آخر الأحداث والمستجدات 

الملك يدق ناقوس الخطر لكل الفاعلين في مجال التربية والتكوين

الملك يدق ناقوس الخطر لكل الفاعلين في مجال التربية والتكوين

لم يكن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 60 لثورة الملك والشعب إلا ثورة حقيقية متواصلة تستوثق التعبئة الجماعية لأوراش التنمية المستقبلية ، في امل تحقيق طموحات الشعب المغربي قاطبة " وتحقيق التطلعات المشروعة للمواطنين".

خطاب ملكي قعد لمسلك اصلاح المنظومة التربوية الملح ،وفجر مكامن الخلل الواجب على القيمين على القطاع الانكباب على معالجتها بشكل فوري وغير قابل للجدولة التأجيلية الارجائية و "يقتضي إجراء وقفة موضوعية مع الذات، لتقييم المنجزات، وتحديد مكامن الضعف و الإختلالات".

فالثورة المتجددة للممكلة هي مواردها البشرية " وفي طليعتها شبابنا الطموح، المتشبع بحب وطنه، والمعتز بتقاليده العريقة، والمتحلي بالتربية السليمة، وذلك نابع من حرص المغاربة على حسن تعليم أبنائهم، وتربيتهم على مكارم الأخلاق، وعلى التعلق بالثوابت الوطنية العليا، في تكامل بين الدار والمدرسة، وفي انفتاح على مستجدات العصر"

   فمن خلال هذا المقتطف من الخطاب الملكي تتحدد الاهداف العامة والغايات المرجوة من قطاع التربية والتكوين ومن بينها:

-        امتلاك المغرب لثروة بشرية شابة

-        انخراط المغاربة في الدفع بالأبناء الى تعليم موفور الجودة

-        خلق قواسم مشتركة بين التربية الاسرية بالدار والمدرسة

-         التربية الاسرية ودورها في تنميط مكارم الاخلاق

-        ضبط الثوابت الوطنية وتسطيرها وفق المرجعية العليا للأمة

-        الانفتاح على المستجدات الكونية /العالمية

-        التجديد العصري للحقل التعليمي


وفي فقرة اخرى من الخطاب الملكي تم التنصيص على مجموعة  من الصعوبات الهيكلية التي لا تتلاءم مع مسار سوق الشغل ومن بين الاختلالات التي أوردها الملك:

-         تغيير لغة التدريس في المواد العلمية من العربية في المستوى الابتدائي والثانوي إلى بعض اللغات الأجنبية في التخصصات التقنية والتعليم العالي...

-         مناهج تعليمية لا تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل

-         بعض التخصصات متجاوزة من ناحية سوق الشغل

-         تعليم وتكوين يشكل مصنعا لتخريج العاطلين

وفي نفس النسق أكد الملك على لزومية الانفتاح على الثقافة الكونية / العالمية  "ينبغي تعزيز هذا التكوين بحسن استثمار الميزة التي يتحلى بها المواطن المغربي، وهي ميوله الطبيعي للانفتاح، وحبه للتعرف على الثقافات ..."

وبعد ان ذكر الملك باللغات الرسمية الواردة في دستور المملكة الح سيادته على وجوب امتلاك المتعلم المغربي ناصية اللغات : "وذلك من خلال تشجيعه على تعلمها وإتقانها، إلى جانب اللغات الرسمية التي ينص عليها الدستور، لاستكمال تأهيله وصقل معارفه، وتمكينه من العمل في المهن الجديدة للمغرب، التي تعرف خصاصا كبيرا في اليد العاملة المؤهلة...."

واقر الملك من منطلق حرصه المولوي على جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية والسياسات العمومية، فالدعوة صريحة على تمكين المدرسة من الوسائل الضرورية للقيام بدورها في التربية والتكوين...

 

ووجه الملك اصابع اللوم مباشرة الى الفاعلين السياسيين عندما يقحمون القطاع التربوي في الجدال السياسي المحض ،بيد ان الشأن التربوي يجب ان يوضع في اطاره الاجتماعي والاقتصادي والثقافي "لا ينبغي إقحام القطاع التربوي في الإطار السياسي المحض، ولا أن يخضع تدبيره للمزايدات أو الصراعات السياسوية"، واسترسل الملك في تقعيد منهج الاصلاح الواجب سلكه :  "يجب وضع القطاع التربوي في إطاره الاجتماعي والاقتصادي والثقافي..."

وخلص الملك الى ضرورة اعتماد نظام تربوي ناجع وموفور الجودة "، مؤكدا أن الوضع الراهن لقطاع التربية والتكوين "يقتضي إجراء وقفة موضوعية مع الذات، لتقييم المنجزات، وتحديد مكامن الضعف والاختلالات".

 

إنها خارطة طريق واضحة المعالم ضبطت مكامن الخلل في المنظومة التربوية والتي تتطلب حلولا اجرائية والمعالجة الفورية لكل الاختلالات وفق مقاربة تشاركية نفعية خادمة للمنظومة التربوية.

  وانتقد الملك بشدة عملية التراجع عن المخطط الإستعجالي المتمم لعشرية الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،بشكل ارتجالي دون اشراك او تشاور مع كل الفاعلين المعنيين "غير أنه لم يتم العمل ، مع كامل الأسف ، على تعزيز المكاسب التي تم تحقيقها في تفعيل هذا المخطط، بل تم التراجع، دون إشراك أو تشاور مع الفاعلين المعنيين، عن مكونات أساسية منه، تهم على الخصوص تجديد المناهج التربوية، وبرنامج التعليم الأولي، وثانويات الامتياز".
و من هذه الاعتبارات وجه الملك الخطاب الى الحكومة الحالية على ضرورة استثمار التراكمات الإيجابية في قطاع التربية والتكوين، دون نسخها كلية "من غير المعقول أن تأتي أي حكومة جديدة بمخطط جديد، خلال كل خمس سنوات، متجاهلة البرامج السابقة ...".

والحقيقة القاسية التي اقرها الملك بكل صدق ومسؤولية أن الوضع الحالي للتعليم أصبح أكثر سوءا، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أزيد من عشرين سنة،فبدل الجدال العقيم والمقيت الذي لا فائدة منه إلا لحسابات سياسية فان الأمر لا يفك قن أزمة المنظومة التربوية بل يزيدها تعقيدا.
وحتى يتم اخراج المؤسسة الملكية من البوليميك السياسي فقد اكد الملك انه لا ينتمي لأي حزب ولا يشارك في أي انتخاب. والحزب الوحيد الذي ينتمي إليه، بكل اعتزاز، ولله الحمد، هو المغرب.

اذا الخطاب الملكي عمل على تنزيل فصول دستور المملكة من خلال تحييد الملك من الخلافات السياسية ،فضلا عن جر حبل الود من الحكومة الحالية في قطاع التربية والتكوين ،والدعوة الصريحة الى الانكباب اللاسياسي على اصلاح المنظومة التربوية ...

خطاب يمكن اعتباره ثورة على التسيير الحالي لقطاع التعليم بدق ناقوس الخطر لكل من يلمح بان عافية القطاع متنامية في عهده الوزاري.

خطاب بعثر اوراق القيمين على القطاع من خلال تحليل واقعي للمنظومة التربوية والتي لا زالت تحبو في درب الإصلاح حبو الطفل اليتيم .

حان الوقت لكي لا نضيع على انفسنا  إصلاح المنظومة التربوية، حان الوقت لكي لا نلقي بجيل اخر في طوابير العطالة ،حان الوقت لكي نمتلك المواطنة الحقة ونتجاوز خلافاتنا السياسية والمذهبية ،حان الوقت والملك قد دق جرس الإنذار لكل الفاعلين في القطاع....

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الاكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-08-23 19:54:00

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك