آخر الأحداث والمستجدات
كلمة بمناسبة اليوم العالمي للمدرس
تحية الحب والتقدير والإجلال لكم جميعا أيها المدرسون، أيتها المدرسات... لكم منا عناقٌ واحتضانٌ وضمٌ وسلامٌ... وآلافُ باقاتِ الوفاء..
هذا يومُكم العالمي... أنتم الآن تناهزون 60 مليونَ مدرسٍ ومدرسة عبر العالم. وفي عُهْدتِكم أكثرُ من مليارمتعلم... هذه لحظةُ اعتراف بالجميل... وميزةُ الشرفاء الاعترافُ بالجميل الذي تلقوه. أما نكرانُ الجميل فلعله أسوأُ الرذائل جميعا. لذا وجب أن نستذكر لزاما مدرسينا الذين قضوا في محراب التعليم والتنوير، ونقول لهم:
اصعدوا إلى سمائكم هنالك في الأعالي... ولا ترضوا إلا بمقامات النور... ولْتُرفرفْ أرواحُكم هنيئة من ظل إلى ظل في رياض المخلدين... ففي كل موقع من حقول المعرفة ثمة بذرةٌ كنتم قد بذرتموها... وهاهي الآن شجرة وارفة الظلال، ثمارها تسر الناظرين، وتناجي ذكراكم بكلام علويمشرق كتسبيح الملائكة:
لكم المجد في العلياء... إلى الأبد...
أولئك آبــائي فجــئـــني بمـثلــهم **** إذا جمــعـتـنا يا جــريرُ المجـــــامع.
أما لزملائنا فنقول:
ندرك وتدركون – في هذا الزمن الرمادي- أن مع كل قَدحةٍ من نور تقتدحونها في مجاهل العتمة، ثمة شرارة من نارتكاد ترتد عليكم فتلهب ومضاءَ قلوبكم.
ندرك وتدركون أن مع كل وقفة تقـفونها في محاريب التنوير، ثمة لوثة من جنون تغمز في صميم الروح غمزا كوخز الإبر، من كائنات يسمون مجازا متعلمين، وبعضهم في واقع الحال من جنس الأباليس الذين اصعّدوا من قاع الجحيم، ما ينقطع لهم من الحيلة مدد.
نعلم وتعلمون أن في كل ترقية مستحقة تنتظرونها بشغف أحلاما تَلْتَمِعُ لَمْعَ السراب، فتبصرون فيها معنى الارتواء، ثم ما تفتـأ تستحيل ظمأ قاتلا لطول ما يكون الانتظار... فما أحقرالأحلام حين تجيء في زمن كسيح...
نعلم وتعلمون – أيها الزملاء والزميلات – أن سوء مخجلا يعتري الكثير من مواقع التقرير والتدبير والتسييروالتقدير... لكن ما عساكم تفعلون، ونحن نعلم وأنتم تعلمون أنْ ليس في هذا الوطن ما يكفي من الأطباء، لذا ليس ثمة بدٌ من أن يتعاطى بعض السّحَرة للطب في زمن الدجل... فيا له من دجل!
يا وطني الطيبَ يا وطني... قَـرَّرتَ اغتيالَنا بالضجر... فقررنا اغتيالك... لا... بل قررنا إرواءَك بالمطر... مطر...مطر...
جئنا و إياكم - أيها الزملاء والزميلات – إلى هذا الميدان الجدبِ بخطوات خضر لنكون غصنا في شجرة حياة هذا الوطن، لا أن نكون مسمارا في نعش مماته.
أيها المدرسون كونوا كشجرة الصندل... تلك التي تُعطِّر الفأس التي تكسرها.
وحين تريدون أن تمتدحوا مهنة التعليم – مفاخرةً أو مكابرةً- لا تقولوا:ما أجملَها !... لا بل قولوا: ما أجملَ
المطر... ذلك المدرار الذي لا ينتظر من الأرض التي يرويها عرفانا بالجميل...
وسلامٌ هو عيدكم حتى يستجيبَ القدر...
الكاتب : | عبد الكريم الفرحي |
المصدر : | دفاتري.كوم |
التاريخ : | 2013-10-05 13:51:15 |