معالم افتراضية تحتمل الوثوق بالتمثلات الأولية بنسب متفاوتة الاتساع والعمق .
الخروج من علبة الصندوق المحصن بالأمان "السلبي" هي الإحاطة النقدية الكمية التي دفع بها السيد إدريس أطر الإدارة التربوية إلى التخلص من بيروقراطية الورقية / التدبيرية إلى أفق أرحب بطاقة متجددة بديلة . فلم يكن مفهوم الطريق السيار عند دكتورنا الفاضل إلا وضعية مشكلة تضع الأطر التربوية ضمن مسلك التفكير الأرحب الآمن ولو بوضع حزام السلامة ... وحتى تتم عملية اكتمال رمزية الإيحاء اللغوي لدوره المستفز . استعرض السيد إدريس مقبول مجموعة من الكتب العالمية كمقاربة تقلب الوضعية الواقعية لصفة "مدير " بتقابلية الاكراهات والاختلالات ... وقد ألح القول على مقصد امتلاك ثلاث أبعاد أساسية نستوثق من صحتها في حياتنا الفردية العملية والجماعية وبها بالضبط ينبغي البدء في مسار مسلك التغيير والهيكلة .
أول بعد نرتكز عليه القوة . قوة لا تلزم السيطرة المطلقة بتاتا بتحصين الفعل التدبيري ...، ولكن هي قوة تؤسس للفعل السديد وتتخذ من العزيمة سندا فقهيا لها بإتيان الواجب وتصريفه على الوجه الأمثل ... ثم أمد الحضور بالبعد الثاني وهو الإيمان من حيث صفاء معتقد العمل الإداري وإخلاص نية الفعل/ العملي بالتطوير والتعزيز... فيما احتل البعد الثالث موطن الخيال ، بتيمة الابتكار التفاعلي مع قضايا الإدارة التربوية بأثر التطوير و الترصيد الناظم ... وأكد الدكتور إدريس مقبول على وجوبية امتلاك نسق هذه الثلاثية البنائية لحلحلة الوضعية الإدارية الابتدائية المغربية ، والدفع بها لزوما نحو العقلنة والابتكار...
وفي شق المناقشة تم إبلاغ الشكر الوفي للدكتور إدريس مقبول على سعة بعده النظري الحاضن لمجموعة من الأنماط التفكيرية الوطنية والكونية ...وتمت الإجابة على مجموعة من التساؤلات ، والتي أضفت على المحاضرة صفة الندوة بلا منازع .
وفي تصريح للسيد محمد الشلهاني رئيس الفرع الإقليمي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بمكناس أكد فيه :"لا أخفي عليكم مدى الخلخلة الفكرية التي أحاطت بي وأنا أحادث دكتورنا الفاضل في الموضوع ... حينها تخيلت الإدارة التربوية في الطريق السيار ،ثم لاحت لي غير ما مرة رؤيا متعددة الأبعاد والأنماط ، لاحت لي عبر تساؤلات حيرتني بالصمت وتوالد الأفكار .
ما تفعله الإدارة التربوية بالطريق السيار ؟
أي سرعة تركبها الإدارة التربوية بالطريق السيار ؟
هل هي سرعة محدودة بالتعاقد عبر علامات تشوير واضحة وبينة ؟
هل هي سرعة ترتكن إلى الاستقلالية التدبيرية وإيصال مركبة المدرسة المغربية إلى شط الأمان ؟
هل أطر الإدارة التربوية يمارسون الحكامة أثناء القيادة في الطريق السيار ؟
هل تخضع الطريق السيار للمراقبة من طرف ضابط المحاسبة والمساءلة بسلطة القانون ؟
وهل المصاحبة ملازمة لأطر الإدارة التربوية،إذا ما انخرطوا بالسير في الطريق السيار ؟
هي أسئلة وأخرى تزاحمت بموضع تفكيري ،إلى أن أشعرني أستاذنا الفاضل بأن الأمر لا يعدو أن يكون مقاربة منهجية تقلب الوضعية الحقيقة الممارسة بالوضعية المنشودة ...بعدها اطمأن قلبي ولم أعد كمن وقف وسط الطريق السيار وسأل الدركي :" واش هاذ الطريق تتخراج ؟" نعم الطريق السيار لها مخارج متعددة ومؤطرة بوجود دكتورنا الفاضل ،نسلك و سوف نسلك مخارج الجودة والتجديد بحمد الله وقوة عزيمة أطر الإدارة التربوية ".
الكاتب : | محسن الاكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-06-09 19:17:51 |