متابعة محاكمة متهمين بقتل محام وزوجته بمكناس

وجاء إرجاء النظر في القرار المستأنف، للمرة السابعة منذ إحالة الملف على الغرفة الاستئنافية، لرفع حالة التنافي، بعدما تبين للمحكمة أن عضوين من الغرفة الجنائية الاستئنافية، سبق لهما أن كانا ضمن أعضاء الهيأة، التي بتت فيه ابتدائيا، ما جعلها تحيل الملف على غرفة ما بعد النقض، التي تعقد جلساتها يوم الثلاثاء الأخير من كل شهر.
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس أصدرت، في الساعات الأولى من14  أبريل 2009، أحكاما تراوحت بين عقوبة الإعدام في حق ثلاثة متهمين، ويتعلق الأمر بالشقيقين(عبد الكريم.ب) و(وامحمد.ب) وشريكهما(عزيز.ع)، والسجن المؤبد في حق (بدر.ر)، وسنتين ونصف حبسا في حق(مليكة.ت)، وستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ في حق (فاطمة.ع)، فيما قضت الغرفة ذاتها بسقوط الدعوى العمومية عن المتهم (عبد الجبار.ب)، الذي توفي بالسجن المحلي سيدي سعيد بمكناس خلال مرحلة التحقيق مع المتهمين. في حين حكمت الغرفة عينها بعدم مؤاخذة باقي المتهمين في القضية، وعددهم عشرة، وصرحت ببراءتهم من المنسوب إليهم، ما جعل النيابة العامة تستأنف القرار.
وشكلت بشاعة الجريمة، التي راح ضحيتها المحام (إبراهيم حسيتو) وزوجته (مارية بناني)، اللذين تمت تصفيتهما من طرف الإخوة البوعامي، أصحاب محل للجزارة وبيع اللحم المفروم بحي النجارين بالمدينة العتيقة بمكناس، بمعية (بدر.ر) الذي كان يعمل في صفوف الوقاية المدنية، و(عزيز.ع) مهاجر بالديار الإسبانية، (شكلت) حدثا شغل الرأي العام المحلي والوطني، ولغزا حير المحققين واستنفر كل الأجهزة الأمنية بالمدينة، بتنسيق مع نظيرتها بالعاصمة الرباط، من أجل الكشف عن خيوط وملابسات هذه الجريمة، قبل أن تسفر التحريات عن اعتقال أحد المتهمين بالرباط، الذي قاد التحقيق معه إلى الكشف عن باقي الجناة.
وتعود وقائع الجريمة إلى سادس عشر فبراير 2006، عندما كان المحام (ابراهيم حسيتو) وشريكة عمره (مارية بناني) عائدين كالعادة إلى منزلهما بحي النجارين بمكناس، وفور فتح باب شقتهما بالطابق الأول، الواقع مباشرة فوق المحل المذكور للجزارة، فاجأهما المسميان(عبد الجبار) و(عزيز) بضربات قوية بواسطة قضبان حديدية على رأسيهما أردوهما قتيلين، مستعينين بجهاز ( (VCDرفعوا صوته حتى لا يسمع أحد صراخ الضحيتين، ليتم سحب جثتيهما إلى الطابق الثاني، حيث يوجد بيت (امحمد)، وهناك واصل المعتدون تنفيذ عملهم الإجرامي الذي خططوا له بإتقان، إذ قاموا بفصل لحمهما عن العظام بواسطة سكاكين ومناشير أحضرها(عبد الجبار)، قبل أن يطحنوا اللحم بآلة الفرم ويحولوه إلى "كفتة" عمدوا إلى خلطها بالماء وصبوها في قنوات الصرف الصحي في محاولة يائسة لإخفاء معالم جريمتهم الشنعاء، بينما عملوا على تقطيع العظام إلى أجزاء صغيرة، بما فيها عظام الجمجمتين، باستخدام آلات خاصة، ووضعوها داخل حقيبة كبيرة الحجم، ليقوم بعد ذلك المتهمان (عزيز) و(بدر) بنقلها على متن سيارة من نوع (فياط باليو) إلى مدينة تمارة، حيث ألقوا بها في واد الشراط. ولم يكتف الجناة بقتل الضحيتين، بل دخلوا إلى منزلهما واستولوا على حلي في ملكية الضحية (ماريا)، فضلا عن بعض الملابس والعطور ومبلغ مالي وهاتف محمول من نوع (موتورولا) خاص بالمحامي الضحية، وهو الهاتف الذي سيكون الاتصال الذي أجرته عبره المتهمة (مليكة.ت) زوجة (عزيز.ع) مع إحدى المولدات قصد مساعدتها على نزع خيط الغرز الطبية، الناتجة عن خضوعها لعملية ولادة قيصرية، السبب في الوصول إلى الجناة.
وتتلخص دوافع الجريمة في النزاع، الذي كان قائما بين الضحيتين والإخوة البوعامي، حيث تقدم الطرف الأول بشكاية يعرض فيها تضرره الكبير من الدخان الكثيف المنبعث من محل شواء اللحم المفروم، الذي يوجد في ملكية الطرف الثاني، الذي فكرت مكوناته في الوسائل المشروعة وغير المشروعة للتخلص ممن يسعون إلى قطع مصدر رزقها، علما أن المشروع كان يدر دخلا محترما على أصحابه، الذين اختاروا سلك الطريق المؤدية إلى ما وراء أسوار السجن المحلي تولال2.