المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإفران تنظم لقاء تكوينيا في موضوع 'منهجية البحث التربوي التدخلي'

اللقاء حضره إلى جانب أعضاء فريق البحث التربوي الإقليمي  ، المدير الإقليمي السيد  أحمد امريني مع وفد عن  المديرية الإقليمية بإفران يضم السادة : رئيس مصلحة الشؤون التربوية ذ اليزيد افليليح، المنسق الإقليمي لبرنامج "جيني "ذ مولاي إسماعيل بلقاسم و مجموعة من رؤساء المؤسسات التعليمية و الأستاذات و الأساتذة و بعض الأطر الإدارية الأخرى.

بعد قراءة الفاتحة ترحما على روحي والدتي  السيدين بوتقا الحسين مدير مدرسة حسان بن ثابت و مولاي رشيد المحمدي مفتش تربوي التي وافتهما المنية خلال الأسابيع الماضية. مهد عضو الفريق التربوي المفتش الباحث الدكتور أمهاوش محمد في بداية اللقاء بكلمة أوضح فيها أهمية البحث التدخلي باعتباره يشكل رافعة أساسية لتجديد ورفع مرد ودية النظام التعليمي وأداة للتكوين وآلية للتطوير وكذا الضمان لدعم جهود إصلاح المنظومة التعليمية ؛ معرفا بالبحث التدخلي كمنهجية بحثية، تقتضي استحضار خطواته الرئيسية ،بدءا بالإحساس بالمشكلة وتحديد السؤال أو المشكلة وصياغة المشكلة وأهميتها إلى تصميم خطة العمل و تنفيذ وتسجيل النتائج.

وفي نفس السياق أبرز السيد احمد امريني المدير الإقليمي للتربية و التكوين بإفران في كلمة توجيهية بالمناسبة أن مجال البحث التربوي حظي بمكانة خاصة ضمن الرؤية الإستراتيجية 2015-2030 التي أعدها المجلس الأعلى للتربية و التكوين و التدابير ذات الأولوية التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني الرامية للنهوض بالبحث التربوي والميداني باعتباره دعامة و رافعة أساسية لتطوير أداء منظومة التربية والتكوين وإرساء مختلف المقاربات التي تهدف إلى إرساء الجودة على مستوى هذه المنظومة .

وأضاف أن البحث التدخلي هو بحث بديل للبحوث التربوية التي كانت تقوم على أساس دراسة الآخرين وهو أيضاً من البحوث التطبيقية الموجهة نحو حل المشكلات التي يواجهها العاملون ،حيث يقوم الممارس بفحص أدائه وتطويره من خلال التعّرف على المشكلات التي يواجهها سواء كانت مشكلات تربوية أو اجتماعية أو نفسية ويقوم بحلها باستخدام منهجية علمية ملائمة.

في ذات السياق دعا السيد المدير الإقليمي كافة رؤساء المؤسسات التعليمية إلى الانخراط في هذا المشروع التربوي الهام من خلال تفعيل ادوار مجالس المؤسسة و تمكين أعضائها من تملك الأدوات و منهجية البحث التربوي التدخلي باعتباره رافعة أساسية لإرساء مشروع المؤسسة و تحقيق الأهداف المرجوة .

كما نوه  في الختام بمجهودات فريق البحث الإقليمي و شجع الأساتذة الباحثين على انخراطهم اللامشروط ،ووعد هم بتأسيس مجلة إقليمية تحتضن إنتاجاتهم و إبداعات الأطر التربوية بالإقليم .

ثم بدأت أولى جلسات الملتقى بعرض السيد المفتش الباحث الأستاذ أحمد حميد حول "منهجية البحث التربوي التدخلي"؛ تناول فيه بالدرس والتحليل مختلف التعقيدات النظرية للبحث التدخلي موازنا بين نقط التقاطع بينه وبين البحث العلمي لبناء مفهوم شامل ودقيق. واستطرد بعد ذلك في الحديث عن أسس البحث التدخلي، والمشاركين فيه، وطبيعته المنهجية، وخاصياته الإجرائية. وكان يصر على الوقوف مطولا عند مجموعة من المعطيات تفصيلا وشرحا.

وقد كانت هذه المحطة التكوينية فرصة استفاد منها الأساتذة الباحثون من عدد من التوجيهات والإرشادات القيمة التي ذللت لهم العديد من العقبات والحواجز التي اعترضتهم خلال مسيرتهم البحثية.

وبعد انتهاء العرض فتح باب لمناقشة مضامينه حيث تدخل مجموعة من الباحثين التربويين لإثارة زمرة من القضايا النَّظرية والإشكالات الرَّاهنة التي يُعنى بها البحث التربويُّ  التدخلي وكذلك  الإكراهات المادية والتأطيرية، والتساؤل عن سبل تذليل كل العقبات للمضي في مجال البحث.

تولى السادة أعضاء الفريق التربوي الإقليمي الإجابة عن بعضها، ثم فسح المجال لمنسق الفريق البحث التربوي بالمديرية الإقليمية  لينوه  من جديد،  بمشاركة جميع المتدخلين الهادفة ويؤكد على تتبع مسارات بحوثهم ، وعرض مختلف أشكال الضائقة المادية والمعنوية التي تحول دون التقدم في أعمالهم على السيد المدير الإقليمي.