آخر الأحداث والمستجدات
فقيد مكناس الحاج حميد لحلو.. قصة مقاوم أسس النادي المكناسي وعايش ثلاثة ملوك
ولد حميد لحلو أو كما يحلوا للمكناسيين أن يلقبوه «باسيدي»، في 13 يوليوز 1927 بمدينة مكناس تحت نير الاستعمار، وكغيره من أبناء المغرب البررة الذين عايشوا ويلات تلك الفترة، التي جعلت منهم بالفعل والقوة رجالات المقاومة الوطنية.
تشكلت شخصية «باسيدي» انطلاقا من دراسته بجامعة القرويين فاس التي جاور فيها المرحوم علال الفاسي، بكل ما يحمله من نزوعات نحو المقاومة، الأمر الذي كان سببا في انخراطه دون تردد في صفوف الحركة الوطنية، ليتم تكليفه بعد ذلك كمشرف على صندوق المقاومة بمكناس.
ومع توالي الأحداث، اشتد الصراع مع المستعمر وقد بلغ مداه، حيث أقدمت السلطات الفرنسية أنذاك على اعتقال " الحاج حميد " ونقله إلى ثكنة عسكرية تتواجد في منطقة بين الحاجب وأغبالو بإقليم خنيفرة، وذلك قبل يومين من نفي السلطان الراحل محمد الخامس في 20 غشت 1953 إلى مدغشقر.
وبعد مرور حوالي ثلاث سنوات على نفي السلطان الراحل محمد الخامس تمكنت المقاومة من فرض شروطها على المستعمر، وذلك بإرجاع السلطان الراحل إلى عرشه وشعبه، وعلى إثر ذلك خصص المغفور له استقبالا خص به أعضاء الحركة الوطنية التي كان الحاج حميد لحلو أحد أعمدتها الذين تشرفوا بلقاء السلطان الراحل محمد الخامس.
وبعد بزوغ فجر الاستقلال، بدأت مسيرة « الحاج حميد » في التنمية ومجال المال والأعمال، وهي المسيرة التي انطلقت – بشهادة من جاوروه عن قرب - كتاجر بالجملة مع والده الذي كان تاجرا و فلاحا إلى أن أصبح الحاج حميد لحلو رجل أعمال.
الحاج حميد لحلو لم يكن رجل مال وأعمال فحسب، بل كان « مواطنا ملكيا حتى النخاع، ومغربيا حتى الثمالة »، ناضل مع السلطان الراحل محمد الخامس وأكمل المسيرة مع الملك الراحل الحسن الثاني، واستمر على نفس المنوال مع الملك محمد السادس، حيث كان من بين الشخصيات التي حظيت باستقبال من جلالته بعد زيارته الأولى لمدينة مكناس مباشرة إثر اعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه في 31 يوليوز 1999.
اهتمامات الحاج حميد لحلو لم تكن تنحصر في المال والأعمال، بل كانت له اهتمامات أخرى من أبرزها دعم مدينته الأم مكناس، من خلال تأسيس فريق النادي المكناسي سنة 1962 وتقديم الدعم اللازم للفريق الذي تولى رئاسته وفاز تحت قيادته بكأس العرش سنة 1967.
كما سبق للحاج حميد لحلو الانخراط في جمعيات المجتمع المدني والجمعيات المهنية، من خلال رئاسته للعديد من الجمعيات مثل:
الجمعية الوطنية لصناعة زيت الزيتون (ANOMAR) و(FICOPAM) والفيدرالية المهنية لتعليب الزيوت والمنتجات الغذائية (FNM) والفيدرالية الوطنية للمطاحن.
وبالرغم من أنه بلغ مراتب عليا في عالم المال والأعمال، وأصبح أحد المشهورين على الصعيد الوطني، فإنّ الحاج حميد لحلو ظلّ وفيا لمدينته مكناس ولوطنه الذي لم يدخر في سبيله جهدا سواء بالمال أو الجهد، وخير مثال على ذلك مساهمته خلال جائحة كورونا بمبلغ 100 مليون سنتيم.
رحل الحاج حميد لحلو « باسيدي » في 11 من شهر ماي 2023، تاركا وراءه إرثا تاريخيا ونضاليا ووطنيا سيبقى خالدا خاصة في ذاكرة ساكنة مكناس الذين حجوا وبكل عفوية في مراسيم جنازته، حيث وري جثمانه الثرى بمقبرة سيد الشريف الوافي بمكناس.
الكاتب : | حفيظ الصادق/le360 |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2023-05-27 10:48:23 |