آخر الأحداث والمستجدات 

المسخرة المكناسية في تنظيم اﻷلعاب اﻷولمبية

المسخرة المكناسية في تنظيم اﻷلعاب اﻷولمبية

 نزل الخبر كالصاعقة، وحاول كل من قرأ الخبر أن يبحث بين السطور وفي ثنايا الموضوع عن كلمة أو حرف أو مجرد تعبير مجازي يذهب الدهشة ويوضح كون قرار ترشيح مدينة مكناس لتنظيم الألعاب الأولمبية و منافسة مدن تخشع القلوب رهبة من ذكر أسمائها (مدريد،إسطمبول،دبي..) مجرد خطإ نزل سهوا. وانتظر البعض الآخر نفي الخبر من أصحاب القرار، فيما راجعت تاريخ اليوم عله يكون الأول من أبريل وربما تكون كذبة أو سمكة أو حتى تمساح أبريل، المهم أن لا يكون الخبر صحيحا .ومع توالي الأيام و التصريحات تبين أن الخبر صحيح. 

 وبمتابعة تداعيات الحدث في الصحافة الإلكترونية أو مواقع التواصل الإجتماعي أو التعليقات و أحاديث المقاهي، أصبح لزاما على كل مكناسي كان يفتخر كالطاووس بانتمائه إلى هذه المدينة أن يدس رأسه في التراب خجلا من شدة السخرية التي أعقبت الإعلان عن الترشح. فلم يخل تعليق أو خبر من السخرية و اﻹستهزاء، بل حتى بعض الإخوة الجزائريين وجدوا فيها فرصة لتوجيه سهامهم إلى المغرب.

لكن و حتى لا نتهم بالسوداوية و لا ننعت بالتيئيسيين دعونا نكون عقلانيين و نناقش بموضوعية. فالألعاب الأولمبية هي تضاهرة عالمية تشارك فيها 250 دولة تتنافس في 38 نوعا رياضيا مختلفا داخل مضمار غالبا ما يسمى بالقرية الأولمبية.ومن الشروط الرئيسية لتنظيمها توفر المدينة على بنية تحتية رياضية ضخمة، و شبكة طرق و مواصلات و مطارات كبيرة، و طاقة استيعابية من فنادق و باحات استراحة و مراكز التدريب في مستوى الأبطال و الوفود و الشخصيات والجمهور القادم من مختلف بقاع العالم، وووو...ماذا تتوفر عليه مدينة مكناس من كل هذا؟ الملعب الشرفي ذو طاقة لاستيعاب 15000 متفرج و عشب اصطناعي من أدنى الدرجات، القاعة المغطاة 20 غشت و مضمار ألعاب القوى التابع لها و الذي يضيق بممارسي الهواة. مسبح السلم و الكلوب و ربما المينيسبال حسب تعبير مكانسة.عدم توفر المدينة على مطار مدني وشبكة طرق تضيق بأهلها طيلة أيام السنة...أين ستجرى منافسات الزوارق الشراعية و التجديف؟ بصهريج السواني على ما أظن، هل بهذه المرافق سننافس مدريد و اسطمبول و دبي؟

قد يقول قائل أن الترشيح سيكون لسنة 2024 و أمامنا 10 سنوات لتوفير كل ما يحتاجه التنظيم، وأقول أننا خسرنا تنظيم كأس العالم لثلاث مرات بسبب هذه العقلية. فعندما كان منافسونا يقدمون تجهيزات واقعية كنا دائما نقدم الماكيطات و المجسمات التي تصلح "قشاوش عاشورا"..وإذا كنا نراهن على الوقت لتأهيل مدينتنا فهل ستجمد باقي المدن التي تسبقنا بسنوات ضوئية ومشاريعها وتنتظرنا حتى نجهز؟

إن تنظيم الألعاب الأولمبية بمكناس يتطلب بناء مدينة أخرى اسمها مكناس 2 ولا أظن أن 10 سنوات كافية لذلك. لقد فشلنا في بناء منتزه صغير بالرياض، فشلنا في إيجاد حل للاختناق المروري بالهديم و روامزين، فشلنا في تتمة مشاريع صغيرة كحدائق و منتزهات خضراء و نافورات. فشلنا في توفير خدمات طبية محترمة بالمستشفيات...حتى المعرض الدولي للفلاحة باتت مدينة مكناس تختنق أيام تنظيمه مع تزايد عدد المشاركين سنة بعد أخرى، وباتت عيوب التنظيم تظهر مع توالي الدورات ،فكيف بحدث ضخم من حجم الألعاب الأولمبية؟

ألا يستحق كل مكناسي أن يطالب أصحاب الفكرة باعتذار على جعله موضوعا ومادة دسمة للسخرية بسبب الترشيح؟ بالتأكيد سيكون قبول تقديم الاعتدار سيكون أهون علينا من قبول تعليقات اﻹحتقار إن استمر هذا الترشيح المهزلة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خ.أبو نزار
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-08-12 19:18:18

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك