آخر الأحداث والمستجدات 

أبو علي يكتب : دعوات فايسبوكية للاحتجاج.. تَخلط بين مَشروعية القضية الفلسطينية وعمليات حماس

أبو علي يكتب : دعوات فايسبوكية للاحتجاج.. تَخلط بين مَشروعية القضية الفلسطينية وعمليات حماس

نشرت ما يسمى بالجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بيانا تَدعو فيه لتنظيم مسيرة احتجاجية بالرباط، تحت ذريعة “تأييد حركة حماس ومباركة صور القتل والاغتصاب والسحل التي نشرها جناحها العسكري بعد ما سمي بغزوة الطوفان”.

وما إن نشرت الجبهة المذكورة هذا البيان، حتى تَلقفه شيوخ وأتباع جماعة العدل والإحسان، الذين تَكلَّفوا وتَكفَّلوا بمهمة التعميم والإشاعة وحَشد النساء والرجال والأطفال، مع التلاعب طبعا بعبارات التجييش، التي تَنهل من العُروبة والدين، لدَغدغة مشاعر المواطنين واستدراجهم للمشاركة الجماهيرية في هذه المسيرة.

 

وإذا كان لافتا ومعروفا اسم الجهات التي تَقف وراء هذه الدعوات، والأجندات التي تتولى تصريفها إما بالأصالة أو بالنيابة، فإن الذي يبقى غير مَفهوم، ولا مُستساغ، هو هذا الإصرار المبالغ فيه على جَرِّ المغاربة بشكل مُمنهج ليكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.

 

فقد سَمحت السلطات المغربية لعَدد من الوقفات التضامنية مع قضايا فلسطين، أمام المساجد وفي الشوارع العامة، وأمام قُبة البرلمان، وداخل الهيئات المهنية، في وقت رَفضت فيه جميع الدول العربية الترخيص أو حتى قُبول التصريح لمثل هكذا مُظاهرات مُناصرة لحماس ولجَناحها العسكري.

 

ورغم كل هذا الهامش من الحرية في الاحتجاج والتضامن، لما يَربو من خمسة أيام، تُصر جماعة العدل والإحسان وجمعية أحمد وايحمان على جر المغاربة إلى الاحتجاج بمدينة الرباط، بطريقة غير شرعية ودون سَلك إجراءات التصريح القانوني، في سَعي غير بريء للتَّصادم مع إملاءات ومُوجبات حِفظ النظام العمومي.

 

فإذا كان الفلسطينيون أنفسهم مُنقسمون في الموقف من منظمة حماس، في الضفة الغربية وحتى في قطاع غزة، فلماذا تُطالب جماعة العدل والإحسان المغاربة بأن يَكونوا فلسطينيين أكثر من النَّابلسيين والمَقدسيين والغزَّاويين وغيرهم من أهل الخَليل وبيت لحم وغيرها.

 

أم أن جماعة العدل والإحسان وأحمد وايحمان وخالد السفياني يُريدون أن “يتطرف جميع المغاربة ويحملون أفكار ومخططات داعش”، من قبيل تلك التي وقَّعت عليها اللجنة العلمية لجماعة العدل والإحسان، والتي أجازت فيها -سواء بالمُباركة أو السُّكوت- عمليات استهداف وتَصفية اليَهود سواء داخل فلسطين أو خارجها.

 

لقد تَربَّى المغاربة على الاعتدال والوسطية والتسامح، مثلما نَشؤا أيضا على مُناصرة قضايا فلسطين، لكن بالعقل والرَّوية والقلب، بعيدا عن خطابات الشَّعبوية والتجييش والأفكار الداعشية المُتطرفة التي تُريد جماعة العدل والإحسان أن تَسوقنا إليها مثلما اعتادت أن تَسوق فُلول المُريدين إلى حُسينيات قَومتها المَفضوحة

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : برلمان.كوم - بقلم أبو علي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-10-11 20:05:02

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك