آخر الأحداث والمستجدات
الدخول المدرسي والعيد والانتخابات بوابات الصدمات القادمة
اليوم لن نتحدث عن المحطات النضالية من أجل العيش الكريم والحرية والعدل وإسقاط نظام إصلاح التقاعد، و...و.. . اليوم سنتحدث عن ثلاث محطات متتالية بالتراتبية الزمنية والاستهلاكية . فإذا كانت العطلة الصيفية قد ارتبطت أساسا بشهر رمضان الكريم ومدى التكلفة الزائدة في قفة المعيشة والإنفاق ، فإن ما تبقى في الجيوب قد تسرب في أنشطة العطلة وزيادة .
الآن، انتهى موسم بهجة السفر وصور الفرح والاحتفال بها في المواقع الاجتماعية ، انتهى الموسم الصيفي عند الجميع ، وعند من لم يسعفه صندوق مدخراته المالية أو عمله من السفر وقرر عيش موسم الحر والصهد بين جدران بيته أو في فسح المقاهي المترامية على شوارع مدننا. انتهت العطلة من حيث بداية الزيادة في كثلة المصاريف المستجدة من حيث تزامن محطات الإنفاق من الدخول المدرسي إلى العيد الكبير إلى الجذبة الانتخابية على مشمول الطبقات الشعبية المغربية.
نعم مصاريف رمضان ، العطلة الصيفية ، عيد الأضحى ، الدخول المدرسي ، انطلاق بداية تخمة الخطاب السياسي ، فالأمر وصل إلي حد القلق من وضعية الحفاظ على السلم الاجتماعي، فهل يحتمل المواطن البسيط توالي الصدمات المالية والضغوطات النفسية وإخفاق الفعل السياسي ؟ .
الصدمة الأولى : الدخول المدرسي، نعم هي الرجة التي لا زالت تخلخل ميزانية الأسر بالأسر عليها ، وما أشد بؤرتها التوترية عند الأسر التي لها أكثر من ابن بالمدارس . حجم الضغط يقل وتزداد بوابته اتساعا عند المؤسسة المحتضنة لتعلمات الأطفال ، هل هي مؤسسة عمومية ؟ أم هي مجموعة مدارس خصوصية؟ .في الوضعية الأولى تدخل الدولة عبر بوابة المبادرة الملكية " مليون محفظة " وهذه السنة تدبر تحت إشراف العمال بالأقاليم، لسد ما سد الخبر من الابتداء والقطع مع استغلالها سياسيا. ورغم ذلك فالأسر لا بد لها من التوجه إلى المكتبات لأجل اقتناء اللوازم المدرسية وبعض الكتب غير الصالحة المسلمة إلى التلاميذ على أساس أن العملية تستهدف تجديد 30% من الكتب، و 100% من الكراسات ، وكخلاصة هناك مصاريف تسحق جيوب الأسر من رسومات التسجيل وأداء واجبات الجمعيات التي تتعايش معها المؤسسات العمومية .
فيما القهر الجلي هو في المسح الكلي لمالية الأسر المتعاملة مع المؤسسات الخصوصية ، فمن أداء واجبات التسجيل والتأمين الباهظة إلى أداء رسومات الدراسة الشهرية ، إلى قيمة أثمنة المقررات المرتفعة الكلفة والمستوردة أساسا من الخارج ، وللتنبيه المقصود في هذا التوصيف ،هو ما يحصل في قلب بعض - (أقول البعض ) - المؤسسات الخصوصية، فهي أصبحت تبيع الكتب المدرسية الغير المصادقة الفعلية من قبل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني داخل المؤسسة، مع تحصيل هامش الربح ، وأصبحت تضيق الخناق على المكتبات العمومية ، وتلزم الآباء باقتناء الكتب الموقعة من طرفها مع الأداء الفوري ....إنه الوجه البشع لاستغلال بؤس الأسر وحاجتهم في الاستثمار الأنفع في أبنائهم من خلال البحث عن جودة امتلاك الكفايات التعليمية .
الصدمة الثانية : وهي حلول عيد الأضحى المبارك مباشرة بعد الدخول المدرسي ، حيث تصبح سنة الأضحية المؤكدة عند عموم المواطنين فرضا لامناص من نحر الكبش الأملح فيها ، هنا تزداد الطبقات المقهورة حكرة أمام الجيران والملأ الاجتماعي ، هنا تطلع علينا قصاصات الإشهار بصور " الحولي " والسلف المريح ب 0 درهم ، إنه التدليس الربوي الذي يمارس بالمضاربة الربحية . إنه الاستغلال الأبشع لهموم وحاجات الشعب المغربي المقهور و جعله يعيش بين أيدي شناقة المواسم . إنها استغلال الفرص ومص الدماء وإفراغ الجيوب بالتجويع وجعل الكفاف المادي رمزا للتحكم " في الرعية " ، إنه الاستغلال السياسي الفاسد لحاجة الناس وتوزيع الأضاحي لأجل استمالة الأصوات المقهورة . والمثال المغربي يقول " إلى ما قدكومش الفيل زيدهم الفيلة " فالأمر لن يتوقف عند اقتناء الأضحية بل يفوق ثمن الكبش اللوازم الملائمة له . هي عادات اكتسبناها بغير وعي بالتراكم ، وكان للعرف اليد العليا في توطينها ، وزاد الطينة بلة كثرة الاشهارات الدعائية التي تتخم سلوك المستهلك ، والتي تعرف الشركات والمؤسسات التي تقوم بها كيف تستولي على أموال جيوب المواطنين أضعافا مضاعفة !!! .
الصدمة الثالثة : الانتخابات التشريعية ل 07 أكتوبر 2016 ، لما آثرت بتوصيفها هي كذلك بالصدمة، وألزمتها الموقع الثالث من الصدمات المرجعية الموجعة التي يتعرض لها جل المواطنين ؟ لأنها حتما ستنتج من لا يعترف بالحوار الاجتماعي ، ويجعل من حق الإضراب رخصة تسلم من طرف أرباب العمل ، ستفرز من يتحكم بالموازنات ماكروا اقتصادي بالزيادة في أثمان السلع الأكثر استهلاكا من طرف الشعب ، ستظهر من يطبق كالتلميذ المطيع لكل الإملاءات ووصايا صندوق النقد الدولي في مجالات هيكلة الاقتصاد والحد من المنافذ الاجتماعية ، لأنها ستطلع علينا حكومة ستسد باب التوظيف وتبدع باب التعاقد المتلاشي ، لأنها بالحرف الدال ستكون حكومة لا تخدم التنمية الوطنية بل تخدم المصالح العليا لوجهاء اللوائح وتجعل منهم أداة سياسية للتحكم في الأرزاق والعباد.
الآن ، يحق لنا أن نقول يكفينا ، يكفينا من الصدمات المتتالية ، فالشعب سئم ومل من حديث التنمية التي لا يعرف أي طريق سلكت ، فالشعب قد يرفض مد يده حتى لمصافحة الوجوه الانتخابية الموسمية، فالشعب باغي حقوا من وزيعة خيرات البلاد ، ولكم في المغرب العميق البيان الفصل في القول والتعجب من المفارقات الاجتماعية والاقتصادية بين المواطنين والمناطق المنسية .
الكاتب : | ذ محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-08-30 14:10:00 |