آخر الأحداث والمستجدات
إقليم إفران اليوم العالمي للصحة و قلة الصحة
جميلة تلك العبارة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال ، ألا تلتقطها أذناك وأنت بإحدى المستشفيات الوطنية ، (محلية إقليمية جهوية جامعية) ، وهي (آش عندك ) ليست الإشارة هنا إلى نوع المرض الذي جئت من أجل علاجه ، بل إلى ما تحمله حمالة أوراقك ، من بطائق التغطية الصحية ، أضعف إيمانها (بطاقة راميد) التي عرفت هي الأخرى إجراءات مسطرية ، جديدة متمثلة في الدراسة والتتبع ، بالإضافة إلى العلاقة بين وزارة الداخلية و صناديق التغطية الصحية ، بمفهوم أوضح الشخص المتوفر على حساب (التأمين الإجباري عن المرض) ، بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وانقطع أداؤه لواجبات الانخراط حسب الظروف غالبها الانقطاع عن العمل ، يمنع حسب المسطرة من الاستفادة من راميد.
البطاقة صارت إلى اليوم، شهادة عوز و حاجة تسهل مأمورية الاستفادة من الخدمات الصحية المجانية، وصارت إلى اليوم كذلك بطاقة شقاء لما تخلفه من معاناة بفعل النقص الحاد في التجهيزات الطبية، تتطلب المكوث لأشهر من أجل موعد جهاز فحص (...).
لنا من سوء الحظ ما يكفي ، أن نجعل من ذكرى اليوم العالمي للصحة الذي يعد السابع من أبريل كل سنة ذكرى خالدة نبكي فيها مآسينا ، نفس اليوم الذي تخلده الدول التي تحترم نفسها ، لتقديم الإنجازات و نخلده نحن في أوطاننا لتقديم الإختلالات ، لا بأس أن نقدم إطلالة خفيفة عن واقعنا بإقليم إفران ، بخصاصه في الأطر الطبية و التمريضية ، بالإضافة إلى ما تم رصده من إختلالات تنظيمية ، والتي وقفت عليها الإدارة الحالية ، خصوصا في شقه المتعلق ، بتوزيع الأطر على بعض الإدارات الشبه عمومية ، و اختلال توزيع الأطقم على المراكز الإستشفائية بالإضافة إلى النقص في التخصصات الطبية.
ولا يخفى على متتبعي الشأن العام بإقليم إفران ، ولن يختلف معي أحد بخصوص نوعية الخدمات المقدمة من طرف المراكز الإستشفائية الإقليمية ، والتي تعود إلى أشغال الصيانة و الإصلاح للمستشفى الإقليمي 20 غشت بآزرو ، وضعف الطاقة الاستيعابية للمستشفى المتعدد التخصصات ، مقارنة مع حجم الطلب المتزايد للساكنة الٌإقليمية ، بالإضافة إلى الخصاص في الأجهزة والأطر الطبية، مستشفى متعدد التخصصات بأطقم طبية موسمية ، نسيت الإدارة الوصية تنبيه مرضى الإقليم أن يمرضوا فقط في ( الاثنين و الأربعاء).
كما لا يخفى على السادة المتتبعين للشأن العام ، عدم إلتزام المندوبية الوصية على قطاع الصحة بالإقليم ، والوزارة الوصية نفسها ، بخصوص الوفاء بالتزاماتها و تفعيل مضامين شراكاتها خصوصا في شقه المتعلق بتوفير الموارد البشرية ، في كل المراكز التي تم إنشاؤها بآزرو بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، خصوصا مركز محاربة داء السرطان حديث الإنشاء .
بعد السياسة التي تنهجها الدولة بخصوص قطاعي الصحة والتعليم ، والتي تود من خلالها الحكومة المبجلة ، تحويل القطاعيين الحيويين ، من مؤسسات تستهلك ميزانيات ضخمة بخدمات ضعيفة إلى مؤسسات منتجة، تحقق الاكتفاء والتدبير الذاتي ، بالإضافة إلى التقليص من فرص الشغل في القطاعين ، خصوصا الطبي الذي يعد من أولويات المواطنة ، التي هي في الحقيقة درجات بذا الوطن ، و لمواجهة حجم الخصاص ، تعود الدولة لحكم لقمان و دار الإسلام ، بعد أن فشلت ماركسيتها وليبراليتها ، لتستنجد بالمجتمع المدني ، لكفالة اليتيم ، والعجزة والمسنين ، والمرضى المعوزين ، ودعم و مساندة الدولة في الشق الاجتماعي .
لقد بات من الضروري ، بحكم الإنسانية و الرسالة النبيلة للعمل الخيري التضامني ، العمل على تضافر الجهود خصوصا الفاعل الجمعوي الإقليمي بإفران ، لتوعية والتحسيس بأهمية الدور الذي تمثله قيم التضامن والتآزر بين مكونات المجتمع المدني ، لمساعدة المرضى المعوزين ، لتغطية مصاريفهم العلاجية ، الضرورية والذين لم ينالوا نصيبهم من ذا الوطن ، خصوصا في الوصول إلى إحدى بطائق التغطية الصحية و الخدمات العلاجية . وقد أخد دخول المجتمع المدني بشكل مباشر في القطاع ، في تجارب ناجحة همت المساهمة في تدبير مراكز تصفية الدم والتكفل في حدود الإمكانيات في مدن الشمال و الغرب ، بتوفير بعض الحاجيات من أطر طبية و ممرضين ، وبالتالي الرفع من الطاقة الاستيعابية ، كما تساهم بحملات طبية موسمية، و ندوات و لقاءات تحسيسية بضرورة الوقاية والكشف المبكر عن الأمراض.
ليبقى قطاع الصحة بإفران رهين الإختلالات التي تكمن غالبها ، في شق تنظيمي وقانوني يهم بالأساس إعادة التوزيع السكاني على المستشفيات ، أو بالأحرى المستوصفات التي تعتبر وصمة عار في جبين قطاع الصحة ب(صريصرة الصغيرة) ، التي يتضاعف عدد سكانها بفعل الإقبال السياحي .
إن احتفالات ساكنة إقليم إفران ، لا تتجاوز التقليد المتعارف عليه في المهرجانات (...)، بالقرع على البندير والرقص مع (الشيخات)، ليبقى اليوم العالمي للصحة، ذكرى مريض لم ينصفه الوطن ، و حالت بينه وبين عافيته ، الرزايا و نوائب الزمن ، ذكرى لا تستحق سو أن ننكس فيها أعلام الوطن .
الكاتب : | عبد السلام أقصو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-04-05 23:25:58 |