آخر الأحداث والمستجدات 

تورتيت : بنية سياحية بلا دعامات أساسية

تورتيت : بنية سياحية بلا دعامات أساسية

جميلة تلك التسمية الأمازيغية ، التي أخذتها مدينة إفران ، «تورتيت» إذن التسمية القديمة لمدينة إفران و التي تعني الأمازيغية «الحديقة الجميلة» ، المدينة التي تتميز بخصائص جمالية متعددة تؤهلها لتكون قطبا اقتصاديا محليا بإمكانيات ذاتية ، تعتمد بالأساس كل المؤهلات التي تحضا بها المنطقة على المستوى الاقتصادي و السياحي.

على المستوى السياحي والذي تعد «تورتيت» قطبا رائدا فيه وطنيا ، لما تكتسيه من أهمية بالغة في الترويج للسياحة الجبلية و الإيكولوجية ،  خصوصا  واحتضان المنطقة لأهم المنتزهات الوطنية و المعرفة أيضا بتشكيلة متنوعة من القطاع الغابوي والحيواني (...) ، يبقى «واد تزكيت» و«وسط المدينة» و «الملجأ» قرابة زاوية سيدي عبد السلام ، هذه القرية التي كانت تحتضن بالأمس القريب الاسم الحقيقي لإفران المشتق من التسمية الأمازيغية ، إفري والتي تعني الكهف (...) ، قلت مناطق لا تقل أهمية ، عن باقي المواقع السياحية التي يقصدها السياح الوطنين و الأجانب لقضاء أوقات ممتعة بها (...).

إن البنية السياحية ، ترتكز على دعامات أساسية يحددها ، تنويع العرض السياحي ، توفير فضاءات للاستقبال تستجيب للشروط ، توفير مرافق للترفيه خصوصا للأطفال (...) ، تجويد عقلنة  الخدمات وملائمتها والقدرة الشرائية (...). ليبقى التساؤل المطروح هل الجهات المعنية على تثمين المنتوج السياحي بالمنطقة ؟؟ ولماذا عرفت عائدات السياحة المحلية تراجعا مقارنة مع السنوات الماضية ؟؟ و ماهي الأسباب وراء هذا التراجع ؟؟.

يبقى العرض السياحي محدود بمدينة إفران ، في غياب آليات ووسائل الترقية والتحديث ، ورؤية إستراتيجية موحدة لمواكبة كل العوامل التي تساهم في خفض نسبة السياحة الداخلية المحلية بما في ذلك عامل «الجفاف» ، الذي ساهم بشكل كبير في فصل الشتاء في خفض عدد السياح بسبب تأخر التساقطات الثلجية و قلتها ، و في فصل الصيف جفاف (الضايات و الوديان والشلالات و العيون والأنهار ...)، كما يساهم كذلك في ارتفاع درجات حرارة المدينة ، أي أن بعض السياح يحلون على المدينة فقط لانخفاض درجات الحرارة بها مقارنة مع المدن التي يقطنون بها ، هذا ما يعني أن العرض السياحي المحلي، يعيش تحت رحمة الطبيعة و المناخ...

واد عين فيتال كما هو معروف ، صار هو الآخر كبيت المرأة العجوز ، وقد مر الجفاف و حوافر الخيول على ما بقي من أعشابه التي كانت تؤثث لفضاء طبيعي ، واحتلت مناطق الظل به ، جمعيات البيئة « يا حسرة » ، والتي تعمل على افتراش الحصائر منذ بزوغ الفجر لاكترائها ، مما زاد من تدمر السياح الوافدين (...) ، في غياب خطة واضحة تحفظ للسائح حقه في الاستمتاع بالفضاء ، وللأصحاب الحصائر حق في توفير مورد العيش اليومي . 

الإقبال الذي تشهده المدينة سنويا ، يجعل من ساكنة إفران تقبل على الاستثمار في المجال السياحي خصوصا ( المطعمة ) ، و كراء الشقق المفروشة ومواقف السيارات ... ، مجالات تعرف رواجا كبيرا خصوصا في فترة تساقط الثلوج، و فترة الصيف (...) ، إلا ان ما يلاحظ مؤخرا و حسب شهادات وروايات حية ، التراجع الذي باتت تعرفه المدينة في هذا المجال خصوصا ، الاثمنة المرتفعة التي وصفها الكثيرون بأنها الأكثر ارتفاعا ، خصوصا و كما سبق و أشرنا في المطاعم و الشقق المفروشة ، تستدل عليها الساكنة ب «حنا متبوعين بالعواد و الحطب» ، علق عليها أحد الزوار «تشريهم على ظهري».

لقد أدت ظاهرة الغلاء الذي يشهده القطاع السياحي بالمنطقة ، خصوصا فصل الصيف و موسم تساقط الثلوج بمحطة ميشليفن ، التي تضاعف فيها أثمنه المواد الاستهلاكية ، إلى نفور السائح الوطني من المنطقة ، وبالتالي البحث عن مناطق جديدة أقل تكلفة يختار الكثيرون النزول بمدينة إيموزار كندر التي تحمل إلى حد ما بعض مميزات الطابع المعماري الفرنسي المماثل لما شيدت عليه إفران ، مدينة إيموزار كندر التي تعرف بانخفاض مستوى المعيشة ، والنقص من تكلفة الشقق المفروشة مقارنة مع إفران ، وبالتالي فإن السائح الوطني يفضل النزول بمدينة إيموزار أو آزرو في بعض الأحيان ، لتصير بذلك مدينة إفران مجرد مطرح للنفايات بعد أن صار الزائر يجلب معه احتياجاته و متطلباته من المأكولات و المشروبات من المناطق المجاورة لقضاء أوقات ممتعة في المنتزهات المحلية .

إن تطوير المنتوج المحلي وتثمينه ، ينبني بالأساس على رؤية مشتركة لكل الأطراف ، التي من شأنها ان تفرض رقابة على السوق الداخلية المحلية ، و عقلنة أثمنة المنتجات الغذائية والاستهلاكية المعروضة. بالإضافة إلى ذلك وجب تحسين جودة فضاءات الاستقبال ، و توفير فضاءات و مرافق للترفيه (...) ، حتى تستقطب إفران سائحيها على مدار السنة و تستفيد الساكنة من عائدات السياحة الداخلية . 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد السلام أقصو
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-07-21 21:13:35

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك