آخر الأحداث والمستجدات 

التجاذبات السياسية تغرق مطالب فاتح ماي العمالية

التجاذبات السياسية تغرق مطالب فاتح ماي العمالية

 

لم يتأخر العيد العمال عن موعده، حل والتفرقة مستمرة في نهش لحم العمال في أرجاء العالم، بعدما تحكمت الباطرونا والليبرالية المتوحشة في عناصر الإنتاج، وصارت الرأسمالية حتمية لا بديل عنها.

 

عمال المغرب وموظفوه وكادحوه كمثل زملائهم ينتظرون من كل عيد أممي أن تتحقق أقساط، ولو ضئيلة من تطلعاتهم، لكن في ظل التشرذم النقابي لا زال المطلب رهين المزاجية الحكومية، والحسابات السياسية، أما الثقة في العمل النقابي، فتتدحرج تدريجيا نحو مستوياتها الدنيا.

 حسابات فاتح ماي المغربي جاءت هذه السنة بنكهة سياسية مفضوحة، فبعد نعثر الحوار الاجتماعي الذي أجهضته الحكومة بدعوى الأزمة الاقتصادية والصعوبات المالية، رفضت نقابات الجلوس إلى جلسة صورية من الحوار الاجتماعي عشية فاتح ماي، أما الطابع السياسي للعمل النقابي المغربي فيتجلى في تأليب الجميع ضد الحكومة الحالية، فنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب التابعة لحزب الاستقلال، وهو العمود الأساس لحكومة بن كيران، دعت إلى مليونية عمالية للضغط على الحكومة، في حين لم يتوقف أمينها العام عن انتقاد "حكومته" ونعتها بأوصاف لم يتجرأ عليها حتى المعارضون. أما الإعلام العمومي فيسوق للأزمة ويرسم صورة سوداء عن التوازنات المالية، ليس لإقناع النقابيين بتقزيم مطالبهم، ولكن لإظهار العجز الحكومي لعامة المواطنين.

أحزاب معارضة لم تتوقف عن التحريض ضد الحكومة، ومنها من أصدر بيانات نارية بمناسبة فاتح ماي.

 وإذا كانت مبررات تشويه حكومة بن كيران قائمة، فهل بن كيران وحده المسؤول عن الأزمة؟ وهل نقاباتنا شريك أم طرف في ما يقع؟ وهل ندمت الدولة عما تحقق بعد خرجات الشارع المغربي  لتقوم اليوم بتضييق الخناق على الكادح والعامل والفلاح والموظف الصغير والمتوسط؟

كيف لحكومة يعارضها الجميع أن تنجح في تحقيق الحد الأدنى من المطالب؟

ما بقي للعمال سوى أن يتحدوا، في ظل الزحف النيوليبرالي المتواصل، والمتاهات السياسوية التي تغرق المطلب في الانتهازية وتجعله ورقة للضغط حينا، وورقة للاغتناء السياسي والمادي أحيانا أخرى.

وما نخاف منه أن يصبح العمال ورقة في يد جهات معلومة لتحقيق أجندات لا تخدم الوطن.

 عيدكم سعيد أيها العمال.

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حميد سرحان
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-05-01 11:05:29

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك