آخر الأحداث والمستجدات
مجلس جماعة مكناس : بين القطب الثابت في التسيير، والقطب المتحول في الهندسة
قد نقتنع أن دورة أبريل الاستثنائية أفاضت كأس الحكم بالقول: أن مجلس جماعة مكناس ليس بألف خير. نعم، هنالك مناوئات داخلية، وأخرى موثقة (عريضة) رُفعت إلى أعلى السلطات الترابية بمكناس، هنالك شتات متكامل العناصر !!! من سبق حكم القيمة القول: بأن مجلس جماعة مكناس يعيش التدافع الداخلي والخارجي، ويوظف قطبين فقط في صناعة سياسة المدينة التمثيلية.
لكن، نعود ونقول: لا خوف على الرئاسة من انقلاب أعضاء (الشتات)، ولا من التحالف. لا خوف عليها مادامت أسيرة اقتسام التسيير مع القطب الثاني" فإن يرضى عليك القطب الثاني، فلا خوف عليك ". نعم، مكناس هي المدينة التي تُسير بقطبين، فيما القطب الثاني يمتلك سلطة (الحل والعقد) و يداوم على تفعيل الخبرة، ويضمن التصويت بالأغلبية المريحة. وقد يكون قادرا على أن يضمن حتى تصويت (المَرَّة )على النقاط الكلية، وبدون نقاشات، ولا نقاط نظام فضفاضة، و(كفى المجلس شرَّ النقاشات الفضفاضة، والتهامز بالألفاظ، و(التشيار) الخطير !!!
قد نلمح أن هنالك ضغط على ألسن أعضاء بعينها، كانت إلى وقت قريب تنطق بالحق، وبتمييز المصلحة العليا للمدينة، وتُحمي مسؤوليات النقاشات الرزينة. قد نلحظ أن مكونات الأغلبية باتت تمارس سلطة (وحدة) التفكير الجمعي على أعضاء كانوا إلى وقت سابق لسان المدينة وفاضحي (زعلوك المدينة الحار). اليوم باتوا ضمن عدد الأغلبية (الموافقة). ويُمارس عليهم الضغط الموازي، و يُسحب منهم حتى الرأي المخالف، و(طُول) اللسان في النقاشات، ولما حتى إمكانية (ردم ) نقاط مستفزة بالوأد أو التأجيل.
في الضفة الأخرى، وبما نصطلح عليه فرق المعارضة، فهي كفيفة حسابات، وإسقاطات سياسية وطنية (بين الأحزاب المشكلة لها بالوضوح العلني داخل المجلس). و قد لا يجمع زيد بعمرو إلا في رفع التشكي (الصامت في ساحى فسحة قاعة الجلسات)، أو في التوقيع على العرائض (بمختلفة التيارات). معارضة لم تقدر لما يوازي عن نصف السنة من توحيد صفوفها، وإبداء الرأي الواحد داخل جلسات المجلس، وترك الخلافات الحزبية الوطنية في الهامش لصالح المدينة والساكنة.
نعم، التنسيق بين ما نصطلح عليه أحزاب المعارضة بات ملحا وممكنا في ظل لغة وممارسات (أحزاب الشتات) التي تطبع دورات المجلس. التنسيق بات فرض عين لا فرض كفاية، مادامت مجموعة من القرارات تمرر بالأغلبية، وبثلاث أيد رافضة ومعارضة.
انتهت دورة أبريل الاستثنائية وهي تحمل سفسطة سياسية مقيتة بالإقناع من القطب الثاني، وضغط الصمت (الموافقة) على أعضاء من مكونات المجلس المتنطعة بالرأي السديد. انتهت وربح القطب الأول الرهان (الكلي) بالتصويت على كل النقاط (المُشكلة). انتهت بهندسة من (هارون) الأفصح لسانا وخبرة للموافقة على نقاط الخلاف بأريحية !!!
هي دورة أبريل الاستثنائية التي أبانت أن التوافق بين القطبين (الأول والثاني) بات متكاملا يغني عن الكل !!! انتهت بكبح ألسن ناطقة بالحق، حتى ولو بحديث الهاتف الموجه في ساحة الدورة (صه/ اصمت وارفع يدك عند التصويت) !!! كنا نأمل أن يكون العمل داخل مجلس جماعة مكناس عملا ديمقراطيا تشاركيا. كنا نأمل أن تخرج المدينة بالوجوه الجديدة والقديمة الجريئة من لجان (الكولسة) والتوافق على (قضايا مكناس الكبرى) منتصرة للمدينة والساكنة فقط. كنا نأمل أن تبقى ألسن التغيير بالمدينة حاضرة بقوة، وتمارس دورها السياسي والاجتماعي بالمدينة، وبلا ضغوطات من رئاسة أي فريق !!! كنا نأمل بالعمل الاستراتيجي داخل مخططات نقاط دورات مجلس جماعة مكناس، لا تلك النقاط المشتتة، والعمل الارتجالي قبل تسطير برنامج عمل الجماعة (2022/2027) التعاقدي.
كنا نأمل بحق سياسة القرب، وتشغيل الأولويات بدل ترحيل مرافق حيوية من المدينة، تحمل الصفة الاجتماعية قبل الاقتصادية. كنا نأمل من الذي (يشطح خارج جلسات المجلس) أن يكشف عن وجهه للعموم، ويقول (لا) عند التصويت، دون أن يفر خارج القاعة ويمارس دور (الدون كيشوت) في فن السياسة السلبي، والمراوغة المقيتة، وحديث الطواحين الهوائية.
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2022-04-07 14:18:46 |