آخر الأحداث والمستجدات
باحة تفكير: يا صَاحْ والله لا أقدر على معاكسة سير التيار ...
مرات عديدة نَسْقُط في حياتنا وسط حملة نتنة قد نكون مُكرهين في الانجراف ضمن حوض سيولها. مرات يا صاح... يا صديقي تجدني لا أقدر على السباحة في التيار المعاكس بشدة قوة الدفع نحو الخلف، حينها قد أقاوم وأُعاود المحاولة تلوى الأخرى. أُعاود حتى السقطة العميقة، وتكرار النهوض بأنفة، وتسلق مراتب المتنفس الممكن، ويصبح حالي يُماثل قصة الإسكندر المقدوني مع نملة المعاودة غير المملة....
ساعات من عمري الجاري يا صاح... ويا صديقي لا تفوت الحملة الكاسرة إلا وتخلف في الأنفس الأثر السالب، والموجع المضني، ويبيت الضباب يسود العيون، ولا نقدر الرؤية في استدامة مُستقبل غامض من بناءات الحاضر. كم من مطبات تصيبنا، وتطوحنا أرضا، وتفتت محيطنا، حينها ننادي بما غناه الغيوان (وصْلاَح ْالوَقْتْ "عادوا سَــ " وُسَارْ عْلاَمْنَا وَاقْفْ عَلْى دْرْبْنَا يَا أَهْلِي). يا صاح... يا صديقي، حين أرقد وسط الحملة الدائرية بالتموج أتساءل (وصلاح الوقت !!!) متى نقبض عليه بنجاعة الأداء، وحكامة الأثر؟ يا صاح... يا صديقي، أؤمن بأن دنيا الكون دوارة (عندها زُوجْ وُجُوهَا)، ولن تدوم على رَكْبِ حال، وهذا من المُحال المحال الأكيد.
يا صاح... يا صديقي، حين أنظر إلى الجبل، وأرى الضباب العلوي بدأ ينشطر بالتفتيت، أقوم من بؤسي اليومي قياما، وأُناول دَارِي صباغة بالأبيض، حتى وإن لم يسعف الطقس تساقط الثلج ... أبحث عن أجزاء من حالي المنتعش، وقد بدأ يتبدل للأحسن. أبحث عن الذي سلب عقلي من تعقله نحو الحمق الصوفي، وعيش جذبة الحال.
يا صاح ... يا صديقي، لا تتركني أمارس الممانعة، والانشطار الفردي، و خوف الأغيار بجانبي وهم ينتظرون سقطة النهاية، وإحضار سكاكين ونَهَمِ الوزيعة، ونَميمة (الهضاضرية) الكبار، وأكل اللحم النيئ بابتسامة بَلْهاء. يا صاح... يا صديقي، أنتظر منك مَدَّ يد السحب والإنقاذ من وضعية الحال المنفلت، و(لِي غْلَبْ يَعَّفْ) !!!
يا صاح... يا صديقي... رَانِي مَلِيتْ من الوحدة، مَلِيتْ من ذاتي الواهنة المنتهكة في أحلام كوابيس الأحزان... مَلِيتْ من كلِّ همِّ الدنيا السفلية... ومن كل ما جرى لي في هذه الحياة البئيسة الوضيعة !!! يا صاح... يا صديقي، أَرفع أَكفي وعُيوني لسماء بدعوى رَبِّي يَبَدَّلْ الأحوال بِحَال أحسن من حَال.
يا صاح رفقا... يا صديقي (شَاوَرْ عْلِيَّا) رَاهْ ما بِيدِي ما انْدِير المَوجةُ جَراية، والصخرة قَتاَلة. يا صاح... يا صديقي أَبْحثْ عن السلام النفسي، والأمن الحياتي. أبحث عن الرحمة في الدنيا الفانية، ومَا بِيدِي ما انْدِير يا صاح... راه صَلاحْ الوقت عَادُوا بالتفاهة والإلهاء الفوضوي. يا صاح... يا صديقي عهدي بالوزيعة عادلة، ولكن وَلاَّتْ من الريع (الحلال) وما فيها ما يتقسمْ من الحرام في القانون والآخرة. يا صاح... يا صديقي كِيفْ نَوَالَفْ هذا العالم الحَكَّارْ، ونعيش فيه بسلام، وَصْلاحْ الوقت غابت رجالاته. مَلِّيتْ شمس الشَّتاء، مَلِّيتْ احْصادْ الربيع... مَلِّيتْ ارْبِيعْ يُوَّلِي اخريف... مَلِّيتْ رَعْدَةُ الصيف وبرق بَنَادَمِ. يا صاح... يا صديقي بغيت السماء تُنير... وتمطر، وترعد، وتبرق(فِي عُرْسْ الدِّيبْ) !!! والعطف عَنِّي، فإنِّي في أسوأ ممرات حياتي وأنا أُمارس رقصة مطر العري الحياتي...
الكاتب : | متابعة محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2025-01-09 20:57:06 |