آخر الأحداث والمستجدات
بعد مرور تسع سنوات على إغلاقه.. فعاليات تطالب وزارة الأوقاف بالكشف عن مصير تحف المسجد الأعظم
أجرى موقع مكناس بريس، تحقيقا ميدانيا حول مجموعة من التحف النادرة التي كانت تزين معلمة المسجد الأعظم، المغلق منذ ما يزيد عن 9 سنوات بداعي أشغال الترميم.
وطالبت مجموعة من الفعاليات بالمدينة العتيقة بمكناس، في هذا التحقيق الاستقصائي الميداني، وزارة الأوقاف الشؤون الإسلامية، بالكشف عن مصير تحف المسجد الأعظم الذي شيد في قلب المدينة العتيقة بمكناس.
يتضمن المسجد الأعظم العديد من التحف النادرة، التي لا تقدر قيمتها بثمن، نظرا لكون تاريخ تشييده يعود إلى فترة الحكم المرابطي، وتم توسيع فضائه وإعادة بناء صومعته، وإجراء العديد من التغييرات على محرابه وأقواسه، وتجهيزاته، على مر جميع الدول التي تعاقبت على حكم المملكة، لعل أبرزها فترة المولى إسماعيل الذي اتخذ من مدينة مكناس عاصمة للدولة العلوية.
هذا الأمر دفع بالعديد من الفعاليات سيما المهتمة بتاريخ وتراث العاصمة الإسماعيلية، في أزيد من مناسبة، من قبيل الباحث علي زيان، إلى مطالبة الوزارة الوصية والجهة المكلفة بأشغال الترميم، بجرد كل الأشياء الأثرية القديمة والتدقيق فيها والوقوف على حالاتها وظروف حفظها والمحافظة عليها مع تنقيطها رقميا، ليتم إعادتها إلى مكانها الأصلي داخل المسجد بعد نهاية أشغال الترميم، التي استغرقت فترة طويلة للغاية بشكل يصعب استيعابه.
و وسط هذه النداءات والمطالب، انتشرت بمدينة مكناس مزاعم وادعاءات لم يتسن للموقع التحقق منها، بخصوص تعرض مجموعة من القطع الأثرية خصوصا القطع الخشبية والساعات الشمسية، للسرقة، في انتظار تقديم الوزارة الوصية والجهة المكلفة بعملية الترميم، توضيحات في هذا الشأن لتكذيب الاشاعات المتناسلة بقوة وسط ساكنة المدينة العتيقة، وبعض الفعاليات المهتمة بالتراث والمآثر التاريخية لمدينة مكناس.
وحسب الباحث علي زيان، فقد كان المسجد الأعظم، يزخر بعدة قطع أثرية، سيما المصنوعة من الخشب كالمنبر والكراسي العلمية، فضلا عن الساعات الشمسية والثريا الموحدية والنقائش والإسنادات وكذلك المزولة، إضافة إلى وضعية العنزة الاسماعيلية، وكل الزخارف والكتابات والنقوش الأثرية و قطع السقوف الخشبية المزخرفة و الزليج والشماشات الجصية بالمحراب و النافورة الرخامية وسط الصحن، متسائلا كذلك عن مكان تخزين هذه التحف، هل في وضعية سليمة تحافظ على استدامتها، وهل تم رفعها الأثري من طرف مختصين في مثل هذه التدخلات من علماء الآثار والاركيولوجيا المعمارية، مضيفا "وهل تم التعامل مع الخشب الاثري وفق المعايير الدولية التي توصي بها منظمة اليونسكو والمجلس الدولي للآثار ؟".
ويقابل هذه التساؤلات صمت الوزارة الوصية، التي لم تصدر أي بلاغ توضيحي في هذا الشأن للكشف عن مصير هذه التحف ومكان تواجدها وظروف تخزينها، بل ولم تقدم أي توضيحات بخصوص موعد انتهاء الأشغال وسبب استمرار إغلاق المسجد طيلة هذه الفترة التي تقارب 10 سنوات.
يذكر أن المسجد الأعظم ومكوناته الأثرية وعمارته الدينية، رصدتها العديد من المراجع والكتب التاريخية، من قبيل "إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس" للمؤرخ عبد الرحمان بن زيدان المتوفي سنة 1946.
وشيد المسجد الأعظم لمدينة مكناس، الذي يعد أحد أهم معالمها الدينية والتاريخية، في القلب المدينة العتيقة، على مساحة تقدر ب2700 متر مربع، "تقوم رحابه على 143 قوسا من الأساطين، ويحوطه أحد عشر بابا منها باب الحفاة ، وباب الحجر، وباب الخضارين، وباب سماط الشهود أو سماط العدول ، وباب الجنائز ، وباب الكتب..." وفق ما جاء في منشور من عشرات المنشورات التي خصصها الباحث علي زيان لهذه المعلمة.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2024-09-10 17:49:00 |