تعزية في وفاة العارف بالله سي عبد الرحمان الركراكي معلم قيد حياته بمدرسة الفتح الحرة التاريخية بحي الزيتون

هم بحق رجال شامخين من حي الزيتون الذين تربينا على أيديهم الفقه والحديث وترتيل القرآن والقيم الأخلاقية، ورسم الحروف والكتابة. هم من حملة القرآن الكريم والترتيل. هم بحق من أسياد القراءات القرآنية المغربية الأصيلة بامتياز.

الموت يخطف رجلا ورعا، رجلا خطيبا، رجلا لا يفارق لسانه الذكر والعرفان الرباني. رجلا كان (رحمه الله) ناصحا نصوحا. الموت يغيب علينا وجها ألفناه في مدرسة الفتح الحرة التي أنشئت سنة (1946) بحي الزيتون. الموت يغيب عنا رجلا كان (رحمه الله)، يحمل أناقة في لباسه، أناقة في فكره الدعوي والتبليغي، وفي نمط تفكيره. الموت بحمد الله وتسبيحه قبض على روح سيدي عبد الرحمان الركراكي(رحمه الله). فرحمة الله الفسيحة على روح  سي عبد الرحمان، الذي فرحت به الدنيا حين زينها  بعلمه وأدبه وأخلاقه. نسأل الله أن يجعل قبره نزلاً فسيحًا من الجنة، يسكنه إلى حين الموعد الأكبر. 

من حُسن الصدف الايجابية والتي أفرحتنا، قبل ثلاث أيام من فقد سي عبد الرحمان الركراكي(رحمه الله) . حديث دار بيني وبين ابن الحي السيد عبد الصمد البلغيتي حول مدرسة الفتح الحرة بحي الزيتون، والتي سيتم تمرير بيعها عبر مزاد علني قضائي. تذكرنا من خلال هذا الحديث المطول والذي حضره السيد هشام القايد رئيس مجلس عمالة مكناس، تاريخ ناس حي الزيتون، اقترحنا عيادة السيد عبد الرحمان (رحمه الله) على أن نحدد معه موعدا لأجل لقاء مفتوح مع رئيس مجلس عمالة مكناس. كنا نأمل، والأمل على الله أن يعزز(المرحوم برحمة الله)  تواجدنا بمكتب رئيس مجلس عمالة مكناس في الترافع عن تاريخ مدرسة الفتح الحرة،  باعتباره كان ركيزة من ركائز معلمي تلك المدرسة الوطنية. باعتباره (رحمه الله) كان وجها (مهيبا)، مؤطرا لعدة أجيال.  كان في حياته ومماته يحترمه الجميع، ويعزونه( فرحمه الله تعالى عليه).

هي الذكرى التي أبى فيها عبد الصمد البلغيتي مخاطبتي عبر الهاتف، وهو ينعي لي بدمعة خبر وفاة سي عبد الرحمان الركراكي (رحمه الله). فإلى أسرته الصغيرة، والكبيرة نُقدم التعازي الراضية بقضاء الله وقدره في أصل من أصول حي الزيتون. نقدم التعازي  إلى كل من درس على يديه ولكل معارفه. نقدم التعازي برحمة الله تعالى، وإنا لله وإنا اليه راجعون.