تفاصيل اكتشاف أقدم مجتمع زراعي بشمال غرب إفريقيا بمنطقة واد بهت بضواحي مكناس

بحسب دراسة نُشرت في المجلة الإنجليزية المرموقة Antiquity، فإن هذا الاكتشاف يقدم رؤى جديدة حول استيطان منطقة المغرب الكبير خلال الألفيتين الرابعة والثالثة قبل الميلاد، مما يعزز فهم الدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة في تاريخ البحر الأبيض المتوسط.

أظهرت الحفريات وجود مجتمع زراعي واسع يمتد على مساحة تقدر بعشرة هكتارات، وهو مشابه في حجمه لمدينة طروادة الإغريقية في العصر البرونزي المبكر. وقد تم العثور على أدلة تؤكد تدجين النباتات والحيوانات، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأدوات الأثرية مثل الأواني الخزفية المزخرفة، والفؤوس المصقولة، وأدوات الطحن، وأنواع متعددة من الأدوات الحجرية.

كما كشفت الحفريات عن عدد كبير من حفر التخزين والمخازن العميقة التي استخدمت على الأرجح لحفظ المواد الزراعية. وتشير الأدلة إلى وجود روابط تجارية وثقافية قوية بين هذا المجتمع ومواقع أخرى معاصرة في شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث تم العثور على قطع من العاج وبيض النعام، مما يدل على وجود اتصالات عبر مضيق جبل طارق بين إفريقيا وأوروبا.

وذكرت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في بيان أن هذا المجتمع الزراعي المكتشف يمثل أكبر وأقدم مجمع زراعي في إفريقيا خارج وادي النيل، ويغطي مساحة تقارب عشرة هكتارات. كما أشارت الوزارة إلى أن الاكتشاف يعزز فهمنا لتاريخ استيطان المغرب الكبير ودوره المهم في البحر المتوسط.

يُعتبر هذا الاكتشاف نتيجة لمشروع دولي متعدد التخصصات بدأ عام 2021، بالتعاون بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث المغربي، والمعهد الإيطالي لعلوم التراث الثقافي، ومعهد ماكدونالد للأبحاث في الآثار بجامعة كامبريدج، والمعهد الإيطالي للشرق الأوسط والأقصى.