انطلاق فعاليات النسخة ال19 من منتدى الفنون والمهن بمكناس

وأكد السيد الصمدي الذي كان يتحدث في افتتاح النسخة ال19 من منتدى الفنون والمهن التي تقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الوزارة تعمل في مجال التكوين على بناء جيل جديد من الجامعات تتجاوز فيه ما يصطلح عليه الكليات نحو مؤسسات مندمجة، مفيدا بأن "اقتراحات مهمة بهذا الخصوص تصلنا من الجامعات لاعتمادها في مجلس تنسيق التعليم العالي".

وتابع أن الوزارة بقدر اشتغالها على التكوين بقدر انكبابها على البحث العلمي الذي وصف التقييمات العامة في حقه ب"المجحفة"، مؤكدا أن المغرب يبذل جهودا كبيرة على هذا المستوى، وأن الإشكالات التي يعانيها "لا ترتبط بمسألة التمويل وإنما بالحكامة وإعادة هيكلة بنيات البحث العلمي".

ومثل السيد الصمدي على سلامة هذا الميدان بطلبات العروض التي تطلقها كتابة الدولة بخصوص البحوث في مختلف المجالات، منها التي تهم مجال البحث العلمي للذكاء الاصطناعي، حيث سيعلن قبل متم الأسبوع الجاري عن المشاريع التي ستفوز بطلبات العروض بشأنه بغلاف مالي يقارب 50 مليون درهم بشراكة مع وزارة التجارة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي.

وذكر كاتب الدولة بأن هناك اتفاقية موقعة مع هذه الوزارة لإحداث مدن الابتكار في مختلف الجامعات المغربية، حيث أن أربع منها منطلقة حاليا، في حين أن اثنين في طور التجهيز، وذلك في انتظار تعميم هذه التجربة على مختلف الجامعات، مضيفا أن خلق هذه المدن هو بغرض معالجة إشكال دقيق متمثل في علاقة الابتكار بسوق الشغل، وإحداث بيئة حاضنة للابتكار ودفع المقاولة للمشاركة في عملية تثمين المشاريع المبتكرة ثم ضخها في السوق حتى تتحول الى استثمارات، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية رصد لها غلاف مالي بقيمة 30 مليون درهم (15 مليون درهم لكل طرف).

وشدد على أن إيلاء المغرب أهمية للذكاء الاصطناعي نابع من الإيمان بالعلاقة الوطيدة بين التكوين والبحث العلمي والمقاولة وسوق الشغل، مما يستوجب مواكبته على صعيد الجامعة المغربية.

ولفت السيد الصمدي إلى أن الخطاب الملكي السامي ل20 غشت 2018 خلق دينامية في العمل في اتجاه ملاءمة التكوين بسوق الشغل حيث يتم في هذا الإطار التحضير للملتقى الوطني حول التكوين والتشغيل، وخلق مضمون جديد للتكوين المهني كورش يشرف جلالة الملك شخصيا على تتبعه، وإعادة النظر في بعض تكوينات وتخصصات الجامعة والتي ليس لها ارتباط بحاجيات سوق الشغل.

وأبرز أن الوزارة الوصية ترى بأن هناك تقدما حاصلا في ورش الإصلاح البيداغوجي للجامعة المغربية ستنتقل به من نظام الإجازة إلى نظام الباشلر ومن نظام الوحدات الى نظام الوحدات المرصدة المكتسبة، منوها بعقد النسخة ال19 من منتدى الفنون والمهن المتزامن ومشروع القانون-الإطار لإصلاح نظام التربية والتكوين والبحث العلمي الذي يوجد في مراحله النهائية بمجلس النواب.

وأوضح أن القانون الإطار بني على الرؤية الاستراتيجية التي أعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، سيكون "أول قانون لإصلاح المنظومة التعليمية ككل في تاريخ المغرب، حيث كانت لنا فقط وثائق تتضمن توافقات آخرها الميثاق الوطني للتربية والتكوين".

وانطلقت اليوم بمكناس الدورة ال19 لمنتدى الفنون والمهن للمقاولات التي تستمر يومين، حول موضوع "الذكاء الاصطناعي للأشياء".

وتجمع دورة هذه السنة من المنتدى الذي تنظمه المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس، مقاولات ذائعة الصيت وفاعلين أكاديميين وتكنولوجيين، يبحثون مواضيع ذات الصلة بمختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومستجدات عالم الروبوت، والتحديات الجديدة للصناعة المغربية.

وبرمج المنظمون ندوات تنشطها شخصيات من عالم البحث والمقاولة، وورشات ولقاءات لتقاسم التجارب، تكريسا لأهداف المنتدى الذي أصبح مع مرور السنوات فضاء لتشجيع تبادل الرؤى والتصورات بين المقاولات والطلبة.

وتأتي الدورة ال19 للمنتدى بينما يشق المغرب طريقه في تطوير قطاعه الصناعي وإرساء مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية في المجال، حيث إنه في ظل تموضعها كرابع مستثمر في القطاع الإفريقي، باتت المملكة ملزمة برفع التحديات من أجل الانخراط في عملية إعادة الهيكلة نحو صناعة الغد وتأمين التأقلم السلس للمقاولات مع متطلبات الإنتاج والمنافسة.