إنعقاد اللقاء التنسيقي الجهوي حول التدابير ذات الأولوية بأكاديمية مكناس تافيلالت

و في كلمة للسيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتي تلاها نيابة عنه السيد بنداود مرزاقي المدير المركزي، أكد من خلالها أن تنزيل مشاريع المدرسة الجديدة من أجل مواطن الغد إلى الجهات و الأقاليم و منها إلى الفصول الدراسية مرورا بالمؤسسات التعليمية، سيتم بمقاربة تعتمد التواصل و الإشراك و الشراكة، مؤكدا أن هذه الرؤية الإستشرافية جاءت نتيجة المشاورات التي نظمتها الوزارة في السنة الماضية و بتنسيق و بتوافق مع المجلس الأعلى للتربية و التكوين والبحث العلمي، و هي تنم عن نظرة مستقبلية طويلة المدى، وعلاقة به أشار السيد الوزير أن اختيار هذه اللقاءات الجهوية يكرس مفهوم الجهوية الذي اعتمدته الوزارة عن قناعة في تدبير الشأن التربوي، ويتضمن إشارة عميقة إلى أن المرحلة المقبلة من سيرورة تفعيل التدابير ذات الأولوية سيكون فيها دور حاسم ومفصلي للفاعلين الميدانيين، إن على مستوى الأكاديميات الجهوية أو النيابات الإقليمية أو المؤسسات التعليمية.

كما دعا السيد الوزير جميع الفاعلين على مستوى جهة مكناس تافيلالت إلى التعبئة والانخراط في هذا الورش الكبير استعدادا لمرحلة التفعيل مع استحضار التحديات والرهانات المطروحة على منظومتنا التربوية وانتظارات مجتمعنا بمختلف مكوناته من المدرسة المغربية. مسترسلا في توضيح باقي الأهداف الإستراتيجية للتدابير ذات الاولوية و التي تروم كلها تعزيز دعائم الانتماء إلى الوطن، و تطوير معارف الناشئة بطرق حديثة، و تركيز الرأسمال البشري و الاجتماعي، خصوصا فيما يتعلق بالثروة اللامادية، ثم تهييئ الفرد وتزويده بالوسائل الاساسية و الضرورية، لينجح في حياته الخاصة و الاجتماعية و العملية، و يتمكن من المساهمة في التنمية الاقتصادية و الثقافية لبلده.

 وقدم السيد محمد جاي منصوري مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت عرضا شاملا تطرق فيه إلى مجالات و أهداف و محاور هذه التدابير ذات الأولوية، بعد أن وقف عند سياقها العام، كما أبرز الاهداف المتوخاة من هذه الاجراءات المستعجلة، التي تشمل خمس مجالات تهم النموذج البيداغوجي و العرض المدرسي و تدبير الموارد البشرية و الحكامة و القضايا الأفقية، حيث ستجيب عن سؤال مركزي يتمحور حول مواطن الغد الذي نريده لهذا الوطن. ثم قدم السيد المدير المحاور التسعة للتدابير ذات الأولوية والإجراءات المرتبطة بها والتي بلغت 23 إجراء، و ذلك من أجل إغنائها و دراسة سبل تفعيلها.

 وشكلت مضامين هذا العرض أرضية للنقاش وإبداء الملاحظات والاقتراحات من لدن السادة نواب الوزارة بالجهة والسادة رؤساء المصالح والأقسام بالأكاديمية ونياباتها في جو ميزه منطق التفاعل الايجابي والذي يعبر عن أهمية هذا المشروع شكلا ومضمونا والاستعداد اللامشروط للانخراط في تنزيله ؛حيث لامست مجمل التدخلات مواضيع من قبيل الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية والتقنية الكفيلة بتنفيذ هذه التدابير وتنزيلها، وأهمية تأهيل المؤسسات التعليمية وتخليقها، وكذا إحداث اندماج فعلي للتكوين المهني في برامج التعليم العام.