مجلس عمالة مكناس يواصل سياسته اللاتواصلية ويعقد دورة بعيدا عن الأضواء

وإذا كانت الولاية السابقة للمجلس، التي قادها المرحوم التهامي اللحكي، قد تميزت بالانفتاح على وسائل الإعلام وعلى المواطنين بشكل عام، من خلال الحرص على توثيق كل صغيرة وكبيرة، والمواظبة على نشر تقارير الدورات واستباقها بإعلانات ودعوات موجهة للفعاليات المحلية والعامة، تشعرهم بتاريخ انعقاد الدورات، فإن الولاية الحالية للمجلس تميزت بنهج سياسة التعتيم، الشيء الذي يتجسد في توقف الموقع الرسمي للمجلس عن العمل، وتوقف الصفحة الرسمية كذلك، وهو ما يجعل من معرفة أشغال وأنشطة المجلس مهمة شبه مستحيلة.

وحسب مصادر لموقع مكناس بريس، حضرت أشغال دورة شهر يونيو لمجلس عمالة مكناس، الذي يرأسه هشام قايد عن حزب الأحرار، بأغلبية مكونة من مستشاري حزب الاستقلال والاتحاد الدستوري، فإن جدول أعمال هذه الدورة، لم يخرج عن سابقاتها من الدورات، مشيرا إلى أن معظمه يتضمن نقطا تقنية وأخرى عبارة عن اتفاقيات ستكلف المجلس ميزانية مهمة، بعيدة كل البعد عن انتظارات واهتمامات ساكنة العمالة، سيما ساكنة الجماعات القروية التي تعاني الإهمال والتهميش، على عدة مستويات.

نفس المصدر أكد أن الوضع الحالي الذي يعيشه المجلس، والقرارات المتسرعة والارتجالية، التي بسببها غير المجلس مقره للمرة الثانية على التوالي في ظرف سنة واحدة، من ملحقة الإسماعيلية إلى مكاتب بلاص دارم، وأخيرا إلى مكاتب خاصة وسط حمرية، أثارت غضب واستنكار مستشاري حزب الإستقلال، مما دفعهم في أزيد من مناسبة إلى التلويح بمقاطعة الدورات، ما ينذر بحالة احتقان قد تدخل المجلس النفق المسدود.

هذا واعتبر نفس المصدر، أن المجلس بوضعه الحالي يعاني عدة أزمات، من بينها ضعف تمثيلية سلطات الوصاية، خلال أشغال الدورات، ففي الوقت الذي كان يحضر دوراته عامل عمالة مكناس، وبعدها الكاتب العام لعمالة مكناس، سجل خلال الدورة الأخيرة غيابهما معا، الشيء الذي يحمل بين طياته عدة رسائل وإشارات موجهة لمن يهمهم الأمر.