آخر الأحداث والمستجدات
نيابة الرشيدية تنظم ندوة تربوية حول سبل معالجة ظاهرتي العنف والمخدرات بالوسط المدرسي
تعدد المقاربات وتنوعها بين ما هو قانوني و أمني وصحي وحقوقي وما هو تربوي تلك هي أهم المحاور التي تناولتها الندوة التربوية التي احتضنتها ثانوية سجلماسة التأهيلية يوم الثلاثاء 17 مارس 2015 بنيابة الرشيدية .
وتندرج هذه الندوة التي نظمتها إدارة وجمعية آباء وأولياء التلاميذ ونوادي ثانوية سجلماسة التأهيلية بتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في إطار تفعيل استراتيجية الوزارة لمحاربة العنف بالوسط المدرسي التي تعد من أهم الاهتمامات ذات الأولوية لدى المسؤولين إن على المستوى المركزي أو الجهوي أو الاقليمي أو المحلي لما لهذه الظاهرة من تأثير سلبي على المناخ التربوي داخل المؤسسات التعليمية وما ينتج عنها كذلك من أضرار جسدية ونفسية ومادية وخيمة على الاشخاص و الممتلكات .
وقد تميزت العروض التي عكست مدى "المقاربة التشاركية لمعالجة ظاهرتي العنف المدرسي والمخدرات بالوسط والمحيط المدرسيين " بتنوعها وغناها المعرفي وبكفاءة ومهنية الأطر المشاركة مما جعلها تحظى باهتمام الحضور وجعله يتفاعل بشكل ايجابي في إنجاح هذه المبادرة التربوية .
فمن خلال المقاربة القانونية لمعالجة الظاهرتين تناول الاستاذ عبد العزيز وحشي عن قطاع العدل والحريات الموضوع من وجهة قانونية تستمد مرجعتيها من الدين الاسلامي الحنيف ومن التشريع المغربي حيث تطرق للتعريف بصور وأهم تمظهرات العنف المدرسي والمخدرات ليعرج على مختلف العقوبات والتدابير الوقائية طبقا للقانون الجنائي وهي مقاربة مندمجة تروم توعية التلاميذ بخطورة التعاطي للمخدرات وممارسة العنف وكذا تحسيسهم بالإجراءات الاحترازية لتفادي السقوط في مثل هذه السلوكات المشينة التي تتعارض مع القانون .
وفي السياق ذاته أوضح ممثل وزارة الصحة العمومية من خلال عرضه أهم الاسباب النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي الى التعاطي للمخدرات وممارسة العنف وكذا العواقب الوخيمة الناتجة عن تناول المخدرات و الآثار السلبية للعنف المدرسي سواء على التلميذ أو المدرس أو المجتمع ، وهي مقاربة تروم التخفيف من الآثار والمضاعفات واقتراح خطوات للوقاية والعلاج .
وفي مداخلته بالمناسبة ، أشار العميد رئيس الخلية المكلفة بالحملة التحسيسية في الوسط التعليمي السيد رابح داودي من خلال المقاربة الأمنية لمحاربة ظاهرتي المخدرات والعنف المدرسي الى الأسس التي تنبني عليها هذه المقاربة والتي ترتكز على محورين الأول وقائي ويتمثل في مجموع العمليات والمهام التي تقوم بها مختلف المصالح الأمنية في محاربة جميع الشوائب الأمنية في محيط المؤسسات التعليمية وعلى رأسها ظاهرة التعاطي للمخدرات والعنف المدرسي وهي إجراءات تنبني على ركيزتين هما القيام بالحملات التطهيرية اليومية في محيط هذه المؤسسات وكذا القيام بحملات تحسيسية داخل الفضاءات التربوية تنفيذا لاتفاقية الشراكة والتعاون المبرمة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمديرية العامة للأمن الوطني ،أما المحور الثاني فيرتكز على المقاربة الزجرية والمتمثلة في التدخل بالسرعة المطلوبة بمجرد وصول العلم بأفعال منصوص عليها في القانون ومعاقب عليها بمقتضاه ،حيث يتم الانتقال الفوري والعمل على ضبط المخالفين واتخاذ جميع الاجراءات القانونية في حقهم ، وأكد أن الحاجة أضحت ملحة لإعداد دراسة دقيقة حول الظواهر المشينة التي تعرفها بعض المؤسسات التعليمية خاصة منها العنف المدرسي الذي أصبح ظاهرة تقض مضاجع الأطر التربوية والأسر والمجتمع على حد سواء .
وخلال المقاربة التي تعالج الظاهرتين من جانب حقوقي تطرق ممثل اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالرشيدية وورززات السيد لحسن ايت الفقيه لأربعة محاور : السياق والمناسبة اعتمادا على التقرير الصادر سنة 2013 والذي من خلاله يتبين أن ظاهرة العنف المدرسي تتمركز بالوسط الحضري أما المحور الثاني فيتناول العلاقة التناسبية بين العنف وحقوق الانسان والتي تحدد حسب طبيعة العنف الممارس ، أما المحور الثالث فقد هم امتدادات الظاهرة وملائمتها حقوقيا في حين خصص المحور الرابع للتوصيات والاقتراحات.
وقد اعتبر الاستاذ هشام العيدي مؤطر لجنة الانصات والمرافقة بثانوية سجلماسة خلال مداخلته التي ارتكزت على المقاربة الشمولية لمعالجة الظاهرتين أن كل من المخدرات والسلوك العنيف هما محاولة لملء الثغرات النفسية وكلاهما تعبير عن محاولة اثبات الذات وإخفاء الضعف وعدم القدرة على مواجهة الواقع ، كما تطرق للأسباب المؤدية للعنف فمنها ما هو سيكولوجي وما هو متعلق بالمقاربة التعليمية والحياة المدرسية ليختم مداخلته بالإشارة الى الامكانات التي يتيحها المشروع الشخصي للوقاية من العنف والتعاطي للمخدرات وهو مشروع ينبني على تفاعل نظامين من التمثلات : تمثلات الذات وتمثلات الواقع.
وأبرز السيد عبدالنبي تعلوشت عن هيئات المجتمع المدني من خلال مداخلته حول تصدير العنف الأسري الى المؤسسة التعليمية أن معالجة الظاهرة تستدعي انخراط الجميع في إطار مقاربة شمولية وذات أبعاد متعددة من خلال استراتيجية وطنية محكمة تراعي الخصوصيات الثقافية والاجتماعية .وفي ذات السياق عبر التلاميذ من خلال مداخلاتهم في الموضوع عن انشغالاتهم وكذا اقتراحاتهم وتوصياتهم من أجل تجاوز الوضع القائم واستشراف مستقبل مشرق .
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-03-20 15:43:42 |