آخر الأحداث والمستجدات
بلدية مكناس، جوانبها مأوى للمشردين، وجدرانها يعبث بها وليدات الهيب هوب

هل يعبر مظهر بلدية حمرية بمكناس على حالها من الداخل؟ وهل يعكس مظهرها الخارجي،خبايا التدبير اليومي الذي أرهق المواطن المكناسي بكثرة الوعود وطول الانتظار؟
لا شك أن بناية بلدية حمرية تعتبر من البنايات التي من المفروض أن يفتخر بها المواطن المكناسي نظرا لمعمارها وتاريخها وموقعها، إلا أن الإهمال غالبا ما يساهم في تبخيس أشياء ثمينة ويجعلها مجرد شيء لا قيمة له، والواضح أن الأمر ينطبق على بلدية حمرية المتواجدة بقلب العاصمة الإسماعيلية، والتي يتحدث حالها عنها، فجدرانها صارت لوحات لكتابات عشوائية ينحتها يوميا شباب يجتمع كل مساء بجوانب البناية ليعبر عما يخالجه عبر صباغات مختلفة الألوان، لكنها للأسف لا ترسم اللوحة الجميلة التي يتمناها الجميع، فعند مغرب كل يوم يجتمع شبان من الجنسين أغلبهم بلباس "الهيب هوب" تجمعهم رقصات رياضية يؤدونها الواحد تلو الآخر، ثم يسرقون لحظات يتبادلون فيها القبل، ويخرجون قنينات الصباغة ليعبروا عن حب مشتت بين ردهات المدينة الجديدة، فتمتزج العبارات والكلمات والرموز التي لا يفهمها سوى عشاق "الكرافيتي"، وقبل الانصراف لا بد من التبول على الجدران وفي بعض الأركان ليتركوا بصماتهم في المكان، لتفوح الرائحة كلما أشرقت شمس الغد، وبالرغم من إقامة بعض الحواجز بالمدخل الخلفي للبلدية، إلا أن ذلك لم يمنع هواة المكان من الاجتماع اليومي في زواياه المختلفة.
جوانب البلدية،إضافة لذلك، فقد صارت تأوي من لا مأوى له، والصورة الملتقطة حديثا تبين متشردا وهو يفترش سريره بجانب البناية ويمارس أنشطته وكأنه مستقر داخل منزله. والحال أن يكون لهذا المتشرد ولأمثاله ملجأ يقيهم البرد والقر ويمنحهم الدفء والإحساس بالاهتمام، لكن الأمر بعيد المآل في مدينة أصبحت تقسو على نفسها ولا تنجب مسؤولين يحولون اليأس إلى حلم وردي، والتشاؤم إلى بسمة ترسم الأمل وتقطع العهد مع الجحود والتنكر للماضي الجميل.
الكاتب : | سرحان |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-02-16 21:19:51 |