آخر الأحداث والمستجدات 

ويحكي ابراهيم.. رحلة في قلب واحة تافيلالت

ويحكي ابراهيم.. رحلة في قلب واحة تافيلالت

ويحكي ابراهيم.. رحلة في قلب واحة تافيلالت

أحس أني مغمورة مغمورة مغمورة…
من أين أبدأ؟؟؟
تعشينا ثم نمنا ثم استيقظنا، لم أحب استعمال مصطلحات الزمان، في هذا المكان؛
أحس أني خارج الزمن أو أن الزمن قد توقف، سموه ما شئتم أنا أحسه…
فلا الصباح صباح و لا المساء مساء و لا الشروق شروق و لا الغروب غروب
و لكن لا بد من تسمية الأشياء، وجدتها لقد سافرنا عبر الزمن، أحس بزيارة المغارة التي كانت أمس بعيدة في عمري و كأنها كانت في الزمن الغابر.
تعشينا في صحبة حلوة و بسمة تعلو الشفاه رغم الألم،
إحساس بالرضا يملأ المكان،
نمنا و الملائكة تحرسنا و أصبحنا بفضل الله،
أصبحت و أنا جزء من المكان، أيقظني حنيني فأبصرت سماء زرقاء صافية،
مليئة بمواقع النجوم و كل موقع يسألني “هنا مرت النجمة و ها هو أثرها، و كذلك نحن نبصرك من هنا فأين هو أثرك؟”
( أحتفظ بالسؤال أجيب عليه عند العودة)
أبصرت أيضا صديقا عزيزا قمري الجميل، ينقص بيوم أو يومين عن البدر، تجاذبنا أطراف الحديث كعادتنا،
ثم استأذنته لزيارة الواحة و انطلقت.
مشيت على ضفاف الساقية و روحي تطفو فوق المكان، كنت ساكنة ساكتة على غير عادتي، فلم أكن أنا أنا أو كما يقول عمي محمود لم أكن معي.
كانت روحي قد عادت إلى طفولة إبراهيم، لعبت معهم “نحن هنا” و “الطوب”، سبحت هي الأخرى في الواد و تراشقت الحجارة مع أبناء القبيلة الأخرى، ثم انتقلت إلى جني الرطب و الثمور؛
و ما إن رأت النخلة المريضة حتى أشفقت عليها فقلت لها: “هيا بنا لنمضي، فأنا لا أحتمل حزنك”، ما إن تحركنا حتى سمعنا صوتا: “أولا تجلسان أحدثكما”، التفتنا فإذا هي النخلة، استحييت و قلت: “نجلس يا شامخة”؛ حدثتنا عن التاريخ و عن الأرض، ثم قالت: “فهمت انصرافكما قبل قليل، فأنا أذكركما الأمة التي تسلل إليها المرض كما تسلل البُياض إلى جسدي” .
ابتسمت و قالت: “” فأين الأمل يا متفائلة؟”
تركنا النخلة شامخة في مكانها و مضينا، وصلنا الواد الذي أخبرنا عنه إبراهيم، فأبت روحي إلا أن تلقي بنفسها في الواد و تمر تحت الجسر، ركضت فوق الجسر و انتظرتها على الضفة الأخرى، فظهرت و هي منتعشة منتشية تَسبح و تُسبح…
أقفلنا عائدين إلى بيت الكرم الذي آوانا ليلا، مررنا ب”القصر” الذي يظهر مدى الترابط الاجتماعي في هذا المجتمع الراقي المتقدم، فليس التقدم مظاهر تكنولوجيا إنما هو رقي أخلاق.
و يحكي إبراهيم.. فأحيا معهم عندما ذبحوا العجل للمصالحة ثم أصبح بعده سنة حميدة …
و يحكي إبراهيم.. فأنطلق بروحي و أجلس بين يدي الفقيه …
و يحكي إبراهيم.. فأبقي بعضي في ذلك الزمن ثم أعود …
و يحكي إبراهيم…
نوتي بيان: ما هذه إلا خواطر قد جاد بها الفؤاد في لحظة صدق، أعرف أن منكم من ود لو توقفت قليلا عند النخلة، أحسسته يقول “”ابقي لا تتركيها”"، ود لو توقفت أكثر عند هموم الأمة، هو و أنا نعرف أن هموم الأمة فينا، إننا نحيا لمحاولة التغيير… و منكم من ود لو تكلمت أكثر عن المجتمع و أوضحت أكثر علاقة التقدم بالأخلاق…
..و إبراهيم سيَوَّد لو أزيد من “و يحكي إبراهيم”"..
..أنا أيضا وددت و لكن قلمي لم يتح لي ذلك

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خديجة رافق
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2012-12-07 02:09:10

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك