مكناس تحتفي بالشاعر محمد عيساوي المرجاني بمناسبة اليوم العالمي للشعر

وقد نال الشاعر محمد عيساوي المرجاني، حظوة تخصيص هذا اليوم للاحتفال به، باعتبارإبداعه الشعري، فناً كتابياً له مكانته الرفيعة بين مختلف أنماط الإبداع الأخرى من حيث تنغيم الكلم وتطويع المعاني وحشد الصور ونسج الأخيلة.

وهذا دليل واضح وصريح، على أن الشعر عرف عبر مختلف العصورعدة تطورات جعلته محط اهتمام الجميع، فمنذ زمن الجاهلية مروراً بصدر الإسلام وما تلا ذلك من حقب وعهود تبدّل فيها حال الشعر من الوقوف على الاطلال والمدح والذم والرثاء والتشبيب والغزل، وارتقت موضوعاته وتحدثت أدواته، حتى لامس سقف التمرد على الاوزان الخليلية وابتدع التفعيلة واكتفي بالموسيقى الداخلية عند البعض.

 ومن نافلة القول إن الشعر في العهود السالفة، كان مصدر فخر للقبيلة واحتفائها بشاعرها، خاصة لو كان فصيح البيان واللسان قادراً على استنباط المعاني وحشد الصور التي تمجد القبيلة وتبرز بطولاتها، لأنه بذلك سيكون بمثابة الناطق الرسمي الذي يعبر عن أمجاد وبطولات القبيلة بصورة لا يضاهيه فيها شاعر الطرف الآخر عندما يتطلب الأمر تنافساً وربما قتالاً. ولكن بعد أن دارت الأيام وتعاقبت العهود، صار الشعر الذي تطورت أدواته التعبيرية وتنوعت أشكاله وتغلغل في الرمزية والإيحاءات والرسم السريالي الكلامي، باعثاً للمتعة والتعمق أكثر من كونه بوقاً للتعبئة العامة.

ولعلنا نلحظ أن بورصة التلقي الأدبي في السنوات الأخيرة قد مالت مؤشراتها نحو القصة الرمزية والقصيرة جداَ والقصة القصيرة والرواية كوسائل تعبير تشريحية لحراك المجتمع وشخوصه وتقلبات عناصره وتفاعلهم مع الذات والآخر باللغة النثرية التي لا تخلو من شاعرية داخلية أعانت الرواة على النسق البديع للأحداث وتصعيد وتيرة الجذب لتمليك القارئ مفاتيح مفصلية لشخوص يسعون بيننا بمواقفهم وممارساتهم التي قد لا تنفصم عما يعيشه القارئ في واقعه المرتبك بفعل العصف الحياتي اليومي.

غير أن الاهتمام الذي حظيت به القصة والرواية جعل الشعر يتراجع إلى الوراء دون أن يفقد ريادته في التعبير الرنان ودون أن يفقد أثره السحري على مشاعر المتلقي الوفي الذي يفك طلاسمه ويكشف غموض معالجاته فيسعد أيما سعادة.

ولذلك نتوقع  أن لا يمر هذا اليوم ( 21 مارس) ولا تتوارى شمسه دون أن يحتفي به بالشعراء والغاوون وما أكثرهم، بل إن منتدياتنا المغربية التي ظلت تبذل جهداً في تصيّد المناسبات لإثراء الساحة الثقافية بالمعرفة والتنوير، جاءتها الفرصة في طبق من ذهب لكي تعطي هذا المضمار الأدبي حقه في يومه العالمي، وذلك تذكيراً بشعرائنا الذين رحلوا بعد أن نثروا بيننا درر النظم، وعكساً لجديد شعرائنا الذين لا زالوا يتلظون بنار الشعر ويرفعون رايته بمختلف مدارسهم الإبداعية وتكريما لشعرائنا المعاصرين كالشاعر محمد عيساوي المرجاني وغيرهم ممن أثثوا ولايزالون يأثثون المشهد الأدبي المغربي بإبداعاتهم القليلة المثال.

ولو كُتب لمنتدياتنا الشعرية أن تفلح في التقاط القفاز وتسخّر نشاطاتها للشعر في هذا اليوم أو في أيامها المخصصة للنشاط لردت للشعراء جمائلهم وأمتعت روادها بلحظات ينتقلون عبرها إلى مدائن عامرة بعطر البدائع الشعرية .

وهو ما يروم اللقاء الشعري المزمع تنظيمه بمكناس يوم 3 أبريل المقبل تحقيقه، خاصة وأنه سيستظيف بالإضافة إلى الشاعر محمد عيساوي المرجاني المحتفى به، ثلة من الشعراء المغاربة الذين أبانوا على علو كعبهم في مجال قرض الشعر، ولعلي أخص بالذكرهنا الشعراء : عبد الناصر لقاح، نعيمة زايد، محمد شنوف، سميرة جاودي، محمد بنعيسى، آمال الرحماوي، حميدة بلبالي، البتول العلوي، عبد الله فراجي، محمد بنعلي، عبد الله عرفاوي، عبد الله بلعباس.

ويذكر أن اللقاء الشعري سينظم تحت إشراف الجماعة الحضرية لمكناس، وذلك يوم الخميس 3 أبريل 2014م، على الساعة الرابعة بعد الزوال، بقصر المؤتمرات – حمرية – بمكناس وستكون الدعوة عامة .