آخر الأحداث والمستجدات
من جلسة إبداء الرأي في مشروع تصميم التهيئة الحضرية لمدينة مكناس إلى ورشة تكوينة
قد تكون مكناس تمتلك مجموعة من المؤهلات التنموية المتنوعة والطموحة، لكنها تبقى محتشمة ولم تقدر على إحداث طفرة بينة في إعادة النظر في نموذج تنموي للتهيئة يف بتطلعات المدينة والساكنة.
نموذج سليم من منطلق جودة مداخل ومخارج مشروع تصميم التهيئة الحضرية للمدينة، نموذج تصميم التهيئة الحضرية لمدينة مكناس واع بالمتحولات المستقبلية ويحدث دينامية جديدة. لكن الصدمة كانت قوية حين تم استدعاء أعضاء المجلس إلى جلسة فريدة لإبداء الرأي والتأمل بدواعي المقاربة التشاركية (الفلكرورية). الصدمة كانت قوية حين لم يقدر المجلس ولا مهندسي المشروع من تقديم تقويم لمشاريع التصميمات السابقة وما أحدثته من عيوب (مثقوبة) لحقت المدينة والساكنة وتلحق المستقبل والتنمية.
جلسة إبداء الرأي تحولت إلى كلام معسول، وتلقي مرطبات القول اللينة، جلسة لم تمط اللثام ليبدوا وجه مكناس شاحبا من كثرة الخشونة وتوزيع غنيمة البناء العلوي وفيلات النخوة، جلسة بالحق أضحت ورشة تكوينية وظهر بها (المعلم الكبير) متمكنا من آليات العرض والإحاطة والحوار والتوجيه، ولما حتى تقطيع الحديث و (انتهى الكلام).
قد حضرت الأغلبية من أعضاء المجلس وغابت رؤية مكناس المستقبلية بثبات، غابت المدينة (الذكية)، غاب الرأي والتساؤل إلا لماما من تدخلات خلقت الحدث والتميز، أبهذا التصميم التقليدي للتهيئة يمكن أن ترتقي مكناس إلى صفوف نخبة مدن الحظوة ؟ أبهذا التصميم المبلقن بالتقطيع والتوزيع غير العقلاني يمكن أن نصنع مدينة متنطعة نحو المستقبل بتنمية عادلة من حيث ثراء الرأسمال الطبيعي وغيرالمادي والبشري ؟ أبهذا التصميم يمكن أن تمتلك مكناس قدرة التمكين بإصلاحات كبرى بميزة النقد الذاتي وامتلاك شجاعة المصالحة مع الماضي والحاضر والمستقبل، وتوافر حكامة الجودة؟.
لن نتزايد بحب المدينة ولا بالخوف عليها (فمن الحب ما قتل) وللمدينة رب يحميها. اليوم كان حديث المجلس الجماعي تقليداني حد المطالبة بتغييرات غير ذي ضجة على تصميم التهيئة، حديث المجلس بات هشا ولا يقفز على تلك العلامات الحمراء التي تم ترسيمها بزمن (كوفيد 19) في أرضية مداخل قاعة المؤتمرات بحمرية، حديث حمّل السيد الرئيس ما لا طاقة له، و تم تسليمه مفاتيح الدفاع عن تلك الروتوشات الباهتة لمشروع تصميم التهيئة الحضرية لمدينة مكناس والدفاع عنها (باستماتة) .
حقيقة معروفة عند الخاص والعام، أن مكناس باتت ورشة بناء حد التخمة المملة، وتم القضاء على المجال البيئي والجمالي،و أن التعمير والسكن خلق فضاءات للإقصاء الاجتماعي ويزيد مشروع تصميم التهيئة الحضرية لمدينة من تكريسه بتوزيع السكن الاقتصادي على الهوامش. حقيقة مكناس يمكن أن تعاني برؤية عشر سنين قادمة من تصميم يوزع ويقطع المدينة برؤية تثمين القيمة المادية للأرض وليس برؤية تثمين الإنسان.
من مساوئ مكناس أننا لم نقدر على تطوير العقليات بوصفها اللبنة الأساسية لتحقيق التقدم الشامل الذي تطمح إليه الساكنة، أننا لم نقدر على إحداث قطيعة وتحولات على مستوى السياسات العمومية المعتمدة بالمدينة لحد جلسة إبداء الرأي والتشاور (وكفى)، أننا لم نقدر من ترصيد المنجزات القوية وبتنا نفكر بعقلية (لبس قدك يواتيك).
انتهت جلست إبداء الرأي من حيث البدء والتباعد الجسدي و الكمامات الواقية من حديث قلب الطاولة وإرجاع التصميم لبدء المنطلق، انتهت الجلسة الفريدة بتجميع كمشة ملاحظات غير مهيكلة بالتمام لذلك التصميم التقليدي، انتهت الجلسة الفريدة وانفض القوم على نغمة (مكناس تصبحين على خير الرفاه الاجتماعي والاقتصادي !!!)، انتهت الجلسة وغابت ضمانات التصميم الطيع للولوج إلى الخدمات الأساسية بكل أريحية، وغابت رؤية الثقافة والمعرفة والرياضة و حماية البيئة والذكاء المديني، وحضر حديث الفيلات والعمارات والمقابر وحديقة ما تبقى من (الحب). انتهت الجلسة الفريدة وغابت الهندسة السليمة لمقومات مشروع مجتمع مكناس، انتهت الجلسة ولم يتم الحديث عن مؤشرات الحكامة الاقتصادية المستقبلية من التصميم، ولا حتى الاجتماعية ولا البينية. انتهت جلسة إبداء الرأي دون بيان المهام التقنية والتخطيط الاستراتيجي للتصميم (المادة 92 من " يفصل مجلس الجماعة في القضايا التي تدخل ضمن اختصاصات الجماعة...". انتهت الجلسة ولم يقدر أعضاء المجلس من رجة النفض القوية لكل اختلالات التصميم إلا ما قل من القول و(الحشومة). انتهت مع تمكين السيد الرئيس من القرار النهائي، وتم جمع خريطة التصميم على أساس توطين بعض الملاحظات بألوان أحزاب مجلسنا الجماعي الموقر.
الكاتب : | متابعة للشأن العام المكناسي محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2020-09-03 23:36:12 |