الشيشة بالعلالي في فضاءات مكناس خلال ليالي رمضان

فبالرغم من الحملات الأمنية التي عرفتها المدينة قبل أسابيع، إلا أن فضاءات الشيشة تأبى وتصر إلا أن تعود لنشاطها بوثيرة أكبر من السابق، وذلك لكون الحملات الأمنية تظل خجولة ولا تؤدي دورها بفعالية، بحيث لا يمكن القضاء على هذه الآفة التي تفسد الشباب وتحرض على الفساد وتدمر صحة مستهلكيها بمجرد حملة يتم فيها حجز عشرات قنينات الشيشة دون اتخاذ تدابير وإجراءات أخرى، خصوصا وأن الشرطة القضائية تستند على قرار ولائي يخول لها محاربة هذا المعضلة.

فزيادة على المقاهي والفضاءات المعروفة بتقديمها لهذه المادة، تفتح مقاه أخرى أبوابها لتناول الشيشة بكل علنية ودون أي حرج، فيما تكثر حركة الفتيات والشبان الذين يجدون في ذلك فرصا لخدمات أخرى، كما أن بعض الفضاءات تضيف إلى ذلك خدمات موسيقية بمكبرات صوت مرتفعة أو أجواق صغيرة تثير الضجيج والصخب بين السكان، ومن بينها فضاءات لا تبعد عن المساجد، فتنافس مكبرات التكبير وصلوات التراويح، بينما تنتشر روائح الشيشة كدعاية مجانية لتواجدها بالقرب منك. كما يحدث بإحدى الفضاءات خلف محطة الأمير عبد القادر، وإحدى المقاهي بالقرب من مقر اتصالات المغرب، وأخرى بشارع نهرو، وعدة مواقع خصوصا بوسط المدينة. وقد صارت هذه الخدمات في متناول الجميع نظرا لكثرة أوكارها وتعددها بالعاصمة الإسماعيلية.

فهل من سياسة واضحة وجريئة للقضاء على هذه الآفة التي لا تخفى مصائبها الاجتماعية والدينية والصحية على أحد؟ ليس فقط خلال شهر رمضان المبارك، بل يحتاج الأمر لتعامل جاد وصارم طيلة السنة للقضاء النهائي على معضلة جديدة ودخيلة اسمها "الشيشة".