آخر الأحداث والمستجدات 

النادي المكناسي يتلقى أول هزيمة له هذا الموسم

النادي المكناسي يتلقى أول هزيمة له هذا الموسم

أولى انهزام حضي به فريق النادي المكناسي ناله بغصة قاتلة خارج ميدانه من قبل نادي نهضة أتلنتيك الزمامرة.  فبحدود الدورة الثامنة كانت حصيلة نتائج الفريق المكناسي أربعة انتصارات مقابل أربع تعادلات برصيد (16ن). انهزام الدورة التاسعة بحصة (1-0) وتضييع ضربة جزاء لأصحاب الأرض ، لم تكن متوقعة بالمرة. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، فيما توجهنا السليم والذي نحث عليه الجميع ، لن نركب من الآن على مقولة " سقطت بقرة" النادي المكناسي" وكثروا السكاكين" ، لن نسحب سهام النقد القاتلة نحو الفريق ونسفه كل الأعمال الخيرة التي نالها الفريق، لن نفكك كل الاختلالات من الجزء الصغيرة إلى الأجزاء الكبيرة. ولكننا اليوم سنقول بأن " لكل فرس كبوة"، ونقبل بالعذر ونأتي جميعا لتشجيع الفريق. 

تسويغ نتيجة الهزيمة بالبحث عن الأسباب والمسببات لن يجدينا اليوم إلا تفكيكا لكوكبة تسيير الفريق، لن نبحث عن أقرب مشجب نعلق عليه إخفاق هزيمة الدورة التاسعة ونحدد بأداة إشارة الأصبع ( المكتب/المدرب/ اللاعبين...). لن يفيد هذا، لا الفريق، ولا المكتب المسير، ولا الجماهير الوفية لقميص الفريق. في حين لن ندع الأفواه مقفولة ولا تفتح إلا عند طبيب الأسنان، بل هناك كلام مباح  بحدود اللياقة التي تبحث عن الرقي بنتائج الفريق المكناسي.

اليوم سنلقي اللوم بكامله على كل مكونات الفريق بالتمام لأن الهزيمة لا تصيب الفريق وحده بل مدينة مكناس برمتها. لوم تمت إثارته سابقا  حين تم  دق ناقوس خطر بدء يحوم حول نتائج الفريق من تعادل إلى تعادل، من وهن في اللعب ومرتكزات الصعود، حيث كنا نبخس نتيجة التعادل فيما مضى " كأضعف الإيمان" ولمحنا نتيجة سقطة الانهزام التي كانت بادية " مالوا طاح من الدار خرج مايل". هي إشارات غير معيبة بل تستجدي تصحيح المسار.

اليوم قبل غد،  يجب تصفية كل النيات تجاه العمل ضمن حوض الفريق من القرب أو البعد ، يجب القطع مع كل المطبات المميتة التي أسكنت الفريق في الهواية، يجب الحسم مع كل الخلافات الجانبية والهامشية التي ممكن أن تصنع تصدعا داخليا مميتا، يجب تجنب سياسة الكولسة والإشتعال ضمن الشفافية والوضوح والمكاشفة البريئة، يجب العمل وفق مقاربة تشاركية تطمح نحو الرقي بنتائج الفريق بالأفضل، يجب مأسسة اجتماعات المكتب المسير دون تهريبها إلى الزوايا المنغلقة في المقاهي الخافتة الإنارة ليلا.

هي الكوديم التي يجب أن تعلو عن كل الخلافات الهامشية، هي الكوديم التي ملك لكل مكناسي، ملك للتاريخ الوطني بما رسمت من نتائج مشرفة في الماضي، بما كونت وأعطت من لاعبين رسموا أسماؤهم ضمن لوائح أفضل لاعبي الوطن. هي الكوديم التي مآسيها من مآسي كل ساكنة مكناس، وفرحتها تشع بالمدينة بكاملها، هي الكوديم التي ننتظر أن تخرج الساكنة المكناسية إلى الشارع فرحا بصعودها لصفوة الإحتراف.

للتاريخ الماضي بهجة وعلامات إشراق بمكناس، للحاضر مرارة نتائج وفكر هاوي في التدبير والتسيير واللعب والملعب. فيما عجلة توطين البدائل بضبط الاختلالات واجبة الآن، لكن لن تكون بمنطق التجزيء وتصيب عنصرا دون الآخر. ندعو إلى إصلاح هيكلي رزين، إصلاح نفعي يعتمد على مقاربة التدبير بالنتائج، إصلاح يباشر تصويب المنعرجات الحادة بالعقلانية ومنهج التوافق السليم.

لا نريد إصلاحا استعجاليا يعفي المدرب ويعلق عليه إخفاق النتائج، لا نريد إصلاحا يثبط عزائم اللاعبين و يشتت تفكيرهم في المآلات، لا نريد ذلك الإصلاح الذي يبعد الأنصارعن شأن تدبير الفريق، و تركين الجماهير بمدرج بئيس دون حركة ولا انتقاد. بل نريد إصلاح بلمة جماعية توافقية.  بمناظرة داخلية مصغرة للمكتب المسير والمنخرطين وجمعيات أنصار النادي المكناسي ولما الصحافة المحلية. مناظرة مصغرة بوقفة تقويمية تستحضر نقاط القوة ونقاط ضعف الفريق، بمكاشفة إيجابية تزيل مرموز الغوامض وتصفي الأنفس بالإتحاد. نريد رؤية إستراتيجية (استشرافية) واضحة، فالانتدابات الشتوية قادمة والتفكير ليس في ترميم خطوط الفريق فقط ولكن يجب أن يكون التفكير نفعيا بطرح سؤال كيف لنا أن نحقق العودة للصف الأول ؟،  ما هي المعايير التي يجب استخدامها لتحقيق هدف الصعود؟،  ما هي الآليات الحكيمة التي مسلكها يمكن الفريق من الصعود إلى الصفوة؟.

هو ذا التفكير العقلاني الذي يجب التعامل معه و به  تجاه الفريق المكناسي بدل عويل و صياح " قفا نبكي...من نتيجة هزيمة الكوديم الأولى "، هو ذا النهج الذي يبعدنا من عادات تصفية حسابات مجانية (خارجية) ليست في صالح الفريق. حان الوقت لعقد ندوة صحفية كاشفة تضح النقط على الحروف، حان الوقت للقطع مع الممارسات الماضية التي ترتكز على " شوف وسمع وسكوت". للوقت قيمة،  وللبدائل التصويبية لمنهجية اللعب والتسيير و الإدارة قيمة مضافة نوعية،  هي ذي الحقيقة التي يمكن من خلالها تحقيق النتائج المحفزة للصعود إلى الصفوة.

فتحية لك أيتها الجماهير التي تعشق الكوديم، تحية لكل لاعب يدافع عن شعار النادي المكناسي بقلبه، تحية لكل غيور محب للنادي ، تحية للطاقم التقني المواكب على تداريب الفريق، تحية لأعضاء للمكتب المسير. ونقول بأن أول انهزام خلال هذا الموسم ليس هو نهاية عالم الموسم الكروي، فلنجعل " الهزيمة الأولى" هي المحفز الجماعي لتحقيق الذات و العودة بقوة.

متابعة محسن الأكرمين

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2017-11-22 00:40:53

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك