آخر الأحداث والمستجدات 

سقط القناع عن القناع يا مكناس

سقط القناع عن القناع يا مكناس

من خلال مشاهدتي لإحدى حلقات برنامج "الحبيبة مي " غُصت في اعماق  مخيلتي وأنا أستمع لبطلة الحلقة، تلك السيدة العجوز التي تتحدث وقلبها يعتصر حرقة وألما عن مصيرها و مآلها بعدما تنكر لها الأهل والأحباب و أودعوها في مركز رعاية المسنين بعدما ابلت البلاء الحسن في تربية اولادها ليعتلوا ارفع المناصب والمراكز،وفي خضم كلامها المليء بالمعاناة والحسرة حسبتها وكأنها مدينة مكناس تتحدث.

فما اشبه قصة تلك السيدة بالعاصمة الإسماعيلية،قد تختلف الأحداث والفصول لكن النتيجة واحدة : عقوق،إهمال ومعاناة .
فبعدما استبشرت المدينة وساكنتها بمضامين تقرير اممي صادر عن البنك الدولي يعتبر فيه مكناس من بين المدن ذات القدرة التنافسية التي تسمح بنجاح المقاولات وازدهار الأعمال بها ويزيد من التوسع في الشركات القائمة بها، وخلق شركات جديدة، وجذب المستثمرين من أجل خلق الوظائف وفرص الشغل، ورفع الإنتاجية،تقرير اعتبره الكثيرون بمثابة الحجر الأساس لكل الهيئات المنتخبة وخطوطه العريضة صالح كبرنامج عمل جاهز يحتاج الى إرادة التنفيذ لا غير،
 نتفاجئ بالبشائر السعيدة عفوا بالأخبار التعيسة المحبطة تتقاطر كل يوم على هذه الرقعة البئيسة من وطننا الغالي في توجه مخالف لما جاء في هذا التقرير الدولي، بدءا بتغيير جنسية المناظرة الدولية للفلاحة من مكناسية إلى جديدية مرورا ببرمجة غرفة الصناعة والتجارة والخدمات ورئيسها الطاهري لميزانية هزيلة للاستثمارات والمشاريع وأخيرا وليس آخرا تغييب رئاسة الجهة لمدينة مكناس واستحواذ جارتنا فاس على ملايير السنتيمات (اللهم لا حسد) ومشاريع ضخمة ( مسرح كبير، ومعهد للفنون، وقصر للمؤتمرات..) .
كل هذه الحركية والبرامج والمشاريع تنزل في مدن الجوار وتترجم الأقوال الى منجزات ومدينة مكناس لازال يعقد في شأنها لقاءات للتشاور من اجل اعداد برنامج عمل لتنميتها . 
فأين هي برامج الأحزاب السياسية  التي تضيع فيها مصاريف المطبوعات والأقراص المدمجة والحناجر المهللة،أم هي مجرد برامج بحبر على ورق صالحة في أيام الحملات الانتخابية لكسب الأصوات، وأين هي شعارات
" مكناس جاء دورك "و "مكناس تستحق الأفضل "...
أم ان دورك لم يحن بعد يا مكناس ؟؟
أو ان هذا هو الأفضل الموعود الذي تستحقينه؟
"الميمة مكناس" ماذا اصاب أبنائك ومسؤوليك ليتنكروا لك بهذا الشكل،أليس أصوات ناخبيك هي من ربعتهم نوابا في البرلمان ومستشارين في الجماعة و رؤساء للغرفة التجارة والصناعة والخدمات حتى يكون هذا جزائك، أو ليست أصوات أكثر من عشرون ألف مكناسي التي قدمها حزب العدالة والتنمية هدية في طابق من ذهب للحركي امحند العنصر بحجة  الحفاظ على التحالف الحكومي المهلهل هي التي جعلته رئيسا لجهة فاس مكناس؟
هل جزاء الاحسان إلا الإحسان؟ ام جاز لنا ان نطلق عليك يا مكناس سنمار هذا الزمن!!
حقيقة كم هي مؤلمة قصتك يا مكناسة الزيتون،لا يندمل جرح فيك حتى تبتلين بجرح أكبر وأعمق والفاعل ليس ضميرا مستتيرا بل ظاهرا للعيان.
ليس من حقنا الآن كمواطنين الشكوى والولولة على مواقع التواصل الاجتماعي من سوء التدبير او من ضعف الخدمات المقدمة إلينا،فقد حذرنا جلالة الملك حين قال، "إن التصويت حق وواجب وطني، وأمانة ثقيلة عليكم أداؤها، فهو وسيلة بين أيديكم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيدا كان أو سيئا" مضيفا: "عليكم أن تعرفوا أن انتخاب رئيس الجهة وأعضاء مجلسها بالاقتراع المباشر، يعطيكم سلطة القرار في اختيار من يمثلكم. فعليكم أن تحكموا ضمائركم وأن تحسنوا الاختيار. لأنه لن يكون من حقكم غدا، أن تشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدم لكم"
 انتهى كلام جلالة الملك، لكن لم ينتهي عطف جلالته،وننتظر التفاتته المولوية لمدينتنا ورفع الحيف عنها وعن ساكنتها.
في انتظار ذلك لك الله  "ميمتي مكناس " .

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الكريم سيف
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-03-07 21:28:40

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك