آخر الأحداث والمستجدات
أدّوا ثمن نزواتكم من جيوبكم وليس من جيوب المغاربة
قبل بضعة أسابيع، تم تنظيم لقاء سينمائي مغربي في العاصمة الإسبانية مدريد، شارك فيه سينمائيون ومخرجون مغاربة، فيهم من يحب السينما إلى حد ما، وفيهم من يعشق الدعم السينمائي حد الوله.
في ذلك اللقاء لم يحضر صحافيون ولا جمعيات مغربية ولا أي شيء، لذلك فإن المخرجة نرجس النجار استغلت هذا الفراغ وقررت أن تطلق كذبة كبيرة، مفادها أنها تتعرض لمطاردة من المحافظين والإسلاميين بسبب حديثها عن الدعارة في البلاد في فيلم «العيون الجافة»، وهي كذبة التقطتها كبار الصحف الإسبانية، مثل «إيل باييس» و«إيل موندو»، وصورت المغرب وكأنه أفغانستان جديد تحت حكم طالبان.
نرجس قالت للصحافيين الإسبان والأوربيين إنها تعرضت للمضايقات والترهيب في المغرب، وإن هناك دعاوى قضائية مرفوعة ضدها من طرف نواب برلمانيين لأن قضية الدعارة في المغرب طابو حقيقي، فإما أن تسكت أو تعاني.
هذه هي الكذبة الكبيرة التي قالتها نرجس النجار، لكن ما هي الحقيقة؟ الحقيقة أنه توجد، فعلا، دعاوى قضائية ضدها، ومن بين هذه الدعاوى تلك التي رفعها نواب برلمانيون؛ والسبب بسيط جدا، وهو أن هذه المخرجة ورطت قبيلة كاملة في فضيحة غير مسبوقة، حين ذهبت إلى أقاصي جبال الأطلس ووظفت نساء ساذجات في فيلمها، حيث أدّين أدوار داعرات بدون أن يدرين، بل منهن من اعتقدن أن المخرجة جاءت لتصور شريطا وثائقيا عن معاناتهن مع البعد والبرد والعزلة، وفي النهاية كانت الفضيحة.
ضحايا نرجس النجار وجدن أنفسهن بعد ذلك في قلب الصاعقة، وأبناؤهن ومعارفهن كادوا يصابون بأزمات قلبية حادة، لأنه من الصعب على أبناء وإخوة وأحفاد أن يروا أمهاتهم أو أخواتهم يمثلن أدوار داعرات.. لكن ذلك ما حدث بالضبط.
النجار التي استغلت جهل نساء أميات، اعتقدت أنها ستفلت منها، لكن الضحايا، وبسبب بعدهن وأميتهن، كلفن نوابا برلمانيين عن منطقتهن برفع دعوى قضائية ضد النجار، وتلك الدعوى لا علاقة لها لا بالسينما ولا بطابو الدعارة، بل بسبب القذف والطعن في شرف نساء ساذجات.
لكن النجار خرجت من تلك الدعوى القضائية كما تخرج الشعرة من الزفت؛ وعوض أن تسكت وتطلب العفو والصفح من ضحاياها، فإنها لاتزال توظف ما جرى لاستجلاب عطف الأوربيين الذين يتحولون إلى متخلفين عقليين كلما جلسوا يستمعون إلى محتالين مثل النجار.
نرجس النجار أخذت عن ذلك الفيلم مئات الملايين، يقال إنها وصلت إلى 500 مليون وآخرون يقولون إنها تجاوزت الـ600 مليون. وعوض أن تأتي بممثلات محترفات للعب دور داعرات، فإنها دفعت حفنة من الدراهم لنساء ساذجات ووضعتهن في قلب أسوإ مقلب في حياتهن.
هناك حكاية أخرى، فقبل بضعة أيام جاء إلى مهرجان السينما بطنجة شخص يدعى عبد الله الطايع. ولمن لا يعرفون هذا الشخص، فهو يصف نفسه بكونه كاتبا، لكنه قرر مؤخرا أن يضيف إلى صفاته صفة مخرج سينمائي، وفوق هذه الصفات لا يخجل هذا الشخص من إعلان شذوذه الجنسي، ويربط كل شيء بعضه ببعض مثل ربط حزمة خردوات في سوق متلاشيات.
هذا الشخص يقول إنه حر في أن يفعل بجسده ما يشاء، وهذا شيء لا يناقشه فيه أحد، لكن المشكلة هي أن يتم خلط جسده بالأدب والسينما، فيلعب لعبة خبيثة من أجل النجاح في الكتابة والسينما، وهي أنه شاذ جنسيا، ثم يروج في الخارج أنه مضطهد في المغرب، وكلما ارتفعت عقيرته بالصراخ اقترب أكثر من النجاح.
وفي مهرجان السينما الأخير بطنجة، شارك الطايع بفيلمه الأول، أي أنه بمجرد أن قرر اللعب بالكاميرا صار سينمائيا ناجحا، مع أن مخرجين كثيرين أنتجوا أفلامهم الأولى ولم يفتح لهم أحد باب المهرجان. وعلى أية حال، فقد عرض فيلمه وهو يفرك يديه فرحا لأنه توقع أن يفجر فيلمه فضيحة أخلاقية في المهرجان وفي المغرب، وعندما لم يحدث شيء من ذلك، عاد بخفي حنين إلى أوربا وهو يضرب كفا بكف لأن فيلمه بقي في يده مثل بطيخة «خامْجة».
لكن المشكلة أن أمثال النجار والطايع يفعلون ما يفعلونه بأموالنا؛ فالطايع حر في جسده، لكنه ليس حرا في إدخال يده إلى جيوب المغاربة؛ وهو حر في سينماه، لكنه ليس حرا في أن يأخذ مكان سينمائيين مغاربة حقيقيين، ذنبهم الوحيد أنهم ليسوا شواذ مثله.
من ابتلي بنزوة فليصرف عليها من جيبه وليس من جيوب المغاربة.
الكاتب : | عبد الله الدامون |
المصدر : | المساء |
التاريخ : | 2014-03-05 21:45:22 |