والي جهة مكناس تافيلالت السيد محمد قاديري يرسي خارطة الطريق لاستراتيجية تنمية مكناس الكبير 2015-2020

دعوة للنقاش الهادف والمسؤول والرزين وفق المقاربة التشاركية تعتمد على  الإنصات و التشاور والانخراط الجماعي ،وهي البوصلة الحكيمة التي تبناها السيد الوالي بمكناس منذ أن تم تنصيبه بأمر مولوي على جهة مكناس تافيلالت .

بلورة استراتيجية تضع مدينة مكناس على سكة تسريع وتيرة الاوراش التنموية الحقيقية ، وتحقيق القطيعة التامة مع كل الممارسات التي ظلت تعيق التنمية المجالية بالمدينة وتحد من توهجها الوطني . وتتمثل الغاية الفضلى من هذا المشروع الكبير تغذية النقاش الفعال وفتحه على أوسع مكونات المجتمع المدني المكناسي  حول سياسة المدينة التي يتعين تفعيلها ما بين 2015 - 2020 .

فلم يكن عرض السيد الوالي إلا تركيبا موفقا لمحصلة الوضعية الراهنة التي تعيشها مدينة مكناس ، حيث أحاط سيادته الجمع على مجموعة من الاختلالات التي كرست وضعية غير سوية بالمدينة منها ما هو كمي كغياب هوية متميزة لمدينة مكناس ، ومنها ما هو نوعي ومتصل بغياب رؤية واضحة وشاملة لآليات الاصلاح المجالي بالمدينة .

فالدفع إلى الأمام من طرف السيد الوالي ليس بغاية التخلص و القفز على الاختلالات بل بهدف إنجاز تشخيص دقيق يحمل بين طياته الايجابيات بنقط قوة المدينة ، والمعيقات في أفق توطيد الرهانات والاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بخلق قفزة نوعية تصطف فيه مكناس مع مثيلاتها من المدن المغربية الأولى، مع إحداث علامة مميزة وهوية بصرية لمكناس الكبير.

هنا فتح السيد الوالي أقواس تساؤلات أولية تؤطر الرؤية والنقاش الاستشرافي ،حين خاطب الحاضرين عن  أي طموح للنهوض بمكناس الكبير؟ و أي فرص وسيناريوهات للتنمية ؟ و أي رؤيا لمكناس الكبير في أفق 2020 ؟ هل نبتغي من مكناس عاصمة سياحية ؟ هل نبتغي من مكناس قطب  للصناعات الغذائية ؟ هل نبتغي من مكناس عاصمة للمعرفة والتقنيات الحديثة ؟ هل نبتغي من مكناس وجهة ثقافية ؟ هل نبتغي من مكناس مدينة الرياضات و الترفيه ؟      في الواقع نريد كل هذا  . إنها إجابة والي الجهة السيد محمد قادري ، وبصوت جوهري ، نريد كل هذا ... فما السبيل لتصالح أهل مكناس مع مدينتهم ؟ ما السبيل لتصالح أهل مكناس مع الخدمات ومرافقهم العمومية؟ و كيف نحصل على مدينة جميلة و خضراء ونظيفة ونشيطة، حيث يمكن التنقل فيها والولوج للخدمات و المرافق العمومية بسهولة ؟.

في حينه لم يفوت السيد محمد قادري والي الجهة  الفرصة، بل فصل القول في منهجية توصيف البدائل بالطموح التشاركي الجماعي ، فهناك برنامج عمل آني يستوجب منا جميعا تلبية الإنتظارات المستعجلة للمكناسيين كهدف أولي نضعه نصب أعيننا من حيث :

•             إعادة تهيئ الطرق والفضاءات العمومية والمساحات الخضراء والإنارة العمومية والنظافة وتحسين الواجهات

•             تسريع برامج المباني الآيلة للسقوط ، مدن بدون صفيح،...

•             تحسين  ظروف النقل والتنقل

•             تحسين جودة الخدمات العمومية

فيما يروم الهدف الثاني إلى تعزيز ثقة المقاولة والمستثمر من حيث:

•             تفعيل اللجنة الجهوية لتحسين مناخ الأعمال،

•             تبسيط المساطر الإدارية المتعلقة برخص التعمير باعتماد الشباك الإلكتروني،

•             رفع وتيرة إنجاز الاستثمارات العمومية،

•             تشجيع الاستثمار الخاص وتسريع وتيرة تسويق وإنجاز المشاريع بالقطب التنافسي للصناعات الغذائية:  أكروبوليس،...

فيما استهدفا لهدف الثالث ترسيخ قواعد الحكامة من حيث :

•             تحيين وتفعيل بعض القرارات الجماعية

•             تثمين وتحفيز الموارد البشرية

•             إحداث شركات للتنمية المحلية

وللوصول إلى هذا المبتغى أكد السيد الوالي على خارطة الطريق بمحاورها الرئيسة للبرنامج الاستعجالي لتنمية لمدينة مكناس الكبرى (2015-2020) .من خلال  رؤيا تلتف على نتاج لجان التفكير- (تتكون من الفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني وتهدف الى إغناء التفكير في اقتراحات وتصورات حول المحاور ) - واللجان الموضوعاتية - (تتكون من ممثلي الإدارات و المؤسسات العمومية لتحقيق الإلتقائية) - دون إغفال الدور السياسي للمنتخبين .

محاور تخلخل الوضعية الراهنة ، وتوطن البدائل الإنمائية بشمولية مكناس الكبرى وتستهدف المحاور التالية :

•             التأهيل الاجتماعي : محاربة الفقر وتقوية الإندماج الاجتماعي

•             السكنى وإعادة التأهيل الحضري: تمكين المواطنين من ظروف سكن لائقة

•             البنيات التحتية الطرقية والتنقل : تسهيل التنقلات داخل المدينة وتحسين الولوجية

•             النقل الحضري والبيحضري  والسككي : تطوير وسائل النقل

•             المشاريع الكبرى المهيكلة : إعادة تموقع مكناس الكبير على الصعيد الوطني والدولي

•             الحفاظ على المآثر التاريخية وتثمين التراث، السياحة والصناعة التقليدية: مكناس الكبير وجهة سياحية وثقافية وطنية ودولية

•             التسويق والترويج المجالي : تمكين مكناس الكبير من هوية متميزة والرفع من جاذبيته .

طموحات السلطة العليا الولائية لأول مرة بمكناس أشعرتنا بأن المدينة تتحرك تجاه سكة التنمية المجالية . إنها الرؤية الاستشرافية النهضوية التي مقاربتها تشاركية  ، تضع اليد على مكامن الاختلالات بالتشخيص والحصر، ثم تحدد أولويات الاشتغال وفق الواقعية والبراغماتية الايجابية ،مع الأخذ بعين الاعتبار الجانب الاستعجالي لأولويات التردد ، فيما البدائل التعديلية والإنمائية المجالية يتم تنزيها بالتوافق عبر ثلاث موجهات رئيسية :

•             تقوية البنية الاقتصادية وإنعاش الشغل

•             تأهيل البنية التحتية والمشهد الحضري

•             تحسين ظروف العيش وتقوية التماسك الاجتماعي

لا أخيفكم سرا فالساكنة المكناسية حديثها اليومي ينصب على حركية والي جهة مكناس تافيلالت عامل عمالة مكناس السيد محمد قاديري ، فرغم قصر مدة توليه السلطة الولائية ، فانه استطاع بتواصله وانفتاحه وتواجده في كل اوراش الإصلاح والهيكلة المفتوحة بالتنوع بمكناس ،من نيل العلامة الكاملة بتمامها ، فيما آمال كل من خاطبناهم في أمر "استراتيجية تنمية مكناس الكبير  2015-2020 " لامسنا فيهم رؤيا جماعية تدفع إلى تشبيك جهود كل الفاعلين (السياسيين / الاقتصاديين / المجتمع المدني ..) مع الرؤية الولائية ، أملا في تقديم ملف تنمية مكناس الكبيرة إلى السدة الملكية عند افتتاح سيادته للمعرض الفلاحي لسنة 2015 .