لتغطية العجز المائي التي تعاني منه جهة فاس مكناس.. مشروع ربط الجهة بمحطات تحلية مياه البحر قيد الدراسة

ويواجه الحوض المائي لسبو، المصدر الرئيسي للمياه بالجهة، استغلالا مفرطا لموارده الجوفية، لاسيما شبكة طبقات المياه الجوفية بفاس-مكناس، التي تمثل لوحدها 50 في المائة من العجز الوطني في المياه الجوفية.

ويدفع هذا الوضع، الذي تفاقم بسبب موجات الجفاف المتكررة والطلب المتزايد على المياه المرتبط بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، السلطات إلى البحث عن بدائل لتأمين المستقبل المائي بالجهة.

ووعيا منها بالطابع الاستعجالي للوضع، أطلقت وزارة التجهيز والماء طلب عروض دولي من أجل دراسة جدوى مشروع للتزويد بالماء الم حلى.

وتفرض تحلية مياه البحر نفسها كحل واعد ينضاف إلى الموارد الموجودة ومواجهة الندرة المتزايدة للمياه بالجهة، التي تعرضت فيها المياه الجوفية إلى استنزاف شديد.

وعلى الرغم من أن حوض سبو المائي يوفر 1.11 مليار متر مكعب في السنة من المياه الجوفية القابلة للاستغلال (28 في المائة من الإمكانات الوطنية)، إلا أنه لم يعد قادرا على تلبية الاحتياجات المتزايدة للجهة التي تعاني من عجز مائي بلغ 136.9 مليون متر مكعب في السنة في سنة 2018.

وتركز الدراسة، التي تمتد إلى غاية 2050، على سيناريوهات مختلفة لضمان إمداد مثالى بالماء مع الحفاظ على الموارد الحالية. وتهدف، على وجه الخصوص، إلى تلبية 100 من الحاجيات من المياه الصالحة للشرب والصناعية والسياحية لفاس ومكناس، مع استكشاف الحلول الممكنة لتجديد المياه الجوفية المستغلة بشكل مفرط.

وتشمل الدراسة المناطق الحضرية والقروية والسياحية لفاس ومكناس والمراكز المرتبطة بها، من خلال تحليل مختلف الخيارات الممكنة للتزويد بالماء، لاسيما الربط بين السدود وتوسيع محطة التحلية بالرباط، وإنجاز محطة جديدة للتحلية على الساحل الأطلسي.

ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه الدراسة في تحديد الحل الأنسب لضمان المستقبل المائي بالجهة. كما ستمكن من تحديد الحاجيات المائية بالنسبة لكل منطقة ولكل سيناريو في أفق سنة 2050، وتحديد السعة المثلى للحلول المختارة، وتقدير تكاليف الاستثمار والتشغيل، وتحديد المواعيد النهائية للتنفيذ، وتحليل الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي لكل خيار.

ومن خلال هذه الدراسة، تهدف الوزارة الوصية إلى اقتراح مخطط يهم الإدماج الأمثل للحلول المختارة في المنظومة الحالية للتزويد بالمياه، من أجل ضمان تدبير مستدام وفعال للموارد المائية بجهة فاس-مكناس.