تأملات من وحي الوقفة الوطنية للقضاة

انعتاق من ماضٍ عاشوا فيه تحت وطأة القمع والترهيب والحرمان من أبسط الحقوق. فما كان من هذا الوضع إلاّ ان يساهم في تأزم وضعية العدالة في بلادنا ومن تم في تأخير قطار التنمية عن الإقلاع .

إذ لا يتخيل لأمة ان تزدهر ويكون لها شأن بين الأمم وقضاتها تابعون خاضعون خانعون.

لذا فمن تخلف عن الموعد كمن يريد العيش مكبل اليدين، مبتور اللسان، محجور الفكر.

علينا أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية فيما نحن مقدمون عليه احتراماً لرسالتنا وحباً في بلدنا.

تكريس استقلالية السلطة القضائية صرحٌ لن يشيد إلا بسواعد هذا وذاك وغيره. فلنكن في الموعد ولنتهيأ له.

فماذا يعني أن يجتمع ثلة من خيرة شباب هذا الوطن ويأخذون على عاتقهم مسؤولية اجتثاث جذور السقم الذي ينال من جسم العدالة فيفكرون ويدبرون ويعرضون المشاكل ثم الحلول ويبادرون وكلهم حماس ونية صادقة في القول والعمل..

زادهم العزيمة والإصرار ونظرتهم كلها أمل في المستقبل.. فيطرقون أبواب أصحاب القرار ولا يجدون إلا وعودا طمستها تهديدات وزير, وتجاهل مع سبق إصرار من رئيس حكومة لغاية اللحظة ينأى بنفسه حتى عن الإدلاء بتصريح بوجود أزمة تبخيسا لمهنة أرادها الله أن تكون رسالة... وازدراء بذويها, ودسائس تلو الأخرى لتثبيط العزائم وإفشال المحطات..

 ومع كل هذا يريدون منا أن نبرح أماكننا ونلجم أفواهنا ونصم آذاننا ونعيش مطلق الإعاقات!!!

لن نصمت, لن نسكت ولن نتراجع بعد الآن.

لن نسمح بالمزيد من العبث, سنصرخ في وجهكم, سندافع عن قضيتنا, سندافع عن حلمنا, سنتكلم نحن لتصمتوا أنتم... والحكم بيننا وبينكم التاريخ طبعا ومن يقوى على الجهر بالكلمة الحق.

سنستمر رغم المكائد المكشوفة, سنستمر رغم الدسائس البديئة, سنستمر رغم المحن, سنستمر وغذاؤنا الإصرار, سنستمر وهواؤنا الحرية, سنستمر وإحساسنا العزة والكبرياء, سنستمر ونحن نشيد للفضيلة, سنستمر ونحن نؤدي الأمانة, سنستمر ونحن نؤسس للنبل, سنستمر نحن ...وتنقرضوا أنتم.

بئس التاريخ تاريخكم.

لن ينالوا من عزيمتنا مهما خططوا أو دبروا أو هددوا أو حتى عاقبوا.

نحن ماضون.. سائرون مصرون حتى النهاية..

 قوتنا في وحدتنا وصمودنا وإصرارنا على بلوغ أهدافنا وبقائنا مجتمعين..