آخر الأحداث والمستجدات
سلوكات بسيطة لكنها مؤثرة في علاقة التلاميذ بالتعلم
مع بداية كل عام دراسي جديد، تعود الطقوس الخاصة في الاحتفاء بهذا الموسم، حيث تمتزج أجواء من الفرح والبهجة البادية على محيا الأطفال والتلامذة لحلول الموسم القرائي والدراسي الجديد، موازاة مع كثرة التفكير التي تسيطر على الأسر وأولياء الأمور المرتبطة أساسا بالكلفة المادية ومصاريف الكتب والأدوات المدرسية وكل المستلزمات التي تتطلبها محطة تجديد العهد بالعام الدراسي، على الرغم من أن الدولة في شخص مؤسساتها قامت بجهود جبارة للتخفيف من أعباء هاته الكلفة بتدابير وإجراءات عديدة من قبيل المبادرة الملكية مليون محفظة والنقل المدرسي والدعم الاجتماعي وبرنامج تيسير. وهي معطيات وحقائق لا ينكر رمزيتها وأهميتها إلا جاحد، حيث تعتبر من التحفيزات المشجعة على الإقبال على التعلم بروح إيجابية و رغبة دافقة للتحصيل وتحقيق نتائج مرضية.
بيد أن هناك إجراءات وسلوكات، قد تبدو للبعض هامشية أو غير ذات نفع، لكن المتأمل فيها سيدرك مغزاها وفوائدها في تحبيب التحصيل الدراسي لهم وترغيبهم للنهل والإقبال على كل ما يتصل بالتعليم بصلة، لما فيه مصلحتهم ومصلحة الوسط والمجتمع الذي ينتمون إليه. وبالتالي يتوجب على أولياء الأمور وكل متدخل في العملية التربوية ترسيخها والأخذ بها في علاقتهم مع أبنائهم وبناتهم. وتتجلى أبرز هاته السلوكات في:
تفادي إظهار أولياء الأمور لمشاعر التذمر والتشكي من كلفة اقتناء الكتب واللوازم أمام الأطفال لأن من شأن ذلك تمرير الشعور بالإحباط والنفور و تمرير رسائل سلبية منذ البداية، مما يؤدي إلى تبعات نفسية وقيمية وسلوكية غير محمودة وغير مرغوب فيها،
الأخذ بيد الأبناء والحرص ما أمكن على تلبية احتياجاتهم المدرسية الضرورية في حدود الإمكانيات المتوفرة، وحتى إذا تعسرت الأمور فهناك بدائل أصبحت متاحة يتوجب فقط طرق أبوابها، وكثيرا ما لا ينتبه لها البعض إما بسبب اللامبالاة أو عدم الاهتمام بمصلحة الأبناء أو غياب أي تتبع لمسارهم واحتياجاتهم الدراسية،
الانخراط مع الأبناء في العمليات القبلية لما قبل انطلاق الدروس الصفية، من قبيل ”تغليف وتجليد الكتب "، وقبلها انتقاء واقتناء الأوراق والدفاتر وتتبع التوجيهات والتعليمات التي زودهم بها المديرون والأساتذة. فإذا كان كثيرون تستهويهم الأجواء العائلية أثناء التجهيز لحقيبة المدرسة وعيش أجواء تغليف الكتب والدفاتر و وضع طوابع الأسماء عليها بغبطة وحبور و تقاسم للأدوار والمهام وتملك ما تتيحه من تقنيات ومهارات كأخذ القياسات المناسبة والتقطيع واللصق وغيرها، فإن عينة لا يستهان بها لا تلقي بالا لمثل هاته التفاصيل والجزئيات الهامة. وأقصى ما تستطيعه إلقاء اللوم على الآخرين والأغيار. وأنهم سبب تعاستهم ونفور أبنائهم من التحصيل الدراسي وتردي نتائجهم،
مرافقة الأبناء من وإلى المؤسسات التعليمية من حين لآخر ، يعزز فيهم الثقة بشخصهم، ويغرس الثقة والأمل في نفوسهم، ويرسخ لديهم القابلية للتمدرس وتحمل عبء المسير والذهاب والإياب من وإلى المؤسسة التعليمية.
تشجيع الأبناء في مراحل مبكّرة على إيلاء الأهمية القصوى للدراسة من خلال تشجيعهم، ولما لا تحفيزهم ومكافأتهم من حين لآخر في حال التزامهم بواجباتهم المدرسية بالكيفية المناسبة والوقت المناسب، وقيامهم بالإعداد القبلي للدروس والمقررات...
وخلاصة القول، فقد بات من غير المقبول رمي عبء التمدرس على المدرسة وحدها، بل صار مسلما أن الاهتمام بكل تفاصيل تمدرس التلاميذ هي مهمة الأهل والأسرة معا، فلكل منهما واجبات اتجاه المتعلم (ة) ، والتي قد تكون مصيرية في توجيهه (ها) وتشكيل شخصيته إن سلبا أو إيجابا، فتجعله (ها) بالتالي يقبل على الدراسة شغوفا بها أو يبغضها و ينفر من كل ما يأتي منها، والنتيجة يعرفها الجميع .
الكاتب : | اسماعيل قرقيو، الحاجب |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2022-09-17 11:43:01 |