تنظيم المسابقة الجهوية الكبرى في الشعر بثانوية ابن الخطيب بالحاجب

وفي كلمة له بالمناسبة نوه  الدكتور محمد دالي مدير الأكاديمية بشاعرية الفضاء الجميل وكرم وطيبة أهله وهم يحتضنون فعاليات حدث تربوي  نبيل بحجم  المسابقة الجهوية الكبرى للشعر في دورتها الثانية عشرة. شاكرا جهود المدير الإقليمي  ومدير الثانوية التأهيلية  وكل العاملين بجانبهم على جهودهم في التنظيم والإعداد والاستضافة . واعتبر حدث الاحتفال  بالشعر والشعراء في عيدهم الأممي الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، لحظة الاحتفاء بالكلمة والخيال والعاطفة و متعة الفرح  بنكهة الخلق والفن و الإبداع من خلال ما أبدعته قرائح تلاميذ وتلميذات الجهة. 

وأبرز المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالجهة أهم ما ميز مسابقة هذه السنة بشهادة لجنة الانتقاء موضحا الحصيلة الوافرة وارتقاء المستوى المعرفي للمشاركات، مع جودة  الفائدة المتحصلة منها في نشر ثقافة السلم والسلام والانفتاح،  والإثراء المعرفي لدى التلميذات و التلاميذ الموهوبين . وبعد أن رحب بضيوف الأكاديمية مشيدا بدعمهم سلطات ومنتخبين وحضورهم الذي يعتبر دعما للإبداع وللفن بالوسط المدرسي . نوه بحضور الشعراء ضيوف شرف الدورة يتعلق الأمر بالشاعرتين  سميرة جاودي من مكناس و رجاء قيباش والشاعر ذ محمد شنوف ، والشاعر عبد الكريم الأخضر ودعا التلامذة الموهوبين إلى الاقتداء بالشعراء في القرض والنظم والنهل من معينهم الذي لا ينضب

       من جهته رحب المدير الاقليمي للوزارة بالحاجب  بالحاضرين  وأشاد  بجهود المنظمين وكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة الجهوية اللامعة.  وثمن ذ محمد الجبوري مواهب و قدرات المبدعين المتفوقة،  وهوما يؤكد برأيه تنامي  الأنشطة الداعمة للتفتح و النجاح، شاكرا كل الجهود التي تبذلها الأطر الإدارية والتربوية والتي تعمل  بجد على صقل قدرات التلاميذ الموهوبين و كشف إبداعاتهم و تنميتها. وعبر عن تفاؤله بمستقبل  الإبداع والمدرسة العمومية  

   إلى ذلك ترى الأكاديمية إن نتائج هذه المسابقة تبشر بكل خير، و تدفعها  إلى التفاؤل و الثقة في مستقبل المدرسة المغربية، و تحفزها على تنمية الأنشطة التربوية بالمؤسسات التعليمية و تفعيل التدابير العملية وذلك من أجل ملاءمة الآليات التي تضمنتها الرؤية الاستراتيجية 2015/2030 من خلال اعتماد توسيع نطاق تطبيق المشاريع المندمجة التي ترتكز على عودة حضور التربوي والبيداغوجي إلى واجهة الإصلاح، و دعم أنشطة التفتح باعتبارها من المداخل الأساسية، خصوصا (المشروع المندمج رقم 9) الذي يفتح أفاقا جديدة في وجه التلميذات و التلاميذ و يرفع من جودة العملية التربوية ويحفز اليقظة والتميز لديهم.

       وتلا  ذ حسن الفتحي عن لجنة الإنتقاء  تقريرا حول ما قامت به  اللجنة الأكاديمية  من قراءة و تتبع انتاجات التلاميذ و محاولاتهم الشعرية .   و قد أسفرت عن إنتقاء النصوص الإبداعية باللغة العربية و اللغات الأجنبية  و التي أبانت عن جهد حقيقي في مجال الإبداع الشعري .  حيث  تناولت كتابات المبدعين التلاميذ  موضوعات دارت حول العلاقة بالوسط المدرسي  و الامتنان للأساتذة  و الحلم و اليوتوبيا و مخاطبة عالم المثل  و التساؤلات حول الحياة  و الوجود و  دور الشعر في الحياة  و أهمية الكتابة في إثبات الوجود و الامتنان للأم  و الأسرة و الحنين إلى الطفولة ،  كما برزت قصائد تتناول موضوع البيئة  و الإيكولوجيا " وخلصت رأي اللجنة  إلى أن  ما خطته الأنامل الهفهافة لهؤلاء المبدعين الصغار مؤشرات تدل بصدق على مستقبل إبداعي شعري واعد ،  لكنها اشترطت  صقل الموهبة بالقراءة المستمرة و التثقيف الدؤوب . 

    جدير بالإشارة إلى أن الحفل التربوي الذي نشطت فقراته التلميذات الواعدات أمال أملال عبير لمنور إيمان الزدكي ومنال حناد باللغات الثلاث " عربية فرنسية وأمازيغية "  تخللته قراءات  القصائد الفائزة ،  كما تضمنت فقراته  لوحات تعبيرية  وغنائية راقصة تمتح من التراث الثقافي للمنطقة من تقديم  براعم مدرسة عين خادم وبراعم فرعية تازديت التابعة لمجموعة مدارس أيت ولال بطيط والمجموعة الصوتية للثانوية الاعدادية يعقوب المنصور بأكوراي مع الأداء الممتع  لتلميذات مدرسة علي بن ابي طالب .  كما تميز الحفل بتقديم فرقة إنشادن للشعر الأمازيغي برئاسة الشاعر ابراهيم امحزون وفرقته لوحات فنية نالت إعجاب الحضور . كما تميز بحضور وازن للتراث المحلي الأمازيغي  لإقليم الحاجب  فرقة احيدوس برئاسة المايسترو حسن الشرقي  قبل أن يعلن عن  تقديم  الجوائز الخاصة بالقصائد الفائزة بالرتب الثلاثة الأولى في اللغات المشاركة  السعف وشواهد  التقدير المشاركة  

      وفي معرض كلمته  أشار المسؤول الجهوي  إلى  حدث إطلاق  الأكاديمية لمؤسسة التفتح الفني والأدبي وإخراجها إلى الوجود وهي محتضنة لأربع وحدات فنية منها : الموسيقى والمسرح والتشكيل ووحدة الصوت والصورة، إلى جانب مجال لدعم اللغات، وقد شرع هذا الجيل الجديد من المؤسسات منذ الموسم الدراسي المنصرم في استقبال التلاميذ المبدعين والفنانين. وعزا ذلك إلى تظافر جهود الجميع وبتنسيق بين الوزارة و الأكاديمية الجهوية لجهة فاس- مكناس

       من ناحية ثانية سجل المتتبعون  الاختيار الموفق لشعار هذه الدورة "الإبداع الشعري أمل دائم، وأفق حالم وربيع دائم" معتبرينه  تجسيدا حقيقيا   لأمل الناشئة  وحلمهم بمستقبل أفضل، حلم ستكون فيه المدرسة المتجددة هي الرافعة الوحيدة القادرة على توفير صمام أمان لكفاياتهم وقدراتهم من أجل الانخراط في حياة أفقها متحول باستمرار، وتحدياتها ورهاناتها تزداد صعوبة وتعقيدا ، في عالم نحتاج فيه إلى الاصغاء إلى صوت القيم النبيلة ، قيم السلم و التسامح والانفتاح والتعايش ، إنها الفضائل التي يسعى الشعر بآفاقه الرحبة إلى ترسيخها لدى ناشئتنا.  إنه هو الربيع الدائم ،والأمل الذي يجعلنا نحب الآخر ونحب معه  الحياة ، إنه الشكل التعبيري الذي لازم و يلازم الإنسان في أنطولوجيته .

وفي هذا الإطار،  كشف الدكتور محمد دالي عن   الرغبة الأكيدة لدى الأكاديمية في تأهيل وتجهيز07 مؤسسات جديدة للتفتح الفني والأدبي تابعة لسبع مديريات إقليمية و تأهيل وتجهيز كذلك05 مراكز رياضية جديدة بالجهة في إطار برنامج عملنا لهذه السنة. بموازاة مواصلة إحداث 847 ناد للتربية على المواطنة وحقوق الانسان و481 مركز لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، مع مواصلة حثيثة في توسيع شبكات المؤسسات الإيكولوجية بالجهة. ( الرتبة الأولى وطنيا)

    وتوجه ذ : دالي إلى المتوجات والمتوجين معتبرا اختيار قصائدهم  الرائعة مجرد خطوة أولى وحافز لهم على مواصلة الإبداع مقترنا بالجد والاجتهاد، لأن تطوير ملكة الإبداع وصقل الموهبة يستوجبان برأيه المثابرة وبذل مزيد من الجهد والعطاء  قصد التحكم في اللغات للرقي بها وبلوغ الهدف المنشود الذي يرسمه كل تلميذ لنفسه.

     يشار إلى أن الأكاديمية حرصت على تشجيع الموهوبات والموهوبين  بطبع ديوان شعري لأعمالهم، ولن يتم الاقتصار الديوان على القصائد الفائزة وحدها، وإنما ستطبع القصائد   المشاركة في المسابقة بعد تصحيحها وتنقيحها، اعترافا بجهود الشاعرات والشعراء من التلامذة، وبموهبتهم وتشجيعا لهم وحفاظا على أعمالهم الإبداعية، في إطار ديوان يتم توزيعه على جميع المديريات و المصالح المركزية و على جميع أعضاء المجلس الإداري، ويتم الاحتفاظ بنسخ منه بالمكتبة الوطنية بالرباط، إنه أصبح وثيقة تربوية يحق أن نفتخر بها في جهتنا.

      حضر فعاليات هذا الحدث الثقافي والتربوي إلى جانب مدير الأكاديمية والسيدتين المديرتين الإقليميتين لمكناس وصفرو والسادة المديرون الإقليميون بالجهة كل من ممثل  عامل إقليم الحاجب وباشا  المدينة والمنتخبون  وشخصيات مدنية وعسكرية إضافة إلى تمثيليات  نقابية  وأخرى من النسيج المدني بالإقليم كما حضر رؤساء الأقسام والمصالح بكل من الأكاديمية والمديريات الإقليمية والسيدات والسادة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية بالجهة. وأطر هيئتي التدريس والإدارة.  وأسر وأولياء المتوجين والمتوجات ..