آخر الأحداث والمستجدات 

الملتقى الوطني الأول للزجل بخنيفرة يكرم المبدع 'أحمد وعتيق'

الملتقى الوطني الأول للزجل بخنيفرة يكرم المبدع 'أحمد وعتيق'

إحتضنت قاعة العروض للصناعة والتجارة والخدمات بمدينة خنيفرة، الملتقى الأول للزجل : دورة "أحمد وعتيق"، من تنظيم جمعية الأنصار للثقافة بالمدينة تحت شعار "الإبداع والأمل ".

وقد امتد العرس الثقافي والإبداعي أو عرس أحمد أعتيق ليومي 18 و 19 يناير 2014م، شكل مناسبة للقاء وطني بين عدد من الزجالين والمثقفين، جاؤوا من عدة مناطق مغربية لمشاركة المبدعين المحليين بقصائدهم الفنية والزجلية . 

وكان من بين الحاضرين الأستاذ "عبد الله متقى" ضيف الملتقى والذي أمتع المتتبعين وهو يحاول الإبحار بأسئلته في ذاكرة وطفولة رجل الدورة أحمد وعتيق، فاختلطت الألوان بين نثر وزجل وهو يحكي عن سيرة هذا الهرم الإبداعي المنسي. بالمقابل كانت قصائد المحتفى به ذات طابع سحري خاص على مسمع الحاضرين بقاعة العرض، والذين صفقوا ووقفوا احتراما وتقديرا له. أحمد وعتيق محب الإبداع في الهدوء بعيدا عن ضجة الإعلام والشهرة لم يفته الإشادة بأهمية الملتقى في أبعاده المختلفة كما لم يفته شكر الكاتب والناقد والمشارك في الدورة "حميد ريكاطة " الذي أحيى فيه حب الريشة والكتابة بعدما حاول التهميش والمرض إبعاده عن ساحة الإبداع .

اليوم الثاني من زمن الملتقى خصص لجلسة نقدية على شكل محاضرات لأساتذة تلتها إجابة عن أسئلة وتدخلات الحاضرين وكان الزجل المغربي عامة وإبداعات المحتفى به على الخصوص موضوعا لها. وقد احتضنت دار الشباب الحسن الثاني أنشطة موازية للملتقى شملت فقراتها لقاء تحسيسيا حول السلامة الطرقية وورشة للرسم وأنشطة ترفيهية للصغار وتوزيع الجوائز على الفائزين في الرسم وكان ذلك بتنسيق مع جمعيات أخرى محلية وبتشاور مع الزجال والرسام أحمد وعتيق الذي عُرف بمساهماته في هذه الأصناف .

الأستاذ عزيز ملوكي رئيس جمعية الأنصار للثقافة بخنيفرة والذي أشرف على توزيع الشواهد التقديرية على المشاركين، وعد بإسم الجمعية طبع ديوان يجمع قصائد زجلية لرجل الدورة كما ضرب موعدا لملتقى آخر على اعتبار الجمعية حملت على عاتقها مسؤولية التعريف بالإبداع المحلى، والملتقى كمبادرة تُعد سيراً في طريق رفع التهميش الثقافي عن مدينة غنية فنيا وإبداعيا خدمة للمستقبل الثقافي لإقليم خنيفرة . واختارت الزجل في هذه المناسبة على اعتباره موروثا ثقافيا ذا وقع كبير، ولكون الإبداع رهان مجتمع يسعى للانفتاح، وهَمه تحصين الأجيال من العنف والكراهية.

وبخصوص اختيار ابن المدينة الأستاذ أحمد وعتيق، يبقى اختيارا لذاكرة خنيفرة المنسية، إضافة لكون أعمال الأستاذ في كل ألوان وأصناف الأدب سواء منها الأمازيغية أوالعربية أوالفرنسية، تشكل مراجع ذات قيمة فنية وإبداعية وباعتراف العديد من الباحثين والمهتمين والإعلاميين . كما ذهب بعض الباحثين أبعد من ذلك حين صنف زجل أحمد وعتيق في مستوى زجل الأستاذ الطيب العلج والمصري فؤاد نجم وغيرهم من الفنانين والمؤلفين الغربيين.

ولايفوتنا في هذا المقام أن نشير أن أحمد وعتيق من مواليد 1952م، عاش طفولته الصعبة متنقلا بين حي حمرية وزنقة السينما بخنيفرة وإحدى القرى المجاورة  لمنطقة عيون نهر أم الربيع، وكان شاهدا على أحداث 20غشت 1955 بخنيفرة وما عرفته من مقاومة وشهداء رصاص الاحتلال، أدخلته أمه الكتاب كي يصير فقيها وكان حلمه أن يصير طيارا وشاءت الأقدار أن يصبح معلما حيث قضى 13سنة بالعالم القروي معلما يطوف بين البوادي والفيافي والقفار على حد تعبيره، ذاكرته لا زالت محتفظة بمشاهد خنيفرة قديما حيث الغابة والأسود والنمور والطبيعة الخضراء ودماء الشهداء وطلقات الرصاص وسنوات الفقر والبؤس والفرص الضائعة . ختم حياته المهنية بمركز تكوين المعلمين بخنيفرة كما قضى أحمد وعتيق أجمل الأيام بين القلم والريشة والتمثيل فكون رصيدا إبداعيا فرونكفونيا وافرًا بدأ منذ سنة 1969 بعروضه التشكيلية بدار الشباب أم الربيع بالمدينة، كما أبدع  في كتابة قصص الاطفال والقصة القصيرة والشعر والزجل والمسرح إضافة للعديد من البحوث والمحاضرات والكتب المترجمة.  ومن نماذج أعماله المختارة من خزانته الغنية مثلا "نبضات قلب خشبي "و" من أغاني الرعاة" في الشعر، وبالفرنسية "مفهوم المجال بالنسبة للأمازيغ " ومن مسرحياته "عنكاموس " و"برسلي حمو" ثم ديوان عنقود الأيام وهو بالأمازيغية وهو ديوان اعتبره جزءا من حياته الشبيهة بعنقود عنب، فيها المر وفيها الحلو.

 ويبقى الأحلى على الإطلاق هو الاحتفاء بهذا الهرم الفني الخنيفري وهو على قيد الحياة. ويبقى التذكير بالمبدع عموما إحساسا جميلا و اعترافا يخلق معه الأمل في مستقبل ثقافي أفضل، وهو مادفع القائمين على إحياء هذا النشاط الثقافي يختارون شعار "الإبداع والأمل " في دورة المبدع أحمد وعتيق بأشغال الملتقى الوطني الأول للزجل بخنيفرة من توقيع جمعية الأنصار للفن والثقافة بمدينة خنيفرة، المدينة الجميلة المهمشة التي لم يحظى مبدعوها بأدني اهتمام من لدن القائمين على الشأن الثقافي والإبداعي المغربي .

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : زيان المصطفى
المصدر : خنيفرة أون لاين
التاريخ : 2014-01-21 19:26:37

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 أخبار عن نفس المنطقة 

 إنضم إلينا على الفايسبوك