آخر الأحداث والمستجدات
مجتمع التحول من العبادة الى العادة
الخوض في موضوع تحول العبادة الى عادة عادية نمارسها فرديا او جماعيا ،هو فتح باب نسكت عن الحديث عنه طالما اننا نمارس اركان الشرع ونلتزم به، لما الخوض في امر يمكن للقارئ ان يبدي استغرابه منه ؟
قد علمتنا التجارب الحياتية ان امتلاك ناصية امر يتم بالعادة عند تكررها ،من تم ننتقل الى مرحلة نألف فيها فعل العادة ونمارسها "كروتين " بمتوالية لا نهائية لأنشطتنا اليومية
انه خطر العادة الذي يتربصنا في صلاتنا و صيامنا في نجوانا ...،خطر تنقلب فيه العبادة الى امر تلقائي الي (من الالة)، والنفس لا تحرك ساكنا ولا انفعالا شعوريا مع اداء العبادة بأركانها وفروضها وشروط ادائها.
فاذا كان الامر في شأننا الدنيوي يمكن القبول به ،فانه في امر العبادة من غير المعقول ان يصبح اداء الفرائض بشكل أصم وجاف يفسد أمر تقربنا الى الخالق عز وجل.
ان اعظم افة تلبسنا كرها هي افة تحول العبادة الى عادة وظيفية نؤديها بتمام اركانها وفروضها ولا تترك اثرا راجعا على انفسنا او سلوكنا المعاملاتي ،انه الامر الاخطر ،فقضية العادة نلحظها من ممارسة الصلاة فقوله تعالى:" اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ"العنكبوت:45. فالنص القراني جلي لا لبس فيه ولا يحتاج الى تأويل ، فالصلاة تنهى عن (الفحشاء/المنكر) لكننا نلحظ ان الفحشاء والمنكر استوطن بشكل اخطبوطي بين فئات شعبنا بمن فيهم من يقيم الصلاة في اوقاتها وبالمساجد –لا نعمم القول- من تم يجوز لنا القول ان العبادة (الصلاة) تحولت الى عادة . فمن بديهي القول ان الصلاة لو مارسناها عبادة لقربتنا من الله عز وجل ولنهتنا بالكف عن الفحشاء والمنكر امتثالا لقوله تعالى" إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ".
التحول بالعبادة من قيمتها الروحانية النفسية الى الالفة والعادة كتصريف يومي تدبيري نعتاد عليه فتصبح الصلاة ضمن الاستعمال اليومي لبرنامج العمل، والجمعة محطة اسبوعية -( ترف ديني ) - من تمفصلات البرنامج. ورمضان خطة سنوية يغلب عليه الطابع التسويقي بشقيه العبادي /الدنيوي ...،هنا يصبح الامر ينتقل من العادة الى المشكلة الدينية .واقصد بالقول هنا ان العبادة تنسحب من قيمتها الوجدانية الروحية التعبدية الى الفعل المتكرر الذي لا يضيف شيئا الى حياة الفرد او الجماعة ؟
ان قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع........". الشاهد في الحديث النبوي هو كلمة "مودع" انه الحل الذي يمكن ان يجر من الصلاة الى العبادات الاخرى بنفس القياسات و المناولات .
المودع هو الزاهد في الحياة ،والذي يضع نصب عينيه لقاء الرحمان بعد انقضاء الصلاة ،انها صلاة التي تقطع الوصل بالشؤون الدنيوية ،صلاة نستوثق من صحتها انها الدواء الامثل لتجنب الصلوات المحشوة بالوساوس والهواجس الدنيوية التي تركب عقولنا منذ التكبيرة الاولى لها....
البحث عن فك عقدة العادة الى عبادة اصيلة نمتلكه حله بين ايدينا ،فالعمل بتجديد غذاء الروح هو الفعل الاولي في الارتقاء بالعبادة الى مسلك الروحانية ....
الحلول كثيرة لا نقف عن حد في الاجتهاد فيها ،لكننا لا زلنا نسكن العادة ونبتغي العبادة ،فهل من مغير بديل ؟
الكاتب : | ذ.محسن الاكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-07-03 04:53:00 |