آخر الأحداث والمستجدات 

إلى السيد رئيس جماعة مكناس الدكتور عبد الله بوانو المحترم

إلى السيد رئيس جماعة مكناس الدكتور عبد الله بوانو المحترم

ما وقع أمس من احتجاجات ووقفات تنديدية بالأوضاع المزرية التي تعيشها مدينة مكناس، العاصمة الاسماعيلية، نبهنا إليه منذ تولينا للعديد من المسؤوليات السياسية والنقابية والمدنية بهذه المدينة السعيدة. لكن للأسف لم نجد من ينصت إلينا طوال 8 سنوات، وكانت آخر محطات نضالنا المضني تلك التي عشناها قبل الانتخابات الأخيرة وكادت تودعنا السجن بسبب الاتهامات المجانية التي واجهنا بها العديد من الخصوم ... ورغم ذلك كان صمودنا أكثر من من باعوا علاقتنا بهم بثمن بخس وتركوا أسيادهم يتربعون على ثرواتهم وفوق عروشهم في مكناس والرباط...

السيد الرئيس:

منذ أن تم انتخابنا بمجلس جماعتنا الحضرية مكناس ونحن نطالب مكتبكم الموقر بتقديم "زمام التركة" لنا وللرأي العام، ليكون الجميع على بينة من الإرث التاريخي الذي كان السبب في ما وصلت إليه مكناس المسكينة اليوم، لكن وللأسف لم تقدموا لنا أي جواب عن مطلبنا هذا.

السيد الرئيس المحترم:

في مناسبات عديدة من دورات المجلس قدمنا لكم ملتمسات عدة، وطلبنا منكم إطلاق حوار الصلح والمصالحة مع الساكنة، حوار يجمع الجميع على طاولة واحدة من أجل صناعة برنامج إنقاذ للمدينة التي بهدلها الزمن وباتت قرية كبيرة مشوهة من دون مواصفات حضرية ولا طعم قروي.

السيد الرئيس:

أتفق معكم، النساء الضحايا الـ650 العاملات بـ"سيكوم" التاريخية لا علاقة لمجلس جماعتنا بملفهن من حيث المسؤولية المباشرة على تشردهم، لكن السيد الرئيس وكما قلت لكم أمس أثناء المناقشة يجب أن نفتح ملف "سيكوم" منذ ولادته سنة 1977 وكيف تم تفويت أرضه ومنشأته وخيراته وأرباحه؟

إن حزبكم يترأس الحكومة السيد الرئيس، فمن يمنعكم من المطالبة بفتح تحقيق نزيه في قضية "سيكوم" منذ ولادتها؟

السيد الرئيس المحترم:

طبعا لكم الأغلبية المطلقة واخترتم حليفا لكم لتسيير شؤون المدينة، لكن يبدو أن الوضع أكثر منكم وواقع مكناس ينذر بكارثة اجتماعية حقيقية؛ فالبطالة تقارب ربع ساكنة المدينة، والزحف القروي ينخرها، والاحتقان الاجتماعي يميزها، والهدر الاقتصادي والبشري سمتها، ولن تستطيعوا بالتركيبة الحالية أن تغيروا من الواقع شيئا.

السيد الرئيس المحترم:

لا نتهمكم بأي تهمة من التهم التي يعاقب عليها القانون، أبدا، لكن ما نعيبه عليكم هو غياب الرؤية، ليس لديكم السيد الرئيس رؤية، وقلتها لكم أمس في مجلسنا الموقر العين في العين، نعم تفتقرون إلى رؤية شمولية، وليس لديكم برنامج إنقاذ ما أفسده الدهر.

مكناس لها خصوصيتها، قلتها لكم مرات عديدة، لكن الأغلبية العددية جعلتكم تبتعدون عن الواقع وتتوهمون أن الحل السحري بيدكم.

إن الحل يتجاوزكم لأنكم تعتقدون أن معالجة الميزانية السنوية ستحل المشكلة. المشكلة السيد الرئيس أكبر من ذلك.

المدينة في حاجة إلى جبر الضرر. مكناس في حاجة إلى المصالحة وفي حاجة إلى تدخل الدولة العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

السيد الرئيس المحترم:

لا تعتقدوا أن مكناس لكم وحدكم، أو يملكها من استفادوا من ترابها ومن خيراتها وتنكروا لها. مكناس اليوم مدينة لكل أبنائنا ومدينتنا جميعا المحبوبة، هي لنا ونحن لها، وشرف انتمائنا لها لن يتركنا بعيدين عن آلامها وجراها. لهذا ندعوكم السيد الرئيس إلى الحكمة ونطلب منكم الدعوة إلى مناظرة عاجلة للصلح والمصالحة والحقيقة والمكاشفة... وتحضير برنامج عمل تشاركي مواطن بعيدا عن برامج تحت الطلب.

إلى ذلك الحين، نجدد تضامننا المطلق مع كل الضحايا، من عمال ومعطلين وطلبة ومهنيين وحرفيين وسكان الأحياء وكل المواطنات والمواطنين المتضررين من الوضع الحالي...

تحية الاحترام والسلام.

*مستشار بجامعة مكناس

فاعل حقوقي مدني وسياسي

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : المريزق المصطفى
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2018-02-06 12:02:54

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك