آخر الأحداث والمستجدات
يوم دراسي بمكناس حول موضوع : "قراءة في الاعتراف الإسباني بمقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية"
لقد كانت الدولتان الجارتان ؛ المغرب وإسبانيا دائما وأبدا حريصتان على أن تجعلا علاقاتهما علاقات تعاون وتعاضد وتشارك وحسن جوار بين بلدين وبين قارتين تجمع فيما بينهما مصالح اقتصادية وجيوسياسية وتاريخية مشتركة ، إيمانا منهما بأهمية هذه المصالح وبضرورة العمل جنبا إلى جنب من أجل ترسيخها وتقويتها.
ولقد انطبعت هذه العلاقات بنوع من الفتور خلال السنة الماضية ، حيث بلغت إلى درجة كبيرة من الخطورة وتسببت في تعطيل قنوات التعاون والتواصل بين الطرفين ، إلا أن المتتبعين للأحداث والعارفين بطبيعة وكنه العلاقات بين البلدين كانوا على علم اليقين بأن هذا الخلاف لا يعدو أن يكون سحابة صيف عابرة ، حيث إن متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية والتاريخية ومتانة العلاقات في مجال الصيد البحري والسياحة كانت كلها عوامل تدل على أن العلاقة ستعود إلى طبيعتها وأن الخلل سيعالج والأمور ستستقيم.
ولعل الموقف السياسي الأخير بتاريخ 16 مارس 2022 والذي لم يكن مفاجئا بالنسبة للمحللين والمختصين ، يؤكد عودة الديبلوماسية الاسبانية إلى جادة الصواب بعد إعلانها الصريح على كون المبادرة المغربية للحكم الذاتي تعتبر بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية وهو موقف عبر عنه رئيس حكومة إسبانيا السيد بدرو سانشيز نفسه في رسالة بعث بها إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، وأكد فيها على مكانة العلاقة بين البلدين اللذين تجمعهما "بشكل وثيق أواصر المحبة والتاريخ والجغرافيا والصداقة المشتركة".
إن صراحة هذا الموقف ووضوحه ليعكس في طياته حنكة وتبصر وتمرس الدبلوماسية المغربية وجدارتها في إدارة الملفات ثباتها على موقف المغرب الدائم والثابت والواضح من قضيته الوطنية ، وعلى سيرها وفق النهج الصريح والثابت الذي رسمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره.
إن اهتمام جامعة مولاي إسماعيل بهذا الموضوع ومبادرتها إلى دعوة المختصين إلى بحثه ومناقشته لينبع من إيمانها العميق بأهمية هذه القضية الوطنية الكبرى بالنسبة للشعب المغربي بكامله من طنجة إلى الكويرة وتعبيرا منها على انفتاحها واهتمامها وعنايتها الخاصة بالقضايا الوطنية الكبرى. ولاشك أن هذا اليوم الدراسي من خلال مداخلات المشاركين سيمكن من تسليط مزيد من الأضواء وإزالة الكثير من الغموض في هذا الملف المتعلق بخلاف مفتعل تغديه قوى معادية هدفها زعزعة المغرب وتهديد استقراره وتصريف مشاكلها الداخلية وتعليقها على شماعة بلد اختار أن يركب مركب التنمية والتقدم والازدهار وأن يدير ظهره للمؤامرات والمكائد وأن يمضي في الاهتمام بقضاياه الداخلية وخدمة المواطن والبحث عن رفاهيته عوض إضاعة الوقت في الملاسنات والمشاحنات العقيمة وغير ذات الجدوى.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2022-03-26 20:57:35 |