آخر الأحداث والمستجدات
ست سنوات سجنا في حق مغتصب سيدة بمكناس
أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، ست سنوات سجنا في حق “مقرقب”، بعد مؤاخذته في الملف عدد 15/2017 (خلية نساء) من أجل جنايتي الاغتصاب وهتك عرض أنثى باستعمال العنف، وجنحة استهلاك الأقراص المهلوسة (القرقوبي).
سيبقى تاريخ 16 أبريل 2017، الذي صادف (الأحد)، يوما أسود ومشؤوما في حياة (ك.ز)، من مواليد 1963، متزوجة وأم لطفلين، كيف لا وهو الذي أرخ لتفاصيل وقوعها ضحية اعتداء جنسي بالعنف من قبل نجل صديقتها، الذي كانت تضعه في منزلة ابنيها. لذلك فإنها ليست بحاجة إلى الخوض بالسكاكين الحادة في لحمة ذاكرتها لتنزف ما حدث، بل إن الطريق إلى نسيان الواقعة ستظل مزدحمة ومكتظة بالكوابيس المزعجة، وأن كرونولوجيا حياتها ترغمها على الهجوع في ذاك اليوم الربيعي المشؤوم، الذي قلب حياتها رأسا على عقب، بالنظر إلى درجة الأذى الذي خلفته الواقعة على نفسية الضحية.
كانت الضحية تقود سيارتها الخاصة بـ”الديور الجداد” بحي سيدي عمرو الحسيني الهامشي، عندما استوقفها المعني بالأمر، بحكم المعرفة المسبقة والصداقة التي تجمعها ووالدته، ليخبرها أن الأخيرة ترغب في لقائها لأجل مفاتحتها في أمر ضروري ومستعجل، وهي الحيلة التي انطلت عليها بسهولة كبيرة، إذ رافقته، بحسن نية، على متن سيارتها إلى محيط المنزل مسرح الواقعة، وطلبت منه أن ينادي على والدته، ولأنه صمم على تنفيذ خطته”الجهنمية”، دخل مسرعا إلى المنزل ليعود بعد برهة، ويطلب من الضحية الدخول، بعدما أوهمها أن والدته توجد رفقة خالته وأنهما ترغبان في لقائهما، وهو الطعم الذي لم تتردد الضحية لحظة في ابتلاعه، إذ ما إن تخطت عتبة المنزل حتى شرعت في المناداة على والدته باسمها الشخصي لكن ولا مجيب، ما جعلها تكرر المناداة عليها بصوت أكثر ارتفاعا هذه المرة، لكن بدون جدوى.
وحرصا من الجاني، من مواليد 1991 بمكناس، المدمن على استهلاك المشروبات الكحولية والمخدرات بشتى أنواعها(الشيرا، المعجون وحبوب الهلوسة”القرقوبي”…)على استدراج الضحية إلى داخل المنزل، أوهمها أن والدته وخالتها توجدان معا بإحدى الغرف الواقعة في أقصى المنزل، الشيء الذي يصعب معه سماع نداءاتها المتكررة، الأمر الذي صدقته، إذ لم تكن تتوقع أبدا أنها ستقع ضحية حيلة ماكرة دبرها لها بإحكام شديد شخص لا يتردد في المناداة عليها باسم”خالتي”.
بعد دخولها إلى المنزل وجدت الضحية نفسها وجها لوجه مع الجاني، ساعتها أدركت أن نيته تتجه إلى الاعتداء عليها جنسيا، خصوصا بعدما أحكم قبضته عليها بلف ذراعه على عنقها لأجل شل حركتها، مرغما إياها على خلع ملابسها لممارسة الجنس عليها. وأمام هذه الوضعية شرعت الضحية في استجداء عطف من كان يناديها باسم”خالتي”، والتوسل إليه إلى حد تقبيل يديه ورجليه، إلا أن ذلك لم يشفع لها في شيء أمام إصرار وحش آدمي على تنفيذ جريمته مهما كلفه ذلك من ثمن. جلس الجاني القرفصاء وشرع في تدخين سيجارة، قبل أن يتناول قرصين مهلوسين من نوع (نوزينان)، وبعدما فعل “القرقوبي” فعلته سارع الجاني إلى إسقاط”الخالة” أرضا ليقوم باغتصابها عنفا، مهددا إياها بإلحاق الأذى بها إن هي أخبرت أحدا بالواقعة، بمن فيهم زوجها، ما جعلها تطمئنه. ولم يكتف بالاعتداء الجنسي عليها، إذ طلب منها مده بالنقود، وبما أنها تركت حقيبتها اليدوية داخل السيارة المركونة على بعد أمتار قليلة من المنزل، طلبت منه مرافقتها إلى الخارج وسلمته مبلغ خمسة دراهم، وبعدما ابتعدت بحوالي 150 مترا عن مسرح الجريمة، سارعت الضحية إلى ربط الاتصال هاتفيا بزوجها لتطلعه بواقعة الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له، ما جعله يلتحق بها قرب “باب الناعورة”، إذ وجدها في وضع صحي ونفسي مهزوز، قبل أن يتم تسخير سيارة إسعاف لنقلها إلى مستشفى الأم والطفل”بانيو”، لتلقي الإسعافات الأولية من قبل أحد الاختصاصيين في طب النساء والتوليد، الذي سلمها شهادة طبية تثبت الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له.
في إطار التحريات الميدانية الدقيقة، التي باشرها المحققون، الرامية إلى استعلام جيران الجاني على سيرته وسمعته في أوساط الحي الذي يقطنه بـ”الديور الجداد” بحي سيدي عمرة الحسيني، صرحت جارتان، أصرتا على عدم كشف هويتيهما، أنهما تعرضتا بدورهما لمحاولة اغتصاب من قبله، مفيدتين أنه حاول استدراج كل واحدة منهما بالطريقة نفسها، التي استعملها مع الضحية، إلا أنهما فضلتا التكتم على الأمر وعدم تسجيل شكايتيهما في الموضوع خوفا من بطشه ومن العار والفضيحة.
وقادت التحريات والأبحاث التي باشرتها عناصر فرقة الأخلاق العامة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن مكناس، إلى إيقاف المتهم بإحدى المقاهي الشعبية بحي باب بوعماير، إذ ضبط بحوزته عازلان طبيان، أفاد في شأنهما أنه يستعملهما في مغامراته الجنسية.
الكاتب : | خليل المنوني |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2017-11-14 13:07:53 |