آخر الأحداث والمستجدات
محنة الأستـــــــاذ الهيني : قضيــــة وطن، لامسألة قبلية
من نــــــافلة القـــــول ، اليــوم أن قضية القاضي المعـــزول الدكتـــــور محمد الهينــــي تتسنم القضـايا المثيرة والحساسة، بل وبقوة الواقع أصبحـت قضية عابرة للحدود (تضامن تونسي وأوروبي) . فالحدث جلل ، هذا الذي عرفه التاريخ القضائي والحقوقي المغربي ،والنتيجة الحتمية طرح أسئلة كبرى عن دور النخب السياسية والقضائية والحقوقية ،و... في الدفع ببناء دولة المؤسسات واحترامها.
وعلى كل، لن أتطرق لحيثيات القضية وأطوارها وللفاعلين فيها وبها، فالأمر يحتاج إلى سياقات أخرى، وإلى التجرد من كل الإعتبارات السياسية والشخصية ، و ... فهي قضية وطن وزمن بإمتياز ، لكن الذي يهمنا من هذه الورقة هو الدفاع عن شخص الهيني كإنسان وكحقوقي وكمـواطن مغربي ، والمناسبة هي أن أحد " قياديي" حزب الأصالة والمعاصرة ، انبرى للدفاع عنه (ذ الهيني)،متمترسا وراء الانتماء القبلي،ومستعملا سلاح الإنتماء العرقي (الجبل) والطبقي (الفقير) ! فعندما يجزم هذا القيادي بأن سبب محنة ذ. الهيني ، انتماؤه ل"جبــــالة" " وغفساي" فذلك تحقير له ولقضيته ، فقوة قضيته استمدها من التعاطف الشعبي معه ، فقد ساندته كل طبقات المجتمع ( الغنية، والمتـوسطة ، والفقيـــرة) وسانده أناس من مدن وقرى البلاد، في الغرب والشرق والجنوب والشمال، وهب لنصرته الإسلاميون، واليساريون الراديكاليون والمعتدلون، وغيـــرهم كثير.
إن اختزال قضية الهيني في "جبـــــــــالة"،هو تحقير وتحجيم وإضعاف له ، وهي دعوة صريحة من قبل هذا " القيادي " للطائفية البئيسة ، وللنعرات القبلية التي طلقها المغاربة طلاقا بائنا سنة 1934م، مع ماأصطلح عليه انذاك ب"الظهر البربري".
رجـــــــاء دعــــــوا الوطـــــــن ينـــــمو، ودعوا الوطــــــــن يكـــــــبر، ودعوا بناء المـــؤسسات والإيمان بها يسري في عــروقنا بعيدا عن النـــــعرات القبليـــة التي لا تستقيم وسياقات القرن 21م.
الكاتب : | الحاج ساسيوي |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-11-29 00:19:30 |