آخر الأحداث والمستجدات
صناعة اﻷجيال..جيل حبة "دردك"
في غضون اﻷسبوع الماضي، وبينما كنت أزاول عملي داخل القسم أثار انتباهي انتفاخ بسيط في وجه إحدى التلميدات.سألتها هل تعاني من آﻻم في اﻷضراس فأجابتني بالنفي.فهمست بيني و بين نفسي بجملة ظننت أن ﻻ أحد من تلاميذي سيفهم معناها كوني أدرس أطفاﻻ صغارا بين 9و11سنة،في وسط قروي بعيد عن المراكز الحضارة.قلت "تقولي غي واكلا دردك".
لكني تفاجأت بانفجار التلميذات بالضحك وتبادلهن لنظرات ماكرة أثارت فضولي.علمت بعدها أنهن يعرفن جيدا هذه الحبة السحرية ومفعولها ﻹن أمهاتهن أو أخواتهن يستعملنها وتباع في اﻷسواق اﻷسبوعية عند العشابة و العطارة وحتى الصيدليات.
ﻻشك أن كل واحد منا صادف فتاة يعرفها جيدا و أثار انتباهه التحول الكبير في شكلها و في وقت ﻻ يتجاوز 15 أو 20 يوما على اﻷكثر.السبب بسيط، إنها حبة "دردك"..وبإجراء بحث بسيط عن هذه الحبة لدى الحاج "غوغل" تطالعك العديد من المواقع و المنتديات التي تتحدت عن هذه الوصفة السحرية.وتجمع جميعها على أن هذه اﻷقراص هي في اﻷصل مصنعة لتستعمل في تسمين العجول و اﻷبقار و البهايم (أعزكم الله).ولا تختلف جميع المقاﻻت عن كون استعمال هذه الحبات من طرف البشر يتسبب في مضاعفات خطيرة تصل حد السرطان أو الموت،وما حادثة وفاة بنت ميدلت ببعيدة.لكن ما يثير اﻹنتباه و اﻹشمئزاز هو سيل التعاليق التي يتذيل بها كل مقال.فكل المعلقات يثنين على هذه الحبة و مزاياها وسعادتهن باستعمالها، بل و منهن من تسأل عن نقط بيعها.المهم أن تصبح لديها مؤخرة مثيرة و "يلا بغا يجي السرطان غي يجي".
لكن دعونا نقوم بعملية حسابية بسيطة. إذا كان مجموع سكان المغرب يناهز 35مليون شخص نصفهم نساء.ولنفترض أن من بين 15مليون امرأة هناك فقط 5ملايين تستعمل هذه الحبة؛ كيف ستكون جينات 10 أو 15 مليون طفل سيتم انجابهم في المستقبل.ألسنا بصدد تكوين جيل صاعد من المغاربة عرضة للسرطانات؟ ماهي اﻷسباب التي أدت إلى تهافت الفتيات على هذه اﻷقراص؟ هل اﻷرداف و المؤخرة الكبيرة أصبحت من شروط المرأة الصالحة و الزوجة المثالية و اﻷم الحنون؟ أﻻ تختزل الفتاة شخصيتها و دورها في جسدها؟ إن اﻷم مدرسة إذا أعددتها أعددت جيلا كامل الأخلاق..فهنيئا لنا بجيل مدرسة "دردك"
أين هو دور وزارة الصحة و السلطات المحلية في شأن هاته اﻷقراص؟ خصوصا و أن نقط بيعها معروفة بمدينة مكناس وباقي المناطق المغربية.فهناك عشابة يكتبون على أبواب محلاتهم وفي منشوراتهم اﻹعلانية عبارة "تكبير مناطق حساسة من الجسم" دون حياء أو استحياء.أين هو دور الجمعيات النسائية في التوعية من أخطار هذه اﻷقراص؟أم أن دورها أصبح مقتصرا على ملاحقة اﻷزواج الذين يعنفون زوجاتهم و توكيل المحامين لزج الرجال في المحاكم.أين هو دور اﻹعلام والمختبرات الطبية؟ إن هذه الظاهرة أصبحت شائعة و منتشرة بشكل مخيف و رهيب وجب دق أجراس الخطر حتى ﻻنصل إلى نتائج ﻻتحمد عقباها.
الكاتب : | خ.أبو نزار |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-05-01 17:18:15 |