جماعة مكناس وإشكالية سيارات الإسعاف.. الساعي يسعى ومرتو تصدق

ففي الوقت الذي تخصص فيه جماعة مكناس عشرات الملايين لدعم أنشطة ثقافية وفنية لا تعود على المدينة وساكنتها بأي نفع يذكر، تنتظر الجماعة اليوم التفاتة من المحسنين لاقتناء سيارة إسعاف أو إصلاح تلك المعطوبة، حيث ينتظر كما سبق وأشرنا في مقال سابق أن تتسلم جماعة مكناس سيارة إسعاف على شكل "هبة" من جمعية الإصلاح والتحدي وجمعية الإخلاص لبائعي اللحوم بالجملة والتقسيط.

الغريب اليوم ورغم الخصاص الذي تعاني منه جماعة مكناس بالنظر لحجم ساكنتها، تم حرمانها من مبادرة توزيع هذه سيارات إسعاف من طرف قسم المبادرة الوطنية للتنمية للبشرية بعمالة مكناس، رغم اعتراف هذا القسم وبأرقام رسمية بأن جماعة مكناس المترامية الأطراف والتي تتجاوز ساكنتها نصف مليون نسمة، تتوفر على سيارة إسعاف واحدة، في حين تتوفر جماعات قروية بتراب عمالة مكناس، على ثلاث سيارات كمولاي إدريس زرهون و وجماعة وليلي بجانبها، فضلا عن جماعات أخرى تتوفر على سيارتين كما هو الشأن لجماعة سيدي سليمان مول الكيفان وجماعة عين كرمة.

و وفق الأرقام الرسمية المعلن عنها من طرف قسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بخصوص مرفق سيارات الإسعاف على صعيد عمالة مكناس، فأسطول هذه السيارات بلغ إلى حدود سنة 2023 ما مجموعه 29 سيارة، 22 واحدة منها مشغلة، باحتساب سيارة جماعة مكناس التي أكد مصدر مطلع لموقع مكناس بريس، أنها تعاني من أعطاب تحول دون قيامها بالمهام المنتظرة منها، وقد تم تسجيل عجزها في أزيد من مناسبة عن التجاوب مع نداءات المواطنين أو نقل جثامين ضحايا جرائم قتل شهدتها المدينة خلال السنة المنصرمة، وثقتها بشكل مباشر عدسات منابر إعلامية محلية و وطنية.

وبرسم سنة 2024، برمج قسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اقتناء 6 سيارات إسعاف، استفادت منها جماعات مولاي إدريس زرهون التي تتوفر على سيارتين وبالتالي أضحت اليوم بثلاث سيارات، وغير بعيد عنها جماعتي وليلي والمغاصيين، ما جعل دائرة زرهون تتربع على عرش هذا المرفق من حيث أسطول سيارات الإسعاف، فضلا عن تخصيص سيارة لكل من جماعة بوفكران ودار أم السلطان والمهاية.

وبخصوص سنة 2025، برمج قسم عمالة مكناس اقناء سيارتين، ولا واحدة منهما لجماعة مكناس، حيث ستستفيد منها جماعتي واد الجديدة وجماعة الدخيسة.

و وفق الأرقام الرسمية المعلن عنها اليوم الإثنين في إطار تخليد اليوم العالمي للصحة، فجماعة مكناس التي تتجاوز ساكنتها نصف مليون نسمة، لا تعاني من أي خصاص في سيارات الإسعاف، رغم لجوء ساكنتها وفي أزيد من مناسبة لخدمات سيارات إسعاف تابعة للجماعات القروية المحيطة بها، وهنا نغتنم الفرصة لشكر رؤساء هذه الجماعات على تجاوبهم مع نداءات مواطني ومواطنات مدينة مكناس.

ويبقى المستفيد الأكبر من شح أو غياب سيارات إسعاف بتراب جماعة مكناس، بشكل يغطي ويستجيب لحاجيات سكانها، هو لوبي سيارات الإسعاف الخاصة، الذين يفرضون أسعارا خيالية نظير هذه الخدمة على المواطنين.