آخر الأحداث والمستجدات
تحديات المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة مكناس تافيلالت
ستشهد مدينة مكناس نهاية هذا الأسبوع المؤتمر الجهوي الخامس لحزب العدالة والتنمية بجهة مكناس تافيلالت، تحت شعار : "الحكامة الجهوية لبنة في البناء الديمقراطي والتنمية". ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل التحولات السياسية التي عرفها العالم العربي، والحراك المغربي، وكذلك بعض انعقاد المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية أيام 14 و15 يوليوز 2012، حيت شكل عرس نضالي ديمقراطي بامتياز، شهدته الساحة السياسية بالمغرب، وفي سياق مثقل بمتغيرات وازنة وتحديات جديدة مرتبطة بانتقال الحزب من موقع المعارضة إلى قيادة العمل الحكومي، مما أوجب إعداد أطروحة سياسية مبنية على الاستمرار والثبات على خط النضال والبناء الديمقراطي، من أجل الإصلاح خدمة للمجتمع وتحصينا له من افات التحكم والفساد والاستبداد حيت كان شعارها "شراكة فعالة في البناء الديمقراطي من أجل الكرامة والتنمية والعدالة والتنمية الاجتماعية".
كما تميز المؤتمر الوطني السابع بإدخال تعديلات جوهرية على القانون الأساسي للجزب، ما يهمنا في هذا السياق ما يتعلق باختصاصات الجهة حيت تم إحداث المجلس الجهوي، الذي يعتبر كأعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر الجهوي، وهو بمثابة برلمان الحزب بالجهة وله دورفي تقييم الوضع العام وعمل الحزب على مستوى الجهة، والمصادقة على البرنامج السنوي والميزانية السنوية التي تقدمها الكتابة الجهوية، كما تطرقت المادة 59 من القانون الأساسي للحزب للكتابة الجهوية التي تعتبر القيادة الجهوية السياسية والتنظيمية وهي أعلى هيئة تنفيذية على صعيد الجهة ولها مجموعة من صلاحيات المهمة التي تتعلق بوضع الخطط في إطار التوجهات الإستراتيجية للحزب وبرامج هيئاته الوطنية والمركزية، والسهر على تدبير شؤون الحزب سياسيا وتنظيميا وماليا وتنسيق برامج وأنشطة الحزب ومبادرته على صعيد الجهة إضافة إلى اختصاصات أخرى.
في سياق هذه المتغيرات يأتي انعقاد المؤتمر الجهوي الخامس لحزب العدالة والتنمية لجهة مكناس تافيلالت، حيت تبرز تحديات حقيقية تواجه القيادة القادمة للحزب يمكن إجمالها في خمس تحديات :
1- التحدي الجغرافي-الديمغرافي : تمتد الجهة على مساحة 79.210 كلم2، أي ما يناهز 11,1% من مجموع المساحة الوطنية وتضم ست أقاليم: مكناس، الرشيدية، خنيفرة، إيفران ، الحاجب، ميدلت. ويتجاوز عدد سكانها 2 مليون نسمة بنسبة تفوق 8% من إجمالي سكان المغرب، وشساعة الجهة تفرض إيجاد آليات تنظيمية تسهل عملية التنسيق والتواصل بين الأقاليم المكونة للجهة.
2- التحدي التنظيمي : المؤتمر الجهوي يتحمل مسؤولية كبيرة في إيجاد قيادة جهوية حقيقية، منسجمة ومتفرعة قادرة على رفع تحديات المرحلة وواعية بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها في النهوض بالجهة من الناحية التنظيمية وضمان الإشعاع والريادة بين جهات المملكة.
3- التحدي السياسي-النضالى : يعيش المغرب لحظة سياسية حقيقية وحزب العدالة والتنمية في قيادة التدبير الحكومي والجهة مفروض عليها أن تساهم في تنزيل وتفعيل ماجاءت به أطروحة المؤتمر الوطني السابع ومواكبة النقاش السياسي والمشاركة فيه من خلال مقترحات ومذكرات وملفات مطلبيه، وكذلك تجند دائم لدعم وتوجيه تجربة العدالة والتنمية من خلال موقع التدبير الحكومي.
4- التحدي التواصلي : إن سلبيات العمل السياسي في مجموعة من الجهات هو غياب آليات التواصل بين الجهة والأقاليم وكذلك مع الأعضاء وباقي عموم الساكنة، وهذا يستوجب أن تكون للحزب إستراتيجية تواصلية محكمة تهدف إلى إطلاعه على ما تقوم به من أعمال وإشراكه في أنشطتها وخصوصا أن وسائل التواصل والشبكات الاجتماعية سهلت هذا الأمر.
5- التحدي التكويني : إن نجاح الهيئات السياسية مرتبط بالموارد البشرية التي يتوفر عليها ومؤهلاتها واستيعابها لمشروع العدالة والتنمية، مما يحتم على الجهة أن يكون لها برنامج تكويني جهوي يواكب مستجدات التي تعرفها الحياة السياسية ويساهم في تخريج قيادات متميزة بالكفاءة وقادرة على الإسهام في تقدم الوطن.
وختاما نتمنى أن يكون مؤتمر حزب العدالة والتنمية بجهة مكناس تافيلالت محطة نضالية تتميز بنقاش سياسي حقيقي وأن يفرز قيادة سياسية قادرة على كسب رهانات المرحلة والمساهمة في رقي وتقدم الجهة.
الكاتب : | محمد العوفير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2012-09-20 00:11:55 |