آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس تُنادي بالتغيير... في مجلس الجماعة!!

مكناس تُنادي بالتغيير... في مجلس الجماعة!!

مكناس مدينة يطيب فيها الصمت، وتتشعب فيها ممرات الكولسة، ويتوالد فيها النسيان السريع بمتوالية ادفع !! فبعد ضجة الإطاحة برئيس جماعة مكناس (القيام والتصفيق والتهليل...)، يسود في الحقل السياسي بالمدينة الارتياب والتشكيك من أي تغيير يتأسس على الحكامة، وليس على التبعية (السياسية) والاستنساخ الرديء لما مضى من ارتفاقات أغلبية فاشلة، وفاقدة للمشروعية والجدية. 

تشيع أخبار لوائح مفبركة بالقصف والقصف المضاد، وباستعمال كل الأسلحة الرديئة في عالم مكر السياسية، والآتية من مدخرات زمن (حفر لي نحفر ليك). لكن (طبخة) الحلول ستأتي حتما من حطابي سياسي الليل بالمدينة. فالحلول النهائية تُطْهى على نار مهيلة وبلا دخان، وتعيش في المنطقة الظل الرمادية، قبل تقديمها لفوضى الزوبعة النهائية. وحركة (الهضاضرية) بالمشادات الكلامية، والتي لا تعني الساكنة ولا المدينة، بل تبقى حسابات نخبوية وسياسية غير ناضجة وفجة. 

 اليوم مكناس باتت تحاسب مثل أصحاب الأعراف (لا هي مطلقة ولا هي مزوجة). في حين أن (البلوكاج الثاني) قد يبقى ساري المفعول، إذا لم تكن هنالك حلول إجرائية عادلة ومستديمة، تواكب المرحلة المفصلية التي تمر منها المدينة. فخدمة الساكنة بالقرب والأولويات يجب ألا تطغى عليها التكتيكات السياسية، التي تؤثر بالسلب على فعاليات الأداء والأثر، من تم مكناس تنادي بالتغيير !!! 

اليوم المدينة تبحث عن الجدية التي دعا إليها الملك محمد السادس. تبحث عن الصرامة، والكفاءات وتغليب المصالح العليا للمدينة على الانتهازية الذاتية، والمآرب الشخصية، والعائلية الضيقة. مكناس تبحث عن مكتب يتكون من نخب سياسية تتسم بالوطنية والجودة، وتهتم بمستقبل المدينة. نخب واعية ومسؤولة أمام الحكامة، وتمتلك سلوك الديمقراطية التشاركية.

مشكلات مكناس لا تتحدد في نموذج الفعل السياسي المتردي، والفاعل السياسي الوصولي، ولا في نمو غياب الثقة في مكونات الجماعة، بل في نزوح مكونات الفاعلين السياسيين بالمدينة عن ماهية الفكر السياسي، وأهداف الديمقراطية التمثيلية بمجلس الجماعة، وغياب تطبيق فصول الحكامة. فبين بروز النفعية والوصولية يتم ارتهان زمن مكناس (على شفا جرف هار/ قرآن كريم) قابل للانهيار في أي لحظة ممكنة (نموذج استقالة الرئيس). ففي ظل غياب الشفافية والمكاشفة التامة وتحكيم النص القانون، ستبقى مكناس تَسْتَغُرفُ حُلُولَها من العُرف التوافقي (قضي وعدي)!! ومن منطقة سياسة المُرجئة السلبية، والتي لا تقدر على مناولة نداء فعل التغيير بالترديد والصفير !!!

لنفترض أن رئيس مجلس جماعة مكناس كان (ما فيه ما يَصْلاَحْ !!). بالمقابل، هل مكونات وتشكيلة مجلس جماعة مكناس فيها ما (يَصْلاَحْ ) بالشامل والتمحيص الدقيق بالفرز الممل !!؟ هل أنماط من مكونات المجلس تقتل فعل (التغيير) نحو (أنا ومن بعدي الطوفان)؟ أم أن هنالك استثناءات ناجية من التدافع الانتحاري في اختيار الرئيس والخلف والعيش في منطقة الظل المريحة؟ قد يتساءل الجميع بسؤال ماكر: من له المصلحة العليا في استقالة الرئيس مكرها ؟ من له المصلحة في الدفع بكل قواه لتحييد الرئيس عنوة ؟ وما هي المشاكل الكبرى التي تستوجب الوصول إلى حد الإقالة وسحب الثقة : هل هو الفساد المالي، الإداري، أم سوء في التدبير والتسيير؟ 

بحق هي أسئلة استفزازية واستنكارية، وحين تُقلبها تسقط حتما في فخ الانحياز أو الانزياح عن المعيار الديمقراطي وأسس الحكامة. لكنا نُعْرب أمانة ونكرر نحن لسنا ضد زيد في الكر، ولا ضد عمرو عند الفر !! بل نحن نستوثق الحقيقة بالتفكيك، ونترك للقارئ استخلاص النتائج وبناء الرأي السديد، فيما يدور من أحداث بمجلس الجماعة، ولما لا حتى فَهْمِ (اطْبيقَة الخُبز الغَّامَلْ !!) من داخل الكواليس في انتظار (اسم السيد الرئيس).

من الحياد التام، أن الزمن السياسي وكذا التنموي يضيع بمكناس بتنامي الخلاف والاختلاف والتطاحن، وتزداد قسوة اللعنة بعدها على سياسي المدينة. تزيد المدينة نكوصا عن الثقة في الفعل السياسي وحلم تجديد التغيير. يضيع كذلك الزمن السياسي حتما وتضيع معه (بِالعَرَّامْ) تنمية التمكين والبناء. يضيع التخطيط للمستقبل، وجدوى الحلم. تضيع المدينة الذكية الخضراء والطرق المريحة في السير والجولان. تضيع نظافة المدينة والنقل بمستويات الكرامة وعزة المواطن المكناسي. تضيع منصات العمل والشغل والصحة ... تضيع السعادة وجودة الحياة بالمدينة. 

مكناس ليس بحاجة إلى (شَدِّ الحبلِ) وتفصيل الحلول السياسية من طرف حطابي (حفر) الليل الأشداء. مكناس في حاجة تامة إلى نوع من شرف حكامة الاحتكاك والتدافع الذي يُغيب الغرور، والأنانية ، والإقصاء والاستئصال. مكناس في حاجة إلى المساءلة والمحاسبة (وَلِي فَرَّطْ يَكَرَّطْ) !!! 

مكناس، لا ولن تسمو بالرئيس (الشرفي) زينة وبروازا فضيا بمجلسها الموقر، ولا بكل مكونات مجلسها في ظل هذا التباعد القاتل(تناحر الإخوة الأعداء في نفس الفريق السياسي !!!)، وصناعة طبخة تساوي (سِياسَة َطجين ْخَرْدُولَة). فالمدينة في حاجة ماسة إلى نفض غبار سياسة التقادم. في حاجة إلى استيفاء هندسة ترديد نداء التغيير !!

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2024-10-18 23:56:26

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك