آخر الأحداث والمستجدات
ماذا يحدث للنادي المكناسي ؟
البساط الاصطناعي الأخضر يسحب من تحت أرجل اللاعبين كل مساء يوم سبت ... نتائج جد متواضعة ...إن لم نقل متدنية....وتستدعي حضور ولي الأمر على مدينتنا ... أصبحنا الآن لا نطالب بالصعود ...بل صغر حجم مطالبنا إلى أدني حد ممكن من المعقولية ألا وهو البقاء بقسم الهواة ولو باضعف الإيمان ... انقسمنا في مدينتنا بين شيع وقبائل ، واشتد بيننا الخصام وجر الحبل ، حتى أرهقنا أنفسنا بنميمة مقاهي الشيشة ، والإشارة بالأصابع الوسطى ... وألفنا أن نلقي اللوم على الآخرين بمساحة ظلنا الخافت أصلا، وطلقنا صوت الملائكة واستدعينا في مقابلاتنا الشيطنة اللعينة بالشغب .
ماذا يحدث للنادي المكناسي لكرة القدم وغيره من الرياضات الرديفة له ؟
الوقوف على أطلال الفريق بالملعب الشرفي نرتشف مرارته دورة بعد دورة ... فأصبحنا نردد وراء الإمام كل دعواته ،اللهم احفظ الكوديم ، نجيب اللهم احفظ الكوديم ، يقول الإمام : اللهم يا رب العالمين أعل كعب اللاعبين بالتهديف ،نصيح جميعا كالكورال وراء المغني آمين آمين ، يرفع الإمام صوته اللهم افتح شباك الخصم أمام اللاعبين ، نقول آمين ونسبح حمدا لله . ونترك الإمام معتكفا يدعو بالحفظ والستر للفريق من النزول المر...
ماذا يحدث للكوديم ؟
جماهير على قلتها تأتي إلى الملعب أملا في النتيجة ، لكن حضورها يرتكن إلى خف حنين بالصفر المدور... جماهير عشقها لا حد له للفريق المكناسي ، ولا يسعفها من مرارة الحال إلا سب المكتب والجامعة ... لا أدري لماذا ؟ "راه العجينة ولات سخونة ،ولي باغي يدير يدو فيها راه يتكوى " ... ، عشاق أضحى حالهم لا يمتلك إلا البكاء والشغب الطفولي بالدخول إلى الملعب حماقة ... مكتب مسير حرقته النتائج المتدنية وتلاحقه في قيامه ونومه وفي سفره وإيابه ... مكتب تقرأ في عيون أعضائه الله غالب ،الله يستر ويحفظ مما هو أسوأ... فما العمل والفريق كالأجرب الكل يغسل عليه يديه قبل البدء في الوضوء ...
ماذا يحدث للنادي المكناسي ؟
الوباء بحدته أصاب المدينة برمتها وأسكنها فسيح حفره ، و دفع بها إلى النوم العميق ، فما فاز إلا النوم يا قوم مكناس ؟... رقعة التلوث أصابتنا جميعا ...والكل منا يبتغي حصته من وزيعة الفريق الفاقد لهوية المدينة الإسماعيلية ... بقرة الكوديم طاحت وكثرت السكاكين ... وغابت التسمية وألوان الفريق الحمراء ... وتشييعها إلى مرقدها الهاوي يتم بالفوضى غير القانونية ...
ماذا يحدث للكوديم ؟
قفا نبك على أطلال الفريق ...واحتلال أرضية الملعب من طرف الجماهير الخانقة على نتائجه السلبية بقلب الدار .... إنها النهاية المأساوية لعشق فريق اسكناه قلوبنا ...هرمنا ونحن نسمع باعتدال حال الفريق بالإصلاح والعودة إلى سكة الاحتراف .... هرمنا من أمل ورقي يطوحه الريح أمام أعيننا جميعا... ونحن نسبح لله بكرة وأصيلا... وليس لنا إلا قول " إنا لله وإنا إليه راجعون من مال الفريق المكناسي ...".
ماذا يحدث للنادي المكناسي ؟
جربنا المسكنات فلم تنفع معنا جميعا من (مكتب مسير /لاعبين / جماهير /عشاق الفريق / وجهاء مدينة من لا وجه صاف لهم) ...ثم عرجنا إلى المضادات الحيوية " بالانتدابات الشاحبة / الأفارقة " فانزوى المكتب بين جدران الملعب يرتقب المفعول السحري لوصفته ... فيما الجماهير طلقت الثقة بينها وبين المكتب وكالت له السخط والسب تحت الحزام وبدون خجل أو حياء... خطتنا جميعا سقطت برسوبها مع رحيل رجحي المهرولة إلى الدار البيضاء ... هنا ملكتنا العبقرية المكناسية و تفتقت نورا بكثرة دكاكين العطارين والعشابين بالمدينة القديمة ، فما كان لنا إلا العكار الفاسي ، ثم وضعناه فوق ....
ماذا يحدث للكوديم ؟
شاخ الفريق بلاعبيه ... مقاربة المناصفة والكوطا النسوية شكلت المكتب المسير المهرب إلى طريق سيدي سليمان مول الكيفان ... جماهير تركت المدرجات ونكصت في عملها نحو النقد بالإشارة إلى الآخر ...في حين أين نحن جميعا من وضعية الفريق ؟ لاشيء يذكر في هذا المجال ،والبدء مني ومنك ومنكم جميعا .
ماذا يحدث للنادي المكناسي ؟
أرهقني التفكير في مآل الفريق ... أبكاني وأفقدني الثقة في المستقبل ليس على الفريق وحده، وإنما على حال مدينتنا التي يواكبها البؤس تلو البؤس... دم فريق النادي المكناسي تفرق على القبائل والفصائل المتناحرة ، ولم نقدر على الثأر ومعرفة من القاتل الفعلي ...
هنا اكتفينا بالعويل النسوي بقولنا : قتلناك يا آخر الأنبياء " الكوديم " بمدينتنا ...قتلنا بأيدينا فريقنا المكناسي نحن جميعا ...فليس غريب علينا اغتيال الفرحة والرياضة بمكناس ...فالتاريخ المكناسي كله محن ، وأيامنا كلها إخفاق وأزمة ...
ماذا يحدث للنادي المكناسي ؟ ماذا يحدث لمدينة مكناس ؟ ماذا يحدث لنا نحن من تحولات نتناحر بيننا عليها ، ونشهد خصامنا على النصف الفارغ من الكأس...بينما تسيح النصف العامرة الباقية بين أناملنا ونحن قعود .
الكاتب : | محسن الاكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-03-15 01:16:30 |